تتميز مديرية بعدان التابعة لمحافظة إب- وسط اليمن- بطبيعتها الخضراء الفاتنة في فصلي الربيع والصيف، التي تجذب إليها الزوار من مختلف مناطق اليمن، أما في بقية الفصول فلها اهتمام آخر قلّ ما تجده في كثير من مناطق الجمهورية اليمنية، حيث تتميز باهتمامها بنشاط رياضي مميز ودائم يقام كل عام.
وفي الوقت الذي تراجعت فيها الأنشطة الرياضية في كثير من المدن والأرياف اليمنية، نظمت مديرية بعدان في محافظة إب بطولة رياضية في كرة القدم، صنعت الفرحة في نفوس الجميع، خصوصًا الأطفال والفتيان.
في نسخته الثالثة عشرة هذا العام (2020)، توج بلقب البطولة فريق نادي الصمود الرياضي من عزلة "دلال"، الذي وصل إلى المباراة النهائية إثر تغلبه على نادي "عجاج"، بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء.
تحظى الأنشطة الرياضية في منطقة "دلال" بدعم سخيّ من عدد من أهالي المنطقة المغتربين خارج اليمن، وسبق أن خرج من هذه المنطقة رياضيون شهيرون في كرة القدم مثل الحارس وليد الدلالي الذي كان حارس مرمى نادي الاتحاد الشهير في محافظة إب، إلى جانب نادي الشعب.
كما كان لمديرية بعدان مفاجأة رياضية مميزة نهاية التسعينيات من القرن العشرين الماضي، عندما استطاع نادي التعاون القادم من بعدان بلاعبين معظمهم من أهالي المديرية، الوصول إلى الدوري الممتاز اليمني، كأول نادٍ قادم من مديريات إب الريفية يصعد إلى هذا المستوى، وبذلك كسر احتكار ناديي الشعب والاتحاد، الممثلَين الوحيدَين، لفترات طويلة لمحافظة إب، في الدوري اليمني الممتاز لكرة القدم.
وبالعودة لهذه البطولة الكروية الشتوية التي أقيمت في بعدان، كان نادي الصمود التقى نادي شباب بعدان من عزلة "سِيَر"، وهي أيضًا إحدى عزل مديرية بعدان، في الدور قبل النهائي، الذي وصل إلى المباراة النهائية بعد تغلبه على نادي صقور بعدان بضربات الجزاء، بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف.
في الطريق إلى المباراة يلفت انتباهك أسطح منازل القرى المجاورة للملعب، حيث تواجد فيها الأهالي بكثافة لمتابعة المباراة، واللافت أكثر متابعة الأطفال من تلك الأسطح البعيدة وتفاعلهم مع الحدث الكروي
أما المباراة النهائية، فقد انتهت بنتيجة ثلاثية أهداف نظيفة لنادي الصمود، حيث شهدت حضورًا جماهيريًّا لافتًا لم تسَعَه مدرجات الملعب؛ مما اضطر الجماهير للصعود إلى المرتفعات المجاورة للملعب لمشاهدة المباراة.
تفاعل كبير
في الطريق إلى المباراة، يلفت انتباهك اعتلاء الأهالي على أسطح المنازل المجاورة للملعب، لمتابعة المباراة، واللافت أكثر متابعة الأطفال من تلك الأسطح البعيدة وتفاعلهم مع هذا الحدث الكروي بشكل كبير.
منصة "خيوط" حضرت ختام هذه البطولة الرياضية، ووثقت العديد من الصور التي تظهر عظمة الإنسان اليمني وقدرته على صنع الفرحة والترفيه لنفسه ومجتمعه، رغم كل الظروف.
وفي هذا السياق، تحدث لـ"خيوط" رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، عبدالباسط الجهيم، الذي قال إن "بطولة كأس بعدان لكرة القدم تعدّ واحدة من أكبر البطولات المحلية التي تنتظرها جماهير الكرة في هذه المناطق؛ لما تحفل به من إثارة ومتعة".
وأضاف الجهيم، أن الفكرة بدأت في العام 2008، من بعض الرياضيين القدامى، حيث بدؤوا يفكرون بتأسيس بطولة منتظمة وموسّعة تقوم على فكرة المنافسة بين العديد من الفرق في المديرية، لتحديد فريق رياضي يتوج ببطولة المديرية، ويظل حديث الناس طوال العام.
تكلل جهد المؤسسين بالنجاح، إذ بعد مرور أربعة أشهر عُقد الاجتماع التأسيسي الأول، وتم اختيار لجنة تنظيمية ولجنة فنية، لوضع آلية ولائحة تنظيمية للبطولة.
تضمنت اللجنة التأسيسية كلًّا من عبدالباسط الجهيم، ونادر الوحش، وزكريا مرجان، إلى جانب عادل شهبين، ومحمد الحجري، والكابتن إبراهيم الدلالي، وعبدالحميد الصليحي، والكابتن سليمان النظاري، وآخرين.
أنشطة ترفيهية
بعد الاجتماع بعدة أيام تحقق الهدف، وبدأ لاعبو فرق المديرية يركضون خلف الكرة في ملعب الفتح الرياضي، معلنين بذلك عن عودة بطولة كأس بعدان لكرة القدم، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، بملعب الفتح وفاز نادي صقور بعدان باللقب الأول، وأصبح للبطولة نظامٌ متعارف عليه، وهو إقامتها كل عام.
وقدم الجهيم الشكر إلى كل الداعمين للبطولات، التي بدأت في مواسمها الأولى بدعم تجار ومغتربين المديرية، وشكر كل الداعمين للبطولات الرياضية بمختلف ألعابها من جهات ومؤسسات ومرافق وتجار وشخصيات اجتماعية، داعياً إلى دعم ورعاية مثل هذه الأنشطة التي قال إنها مثلت متنفسًا للجميع بمن فيهم متعاطو شجرة القات، الذين أقلعوا عن مضغها وداوموا على الحضور ومشاهدة مباريات البطولة.
تحرير خيوط