يجدد عودة العيد آمال "أم حمادة"، من سكان مديرية المخا الساحلية بمحافظة تعز، للحصول على ربح أفضل من مهنة النقش التي وجدت فيها فرصة للبقاء والعيش في معترك الحياة الصعب بعد وفاة والدها الذي ترك لها ثماني شقيقات دون عائل، وأم متقدمة في السن عاجزة عن العمل.
لم تمتهن "أم حمادة" النقش بدافع الرغبة في هذه المهنة، وليست عملًا متوارثًا في أسرتها، بل دفعتها إليها الظروف الاقتصادية، وحاجتها لتوفير مصاريف العيش بعد رحيل والدها وانفصالها عن زوجها، بحثا عن أي مصدر دخل في ظل عدم وجود عائل وعجز الأسرة عن العمل، كما أنها غير متعلمة، ويعاني بعض أفراد أسرتها من مرض "التخلف العقلي".
أنامل ذهبية
قبل خمس سنوات بدأت قصة هذه المرأة القاطنة مع شقيقاتها بعد ترك زوجها لها مع مهنة النقش التي تعلمتها عن طريق زميلة لها من مدينة الحديدة، والتي تعمل قامت بتعليمها هذه المهنة المرتبطة دائمًا بالنساء، لتبدأ بعد العيش والكسب من أنامل يدها لإعالة شقيقاتها، بالرغم من كونها مهنة غير مربحة وغير مستمرة، لكنها تسهم في توفير بعض الاحتياجات المعيشية البسيطة.
يشهد منزل أم حمادة، في شمال مدينة المخا، توافدًا كثيفًا من النساء والفتيات من منطقة سكنها ومختلف المناطق الريفية المجاورة، إذ يعتبر العيد موسمًا تزدهر فيه هذه المهنة ليس فقط في الأرياف بل في المدن أيضا، في حين تعمل بعض شقيقاتها كما تقول لـ"خيوط"، بمساعدتها في الإعداد لتجهيز أدوات النقش والترتيب بين الفتيات اللاتي يصلن منزلها لغرض النقش.
العيش من يد أم حمادة هو لسان أمها وشقيقاتها اللاتي يعشن تحت سقف واحد في فقر ومرض وعوز شديدين في ظل فقدان عائلهم الوحيد، إلى جانب إعالتها لأبنائها الثلاثة الذين يعيشون معها بعد انفصالها عن زوجها.
بأنامل يدها تخط أم حمادة تصوراتها من خلال رسمها زخارف جميلة على أيدي الفتيات دون رسمات معدة مسبقًا نظرًا لارتفاع تكاليف أدوات النقش التي كانت تشتريها من مدينة الحديدة، والتي زادت أسعارها بصورة تفوق قدرات هذه العاملة في مجال النقش.
مكافحة الفقر
تعد مواسم الأعياد والأعراس فرصة ذهبية لكسب المال من هذه المهنة للعاملين في هذا المجال وتحقيق مردودًا أفضل بخلاف الأيام الأخرى التي يقل فيها العمل والأجر المدفوع مقابله، إذ يصل ما تدفعه كل فتاة مقابل "تنقيشها" بين 1000 و2000 ريال.
تؤكد أم حمادة أن كل عملية نقش قد تبلغ ألف حتى ألفي ريال وفق الجهد المبذول، ثم تقوم بجمع المال وتوفير متطلبات المهنة، وبعض احتياجات المنزل، وشراء الدواء لشقيقاتها المريضات.
العيش من يد أم حمادة هو لسان أمها وشقيقاتها اللاتي يعشن تحت سقف واحد في فقر ومرض وعوز شديدين في ظل فقدان عائلهم الوحيد، إلى جانب إعالتها لأبنائها الثلاثة الذين يعيشون معها بعد انفصالها عن زوجها.
تأمل هذه المرأة أن تجد النساء العاملات تشجيعًا ومساندة ودعمًأ بما يمكنهن من تطوير المهن التي يعملن فيها، خصوصًا في هذه الظروف والأوضاع الصعبة والحرجة، واعتماد الكثير عليهن في مواجهة الفقر وغلاء المعيشة.