"غلط يا ناس"

من ذاق المحبة مات في ودّه وفي شرعه!
October 3, 2024

"غلط يا ناس"

من ذاق المحبة مات في ودّه وفي شرعه!
October 3, 2024

اللحن: فيصل علوي 

غناء: فيصل علوي

"غلط يا ناس تصحوني وانا نايم"؛ واحدةٌ من أغاني فيصل علوي الرائجة والأكثر شعبية خارج سياق الإرث القُمنداني الذي قدّمه الفنان وعرَّف به. هذه الأغنية معروفة بلحنها وغنائها المنسوبين لعلوي، غير أن كلماتها كاملة لم تنسب لشاعر بعينه، خصوصًا أنها، حسب المرويات، منتجة في جلسة سمر بين ثلاثة شعراء غنائيين مميزين، وفنان التقط كلماتها وصاغها بلحنها الشعبي البسيط، وصار نسبها لشاعر بعينه مثار جدل كبير، خصوصًا بعد وفاة كل الأسماء التي ارتبطت بها.

والقصة الرائجة عن الأغنية، أن الشعراء أحمد سيف ثابت، وسالم علي حجيري، والفنان فيصل علوي، أرادوا أن يسهروا كالمعتاد برفقة الشاعر محمود السلامي، فذهبوا جميعهم إلى منزله لأخذه معهم، لكنه كان نائمًا فطلبوا إيقاظه مرتين، وحين خرج إليهم، بعد جهد جهيد، كان أول جملة استنكارية وعتاب على أصدقائه قوله: "غلط يا ناس تصحوني وانا نايم"، فاستحسن الأصدقاء هذا المطلع وبنوا عليه جميعًا -حسب الرواية ذاتها- النص الذي لحّنه وغنّاه الفنان فيصل. 

قبل فترة قصيرة، استنكر خالد محمود، نجل الشاعر السلامي نسب القصيدة في أحد البرامج التلفزيونية للفنان فيصل علوي، وقال إنها من كلمات والده.

تقول كلمات الأغنية:

غلط يا ناس تصحوني وانا نايم

تقولوا لي: تعال اسمع، وكيف اسمع وانا نايم؟!

                 * * *

أنا ما زلت في أحلام ما ترحم

تعذبني       يا بوي

تهيجني       يا بوي

أنا ما زلت بتألم

                 * * *

أنا لا حي ولا ميت     ولا ادري كيف با بيِّت

أنا يا ناس عندي حب    وحب الحب حتى الموت

            واخشى يجهلوني الناس

                 * * *

أنا يا ناس مثل الناس        بشر مخلوق ولي إحساس

أنا كـالناس هذي بس        أنا لا زايد ولا أنقص

ولكن حبي عذبني           وخلاني أنا الناقص

                 * * *

أنا يا ناس في حبي مكاني حب

أنا ما همّني حاسد ولا واشي ومن يعتد

ومن ذاق المحبة مات في ودّه وفي شرعه 

يعيش في الهم مع الآهات ويرحم كل من طبعه

                 * * *

عن الشعراء

  • محمود علي السلامي شاعر غنائي معروف، من مواليد 1930، في قرية (سفيان) القريبة من عاصمة لحج الحوطة، درس في كُتّاب القرية، وقليلًا في المدرسة المحسنية العبدلية في الحوطة، لكنه ترك الدراسة، والتحق بأعمال ثانوية في عدن، وواصل دراسته المسائية، وتعلم العربية والإنجليزية، قبل أن يلتحق بجهاز شرطة السلطنة العبدلية.

هاجر إلى السعودية، لكنه لم يمكث طويلًا بها، وعاد إلى لحج مرة أخرى وإلى جهاز الشرطة أيضًا، عمل في النيابة والمحاماة سنوات طويلة غير أنّ إخلاصه للشعر والفن عمومًا كان هو الغالب في مسيرة حياته الطويلة.

يقول جمال السيد عنه: "اشتهر كشاعر غنائي وملحن ومغنٍّ وعازف على عدة آلات موسيقية. من أشهر أغنياته: (ساكت ولا كلمة) وهي من ألحانه أيضًا، غنّاها في الخمسينيات، وسجّلها بصوته في إذاعة عدن، ثم أعجبت الفنان أحمد يوسف الزبيدي، فغنّاها وسجّلها لإذاعة عدن، وصارت عنوانًا لديوانه الأول".

تُوفِّي في قريته (سفيان)، في صيف 2013، عن 83 سنة.

  • الشاعر سالم علي حجيري (1941 - 1986) من مواليد الحوطة - محافظة لحج، عام 1941. شاعر غنائي جميل، يعتمد شعره على التعبير أكثر من استناده على الصورة. وصل بعمله الإعلامي مديرًا للإذاعة المركزية في عدن، وقبل رحيله كان مديرًا لدائرة التأليف والترجمة والنشر والرقابة على المصنفات الأدبية والمطبوعات بوزارة الثقافة والسياحة. ترك ديوان شعر بعنوان: (قد نلتقي بكرة) صدر عن دار الهمداني – عدن، عام 1980. وله بالاشتراك مع صديقه الشاعر أحمد سيف ثابت، الجزء الأول من كتاب: (100 شاعر و600 أغنية). من أشهر أغانيه: (يعيبوا على الناس)، (متى با ترحم)، (الصبر مفتاح الفرج)، (غلطنا يوم حبيناه)، (حبيتكم حب من قلبي)، (ما قدرت أنساك)، (يا دار سعد)، و(الحلا فيك كله). تُوفي في 13 يناير 1986.
  • الشاعر أحمد سيف ثابت من مواليد عام 1941، قرية الفرشة - مديرية (تبن)، محافظة لحج الخضيرة، أكمل المرحلة الابتدائية في قريته ثم غادرها إلى مدينة عدن والتحق بالعمل الوظيفي، ولظروف خاصة لم يتمكن من مواصلة الدراسة، ليكمل دراسته بعد ذلك في مدينة عدن بصفوف الفترة المسائية. والحقيقة ظل مثابرًا مواصلًا مشوار العلم والمعرفة وملتحقًا بدورة كاملة في المحاسبة، ليستمر برحلة عطائه النوعي المتميز، حيث قام بترتيب الجوانب الإدارية في كلية بلقيس، وبعد ذلك انتظم مدة ثلاث سنوات متتالية في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية.

اشترك مع الشاعر سالم حجيري في إصدار كتاب (100 شاعر و600 أغنية)، وهو من أوائل الكتب التي حاولت التوثيق للنصوص الغنائية.

عن الفنان

يعتبر فيصل علوي منذ بداياته الأولى واحدًا من أهم مطربي الغناء اليمنيّ، وتحديدًا لون الغناء اللحجي (القديم والمعاصر). نشر الأغنية اللحجية بنكهتها ومذاقها المتفرّد بكل "حِرَفية وأمانة وصدق" ونجح في توصيلها بمستوى فنّي رفيع عالٍ وراقٍ "ليبعث الروح إليها والحياة"، مجدِّدًا ونافضًا غبار الزمان من عليها باشتغالاته الإبداعية الرائعة الفذّة.

والأهم من ذلك، قدرته اللافتة في التعبير والتصوير بطريقته الإبداعية وقوالبه وجمله اللحنية "الفيصلية" التي جعلت المتلقي المستمع والمتذوق لأعماله وأغانيه يرحل على بساط حنجرته وصوته القويّ المعبر إلى جنائن الحسيني وبساتين الرمادة، ونستطيع القول مجازًا إنّ فيصل علوي يمتلك "صوتًا عابرًا للقارات".

تميّزت ألحانه بقدرة فائقة في نقل وترجمة هموم وقضايا ومعاناة الإنسان اليمنيّ البسيط المكافح بتلقائية وعفوية وعمق غير مسبوق، مبتعدًا عن التكلف والصنعة والافتعال.

اتّسمت أغانيه التراثية والحديثة بتنويعات نغمية مقامية وإيقاعية، ذات ثراء وخصوبة وحركة ورشاقة في الأرتام والإيقاعات التي استخدمها بشكلٍ عام، معتمِدًا على غزارة الفلكلور والتراث اللحجي.

•••

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English