في صباح عدني متوجس، من صباحات الفاتح من أغسطس 2024، كانت أنفاس الجموع تتصاعد وتحاول أن تتسلق جدران سجن المنصورة بالعاصمة عدن؛ وهي تترقب الحدث الذي أخذ بلب المجتمع العدني؛ إما بسماع ثلاث رصاصات أو الخبر المستحيل الذي ينتظره الجميع بعد أن بلغت القلوب الحناجر وهي تنتظر المعجزة: معجزة العفو!
وبعد لُحيظات، تناهى إلى سَمع الناس المتجمهرة خارج سجن المنصورة خبر أنّ ولي دم الابنة المغدور بها الشهيدة "حنين"؛ الأب المكلوم إبراهيم البكري، قد عفا عن الجاني حسين هرهرة في الثواني الأخيرة، التي كان فيها الأخير ممدّدًا ببذلة الإعدام الزرقاء، وقد وضع الطبيب الشرعي في ظهره علامة في مكان إطلاق الرصاصات الثلاث، منتظرًا تلقي رصاصات الإعدام قصاصًا. في هذه اللحظة الفارقة، بعد أن وصل إلى الجموع هاتفَ الخبر السار بالعفو الصعب، جلجلت أصوات الجموع بهتافات عفوية هادرة: "بالروح بالدم، نفديك يا بكري".
استوقفني هذا الهتاف العفوي من جمهرة ليست بالقليلة كانت خارج أسوار السجن التي كانت متلهفة للمصير المنتظر لقضية شغلت الرأي العام؛ إما تنفيذ القصاص في القاتل كما حكمت به المحكمة، أو العفو الذي رفضه ولي الدم أبو الطفلة المغدور بها حتى آخر لحظة، ورفض كل الوساطات الفردية والجماعية، الأهلية والقبَلية للتدخل من أجل طلب العفو عن حكم الإعدام، وتمسك بحقه الشرعي: "القصاص".
وحين رأيت فيديو هتاف الجموع: "بالروح، بالدم، نفديك يا بكري" عبر فيديو اليوتيوب، حيرني هذا النوع من الهتاف، وتساءلت: لِمَ لا يهتفون هتافًا آخر يعبر عن التسامح أو التهليل والتكبير لهذا الموقف الإنساني الذي ترقبوه طوال أيام وليال؟
لقد كان الأب البكري يكرّر أمام الملأ وفي كتابة منشوراته على الفيسبوك وأحاديثه، القول: "أنا لم أرتكب أيّ خطأ في حق الغريم، سوى أنني لجأت إلى القانون وتمسكت بالقضاء لإحقاق الحق، وإنني ملتزم بأي حكم يحكم به القضاء". وهذا ما جعله، في تصوري، صورة متخيلة لوطن مدني ومتحضر يؤمن بإنفاذ القانون ولا شيء غير اللجوء إليه لأخذ الحقوق.
إنّ مثل هذا الهتاف: "بالروح بالدم"، لا يُرفع إلا من أجل الأوطان وباسمها، ومن شعوب أو جماعات منتمية بإخلاص لها، وأحيانًا تقال إما في وقت الشدائد أو في المناسبات الوطنية أو الرسمية، صحيح أنّه خرج من حنجرة أناس انتظروا أن تتجلى لهم معجزة حالة العفو عند المقدرة من لدن رجل مكلوم ظلّ طوال فترة ما بعد حكم المحكمة بالإعدام قصاصًا، ينفي نية العفو ويؤكّد ويصرّ على أنه لا خيار لديه سوى القصاص لابنته المغدور بها في عصرية يوم عرفة، في تداعيات حادث مرور تافه كانت عواقبه وخيمة .
في ظنّي وتحليلي المتواضع، أنّ هذا الهتاف العفوي الذي صدر من الناس العاديّين والبسطاء الذين وصلت بهم حالة انتظار المصير المحبوس بعلم الله، بين الطرفين: ولي الدم- أبو المغدور بها حنين إبراهيم البكري، والجاني هرهرة- المنتظر تنفيذ القصاص، والذي خرج من حناجر الناس بصورة عفوية ولا إرادية، قد جعل المشهد العام فنتازيًّا كما بدا لي، حيث صار ولي الدم (العافي) تجسيدًا لوطن متخيل عبّروا من خلال هذا الهتاف للشخص/ الوطن المتخيل، ولطموحات مكبوتة في صدور العامة، أكثر من كونه تعبيرًا عن شخصٍ ما أخذ موقف التسامح والعفو الكريم، وسلك في كل مراحل التقاضي السلوكَ المدني والحضاري، فصار في الذاكرة اللاواعية لهذه الجموع صورةً متخيلة لأشكال متعددة من يوتوبيا وطنٍ ما تجسّدت في صنيع هذا الأب المتسامح.
علامات تناظر فنتازية
وليسمح لي القارئ بأن أتخيل علامات التناظر بين (البكري) التي هتفت له الجماهير بالفداء والتضحية بالروح والدم، وبين استعارتها منه لتجسيد وطن "يوتوبي" مكنون في نفوس العامة ولا وعيها، وأسقطوه على الشخص/ النموذج في لحظة تسامٍ إنسانية إيجابية، وبأن أدلي بهذه المقاربة بين النموذج البشري الإيجابي والوطن المتخيل والمأمول، في صورة أفعال وأقوال الأول، وتجسده في الآخر، وهذه المقاربات :
1- أنّ أبا حنين كان منذ صدّر مأساته حتى آخر لحظات النطق بالعفو، صورة متخيلة لجغرافيا مؤسساتية، وليس لغابة يتصارع فيها الخصوم كما تتصارع الحيوانات، تجلّت من خلال متابعاته الأجهزة الضبطية والأمنية والقضائية في كل المراحل منذ لحظة الشجار حول الحادث المروري حتى صدور الحكم، مجسّدًا تراث المدنية والحضارية التي تمتعت بها عدن؛ لأنه كان مؤمنًا بإنفاذ القانون والاحتكام إلى القضاء للفصل في قضية مصيرية مسّت جوارحه بصفته أبًا مكلومًا، ولم يخطر في باله أن يستخدم السلاح أو التحيُّن للثأر أو اللجوء إلى أي أسلوب آخر غير وسائل وأدوات القانون والقضاء وأجهزتهما، لأخذ حقه من غريمه، معاكسًا بذلك أسلوبَ غريمه الذي ارتكب به الجاني جريمته باستخدام السلاح الذي جلبه من البيت وأطلق الرصاص نحو سيارة البكري، فأصابت الطفلة "حنين" في مقتل، وهو في لحظة غضب، رغم أنه كان يكرر ويحلف أنه لم يقصد قتل الطفلة؛ فجعلته الرعونة جانيًا بالنتيجة.
لقد كان الأب البكري يكرّر أمام الملأ، وفي كتابة منشوراته على الفيسبوك وأحاديثه، القول: "أنا لم أرتكب أي خطأ في حق الغريم، سوى أنني لجأت إلى القانون وتمسّكت بالقضاء لإحقاق الحق، وإنني ملتزم بأي حكم يحكم به القضاء"، وهذا ما جعله، في تصوري، صورةً متخيلة لوطن مدنيّ ومتحضر، يؤمن بإنفاذ القانون ولا شيء غير اللجوء إليه لأخذ الحقوق.
2- أنه مثّل نموذجًا للمدنية والتراث الحضاري الذي تمتّعت به عدن خصوصًا، والجنوب اليمني عمومًا، ولم يلجأ إلى سند القبيلة (آل بكر) للوقوف معه في أخذ حقه، بالرغم من أنه ابن قبيلة يافعية عريقة، شأنًا ومكانة، ولم يستمع لأيّ نصح قبَلي أو يوافق على حكم عرفي تقدّمت به الشخصيات والأعيان والمشايخ للفصل في القضية، وجعل وجهته القضاءَ حاكمًا والقانون دليلًا.
3- أنّه كان صبورًا لاستيعاب كل الجراحات بصبر وجلد ودون انفعال، وكان مثالًا للأبوة المكلومة، خسر فلذة كبدة في ليلة عيد وهو يشتري لابنتيه فساتين العيد، وأنه كان أبًا صالحًا تحمّل من الألم والدموع ما جعل يوم العيد يومًا جنائزيًّا، وكان مخلصًا لابنته القتيلة "حنين"، التي أصبحت أيقونة لطفولة مغدور بها، بأن يأخذ لها حقها ولدمها المهدور، بشكلٍ قانونيّ وراقٍ وعبر مؤسسات الأمن والقضاء.
٤- وأخيرًا، بعد قراره بالعفو في اللحظات الأخيرة، كان نموذجًا للتسامح والتصالح، الذي صار مبدأً أو قُل ميثاقَ شرفٍ أخذ به الجنوبيون ليتجاوزوا مرحلة دورات العنف والدم المسكوب في صحن المراحل المنقوع بالصراعات العبثية على السلطة والثأر السياسي والاستناد إلى القوة السياسية والعسكرية والأنانية القبَلية المستعادة حتى في اللحظات الثورية المزعومة في الدولة الأولى، بل عمل بحزن كظيم وغلب مصلحة كرم الصفح والعفو النبيل عن قاتل ابنته، وتجاوز بكل فروسية ونبل المأساةَ والألم ودموع الماضي، ليصل إلى منطقة التسامي على الجراح، وتغليب المستقبل على الماضي رغم فداحته، وعلى الحاضر رغم ضغوطاته، معبرًا بصورةٍ ما عن ضرورة الحاجة إلى تجسيد التماسك المجتمعي وتحكيم العقل، وإرجاء الماضي الأليم لصالح المستقبل المأمول .
بحثًا عن قيم ومُثُل مدنية مهدورة
كل هذه التخيلات التي راودتني وأنا أسمع هتاف الجموع: "بالروح بالدم، نفذيك يا بكري"، في لحظةٍ دراماتيكية ما بعد لحظة العفو عن غريمه الذي أهدر دم طفلته في لحظةٍ طائشةٍ لا تستحق الوصول إليها لو أنّ الجاني ألجم لحظة غضبه عن ارتكاب الجريمة التي أودعته السجن .
إنّ هذا الهتاف، في ظني، ليس لشخص البكري وإنما لرمزيته، حيث آمن بالمدنية وإنفاذ القانون وسلوك التسامح وتجاوز الماضي الأليم باحتساب الأجر من الله تعالى، والمثال النموذجي للرجل المديني المتحضر، وتكاملت أخيرًا بالعفو إلى تجاوز الألم والقلب الكليم والماضي المؤلم والحاضر الضاغط إلى تسامح يؤمن طريق مستقبل أمن وطفولة بلا يتم .
أعتقد أنّ الهتاف العفوي للجماهير التي كانت في انتظار العفو وعدم رؤية دم جديد يراق، ولو كان حقًّا مشروعًا بالقانون وحكم القضاء وبتنفيذ حدود الله في القصاص، هو في تصوري حاجة مجتمعية جامعة لاستعادة الوعي لمجتمع مدني حضاري مثل حالة المجتمع العدني الذي كانت تميزه ثقافة التعددية وبروح الدولة الضابطة والضامنة للحقوق والواجبات التي ترسخت في عهد سالف منذ قيام الدولة الوطنية في جنوب اليمن رغم المأخذ على عددٍ كثير من أحداثه السياسية، وذلك باللجوء إلى الدولة الناظمة؛ الدولة المهابة والقادرة على إنفاذ القانون دون تحيز، هذا الحلم الواقعي الذي تحقّق في مرحلةٍ ما ولكن غدرت به السياسة الشمولية وأهلها الثوريون القادمون من إرث متخلف في الاستناد إلى القوة القبَلية في تحقيق السيطرة على السلطة والثروة رغم الشعارات الثورجية وحرق المراحل حتى انفرط عقد هذا الواقع وسقط مفهوم الدولة المهابة قانونيًّا في عام 1994، وهي في براثن سلطة 7/7 الغشوم .
إذن، الناس الطيبون، كما تراءى لي بهذا الهتاف العفوي، إنما كانوا يُلبِسون صاحب العفو عند المقدرة وحامل لواء تجاوز الماضي رغم فداحته وعدم نسيان مأساته، صورةً متخيلة لوطن مدني متحضر ومتعافٍ من الأحقاد والثارات، ومتعالٍ على الجراحات برمزيته سلوكًا متحضرًا، وطن آمن مستتب، ومجتمع متحضر، ومؤسسات مدنية وقانون يسري على الجميع، ويرمز إلى الحاجة لرجال دولة وسياسيين عقلانيين وسلطة ناظمة تحقّق تطلعات الشعب في التقدم واللحاق بركب الشعوب التي سبقتنا.
وبرغم أنّ هذه الهتافات -كما قلنا سابقًا- تنتمي إلى عهد الحماسة والثورة والاستعادة الوطنية في الحروب والملمات التي تمرّ بها الأوطان، فإنّها في هذه اللحظة الاستثنائية التي تقف بين الحياة والموت، بين تكرار إراقة الدم وإن كان حدًّا مشروعًا، ووقف نزيفه كرمًا ونبلًا، خرجت من صدور العامة الكظيمة والباحثة عن بصيص أمل في الحياة الكريمة وهي تتقاذف اليوم بين ركام وأطلال الموت المتناثرة هنا وهناك، مجسّدةً في شخص ما (العافي عن الخطأ القاتل) في لحظة كرم تاريخي. هذه الأصوات التي ارتفعت لإنقاذ حياة شخص ارتكب خطأ -غير مقصود؛ كما كان يكرر- من موت محقّق، إنما هي أصوات البحث عن وطن "يوتوبي" يجب أن يتحقّق بواقعية ما، وعن ضرورة النبش في دواخلنا عن بقاياها من مُثُل وقيم إنسانية وحضارية يجب أن تسود وتترسخ، وعن مستقبل يبحث عن ضالته بين أطلال الماضي وركام الحاضر ليطل برأسه عند كل فجر .
استدراك لهذه القراءة الفنتازية
هذه الاستعادة الفنتازية والتخيلية في هذه القصة، لا تعني وقوفًا مع طرف على طرف في القصة الحقيقية التي وقعت أحداثها للمتمثلين فيها بطرفيها المعنيين، وإنما هي إسقاطات فنتازية وتعبيرية لطموحات هتاف خرج من الصدور وعبّر عن الوعي الجمعي لأولئك الناس الطيبين من دون تدخّل سياسي أو أمني أو عسكري أو قبَلي ومن دون مصالح أو منافع، بل كانت حناجرهم صافية من كل هذه الشوائب، كما هي قلوبهم طامحة لذلك المفقود فينا؛ الحس الإنساني والانتماء الوطني .
نهاية قصة "حنين" التراجيدية، يتجلّى سطوع مبدأَي (العفو عند المقدرة) و(الرحمة فوق العدل)، وما أشدّ حاجتنا لتناول العبرة وطنيًّا ومجتمعيًّا وأهليًّا وفرديًّا لهذين المبدأين الأخلاقيين؛ ولنا في تجربتَي جنوب إفريقيا ورواندا مثالًا حيًّا في التوجه نحو المستقبل من دون استعادة مجانية تاريخيًّا لإرث ثقيل من الدم والنار والقتل على الهوية؛ ذلك الإرث الذي يخرج كالتنُّور يغلي تحت أقدام خطواتنا ليعطل مسيرنا نحو مستقبل آمن.
وبالنهاية، فإنّ طرفَي قصة الشهيدة "حنين": "البكري"، و"هرهرة"، خرجا من مأزق إنساني واختيار قدري جعلهما لاعبين في حوارية هذه القصة المؤلمة التي ابتدأت من رأي عام داعم للقصاص بحمية غير معهودة من كل اتجاه، وتحولها فجأة حين حم الحمى وصدر حكم المحكمة بإعدام الجاني قصاصًا، حتى انتاب الناس شعور بأن هذا القصاص -وإن كان شرعيًّا وقانونيًّا بحكم قضائي- له أثره الفاجع على طفولة أخرى، فبقدر ما تيتم الأب البكري بمقتل ابنته حنين، فإنّ هذا القصاص سوف ييتم ثلاث بنات، هن بنات هرهرة.
وفي كلتا الحالتين، كانت الطفولة عنوانًا حاثًّا أو صادعًا في الموقفين؛ الحث على القصاص من أجل طفولة غدر بها طيش وتهور أودى بالطفلة "حنين" شهيدة، والعفو مانعًا موتًا آخر من أجل طفولة أخرى توسل إليها جميع المنادين؛ لأنّها ستلقى مصير اليتم وفقدان الأبوة. الطفولة بقدر ما كانت مغدورة في لحظة طيش في البدء، كانت هي نفسها لحظة خلاص في الختام.
المستقبل يرسمه التجاوز
في نهاية قصة "حنين" التراجيدية، يتجلى سطوع مبدأَي (العفو عند المقدرة) و(الرحمة فوق العدل)، وما أشدّ حاجتنا لتناول العبرة وطنيًّا ومجتمعيًّا وأهليًّا وفرديًّا لهذين المبدَأين الأخلاقيين.
وعلى المنوال نفسه، نرى أنه عندما يتوفر (الندم) على فعل ارتكبه الجاني -شخصًا أو مؤسسة أو حزبًا أو نظامًا حاكمًا أو سلطة سلَفَت، مع الاعتراف الساطع بالجرم والنية في تعديل الحال وميزان السلوك والتوجه إلى ما هو صالح البلاد والعباد، فإنّ عناصر العفو والتسامح والتصالح في مثل هذه اللحظة التاريخية تكون دليلًا للتجاوز الحضاري من أثقال الماضي وضغوط الحاضر، والانتقال منها إلى المستقبل بآمال وطموحات وتوجّهات للبناء والعمران، وهكذا تنبعث الأوطان ذات الرؤية المستقبلية.
ولنا في تجربتَي جنوب إفريقيا ورواندا مثالًا حيًّا في التوجه نحو المستقبل من دون استعادة مجانية تاريخيًّا لإرث ثقيل من الدم والنار والقتل على الهوية، ذلك الإرث الذي يخرج كالتنُّور يغلي تحت أقدام خطواتنا ليعطل مسيرنا نحو مستقبل آمن وتقدم يلحق بركب العصر والأمم المتحضرة .
إلا أن ذلك التوجه المستقبلي لا يحكمه إلا بناء وترميم وطن على قواعد مدنية وحضارية وتحت سماء القانون والعدل، وفي ظل حكم عادل يضمن الحق في المشاركة بالسلطة والثروة، ويلغي الاستقواء بالقوة والعسكرة والنخوة القبَلية المتعجرفة والنظام "الأوليجارشي"، ويعطي للجميع حق التعبير عن ذاته وجدانيًّا وثقافيًّا، وأخذ العلم والمعرفة أدوات لتخطيط النجاح والتنمية.
تذكار أخير
لتكن الشهيدة (حنين) البكري رمزًا وتذكارًا وجرس رنين وأيقونة لطفولة عامرة بالتضحية، وبنات (هرهرة) رمزًا للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة؛ وبينهما يكمن خيط مستقبلنا الرفيع.