عن مركز إرم للتنمية الثقافية والدراسات، صدرت مؤخرًا المجموعة الشعرية الأولى لعقيل محمد سعيد، بعنوان "مشاعر متأينة – خربشات على جدار الشعر"، في مئة صفحة، مشتملةً على أكثر من ستين نصًّا شعريًّا، كُتبت بين عامَي 2016 و2023.
وفي النص الذي يحمل عنوان "مشاعر متأينة"، يكثّف الشاعر جملة التحولات في حياته؛ منطلقًا من التوظيف العِلمي للفظة، التي تعني الانتقال من حال إلى حال. ويقول عنها الكاتب إنها تعبير مجازي، قصد به الإشارة إلى حالة اللا استقرار والتغيرات الداخلية المستمرة لتلك المشاعر في مختلف المراحل والظروف، وتُعرف عملية التأين بأنها العملية الفيزيائية لأجل تحويل الذَّرّة أو الجُزَيء إلى أيونات، بإضافة أو إزالة جسيمات مشحونة، مثل الإلكترونات أو أيونات أخرى، وفي كثيرٍ من الأحيان، جنبًا إلى جنب مع التغيرات الكيميائية الأخرى.
في النص الذي حمل عنوان المجموعة، تبرز فكرة هذا التحول على هذا النحو:
عندما كنت طفلًا:
كان أترابي
يتخذون من ظهري العريض سُلَّمًا
يقطفون مِن عليه ثمار الأشجار العالية
التي لم تكن تطالها أيديهم
وقاماتهم القصيرة!
عندما كبرت وصرت ناضجًا:
كان الذي حولي يتخذون من عقلي المتخم بالخيال
سُلَّمًا يرتقون عليه إلى حيث لا توصلهم عقولهم القاحلة
التي ضرب تلافيفها العُقم!
تبرز في نصوص المجموعة الكتابةُ بطرائق السرد التصويري للتعبير عن المشاعر حيال الأشياء ومحاولة التعريف بدوافعها:
بين حروف "القُمندان" المنعشة
المرشوشة بعطر فل الحسيني وكاذيه
ونغمات العود الشجية
المتماهية مع اشتعالات الإيقاع
وصوت "ابن علوي" الصدَّاح
جسرٌ ممتد من الوله
تعبره الروح إلى مدارات الانتشاء.
في نص "ضجر" تتجسد الصورة قوية في تشبيه الحالة المكتوبة بنباتات متسلقة تنمو في الغابات الكثيفة:
ثقيلٌ هذا المساء
لزجةٌ دقائقه
تمطّ ثوانيها كـ"مخلب القِطّ"