(1944 - 25/ 5/ 2020م)
وُلد الشاعر حسن الشرفي في قرية الخواقعة بمحافظة حجّة، ثم استقرّ به المقام بمدينة صنعاء، وتُوفِّي فيها، وهو شاعر مجيد، وناقد أدبي. درس الفقه والتاريخ، وأكبّ على مطالعة الكتب في مختلف فنون العلم والمعرفة، وخاصة الأدبية منها. عمل موظفًا في الإدارة المحلية حتى أحيل إلى التقاعد؛ فمكّنه ذلك من متابعة القراءة والكتابة.
يتميز شعره بالسلاسة اللغوية، وغزارة الإنتاج. كتب عنه الدكتور عبدالعزيز المقالح، والشاعر الأديب عبدالله البردّوني، والدكتور أحمد علي المأخذي، والأديب عبدالرحمن بعكر وغيرهم، وأشادوا بمنزلته الشعرية.
شعره جزل، كثيف المعاني، ويعد من شعراء الطبقة الأولى من الشعراء اليمنيين.
من مؤلفاته:
أولًا: الدواوين الشعرية
ثانيًا: الأعمال الكاملة
من شعره من ديوان "عيون القصائد" قصيدة بعنوان الفراشة، يقول فيها:
معروشة النهدين ماذا جرى؟
ذهلت أن أصحو وأن أسكرا
كأن تيارين من صبوةٍ
قالا: تعلق بيننا كي ترى
ماذا جرى؟ لو جئت مما أرى
لبست أعطاف الشذا مئزرا
هذا يدير الكأس مجنونة
وذا يدير الشهد والكوثرا
وأنت يا سيدتي كالذي
لا يعرف المعروف والمنكرا
تركتني بينهما أحتسي
ريقي وأمتص المنى سكرا
معروشة العذقين ماذا جرى
حرمت أجفاني لذيذ الكرى
وأين يا سيدتي حاجتي؟
وأنت كالعنقاء خلف الذرى
بيتك محفوف بأسواره
وآهِ من صاحبه لو درى
عرفته أيام كنا معًا
نسري فلا نحمد ذاك السرى
لا تسأليني: ثم ماذا؟ دعي
ماذا وهاتي ضوءك الأخضرا
ومن الديوان نفسه في قصيدة أخرى تحت عنوان "رسالة من تحت الباب"، يقول فيها:
لماذا يا ابنة الظل الخفيف
سلكت مسالك القبح المخيف
لماذا صرت كالأفعى بقلب
كأحشاء المقابر والكهوف
سألتك والنقاء يلف قلبي
وبي خوف الرقاب من السيوف
لماذا تسكبين السم فيها
قلوبًا مثل أزهار المصيف
دعيها للمحبة لا تبالي
بأمراض الزقاق أو الرصيف
لمحت الغيرة العمياء أعتى
بقلبك من أعاصير الخريف.
وقد غنّى له الفنان أيوب طارش أغنيته الشهيرة، وهي "مطر مطر"
مطر مطر والضبا بينه تدور مكنه
يا ريت وأنا سقيف
يا ريت أنا خدر بدوي كلهن يدخلنه
لوما يروح الخريف
يا ريت انا كوز بارد وحدهن يشربنه
على شوية صعيف
يسقي امجوانح غمام امصيف وردي واحبشوش
وسامح الله أحبابي على سفح الاحبوش
هم عذبوني وخلوني متيم ومربوش
والحب قرقوش ما مثله ولا أي قرقوش
فرشت قلبي لكل أسمر عيونه مرايا
واديت عمري جبا له
أنا الذي قاد أشواقه سرايا سرايا
ولفها في حباله
كم كان يضحك مع كل الحسان الصبايا
واليوم عايش لحاله
ما كان يحسب حساب السحر في الثغر الاشنب
وكان ناسي بأنه آخر اليوم يحنب
غبني على من عشق غبني على كل من حب
غبني على من شرب كأس المحبة وجرب
كما تغنّى بشعره عدد من الفنانين اليمنيين والعرب، كالفنان أحمد الحبيشي، وعبدالرحمن الأخفش، ومحمد الساعي (عراقي).
كتب عن شعره عدد من الرسائل العلمية والدراسات النقدية، وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضو الاتحاد العام للكتاب العرب، وقد حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير.
المصادر: