الكلمات: محمد علي الميسري
الألحان: محمد علي الميسري
غناء: محمد علي الميسري
تميّز الفنّان الراحل محمد علي ميسري، مثل قليل جدًّا من الفنّانين اليمنيين، بأنه يكتب ويلحّن ويغنّي نصوصه المستلهمة من البيئة المحلية الثرية، ومن أغانيه التي لاقت رواجًا كبيرًا في هذا الاستلهام، أغنيتَا: "يا عم منصور يا مروح البلد"، و"يا فلاحة فوق السوم"، ويقول الميسري عن أغنية "يا فلاحة" إنه كتب كلماتها أثناء عودته مع مجموعة من أصدقائه من منطقة المحفد في 1969، وقفزت إلى ذهنه حين شاهد مجموعة من الفلاحات وهن يفلحن الأرض ويشاركن في الحصاد، ويسرن فوق الأسوام يحملن الحشائش على رؤوسهن، فتأثر بهذا المنظر وكتب القصيدة، التي اعتبرها أول أغنية تكتب لهذه الشريحة من المزارعين في اليمن.
ومن عذوبة هذه الأغنية -كلمات ولحنًا- تناقلتها العديد من أصوات الفنانين والفرق الموسيقية المهتمة بالفلكلور اليمني، ومنها فرقة "قنبوس" التي أسّسها في صنعاء قبل سنوات، الفنان نجيب سعيد ثابت.
https://music.yemenarchive.com/songs/%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%A9/
تقول كلمات الأغنية:
يا فلاحة فوق السوم
عيونك خذوني
يا بوي يا بوي خذوني
وضحكات الشفايف
صادوني وكووني
يا بوي يا بوي كووني
وروّحت يا غالي
وطيفك في خيالي
وذكرك في بالي
واسمك في العلالي
حبيتك على رغم
كل اللي لاموني
فلاحة، يا فلاحة
فلاحة يا قامة
كعيدان الذرة
تعالي آنِسِيني
لو ذا الليل سری
مع السامر بانسمر
يا نورة منورةْ
على ضوء القمر
بانجني حبنا
فلاحة، يا فلاحة
يا ريفية عيوني
لوصلك تنتظر
ساهر طول ليلي
إلى بعد السحر
متى بس نلتقي
ويجمعنا القدر
أنا شوقي كشوق
المراعي للمطر
فلاحة، يا فلاحة
* * *
عن الفنان
الفنان محمد علي ميسري من مواليد منطقة دثينة (مودية) في محافظة أبين في 1947، وتُوفِّي في أحد مشافي عدن في فبراير 2016 بعد مرض طويل، وبين الميلاد والوفاة تحضر سيرة الميسري كقامة فنية وتربوية كبيرة، ابتدأها حينما كان معلمًا في مدينة مكيراس في العام 1962، بمعية مدير المدرسة بامقيبل (حضرمي كان يهوى الموسيقى ويمتلك عودًا، لكنه لم يك يجاهر بهوايته بسبب مكانته)، وحينما غادر بامقيبل مكيراس في 1965 أهدى العود للميسري، الذي عاد به إلى دثينة "كأول آدمي في المنطقة، يعزف ويغني، فبدأت تواجهه بعض المشكلات والصعوبات من بعض الأفراد في المجتمع، ولكنه اجتازها وبدأ يجمع حوله بعض الشباب في المنطقة الذين شكّل بهم أول ندوة موسيقية في تاريخ مودية في أواخر نفس العام".
استمرّت الندوة الموسيقية في دثينة، التي أخذت تسميتها بالمشابهة من (الندوة الموسيقية العدنية) و(الندوة الموسيقية اللحجية)، في نشاطها حتى العام 1968، حينما تم تغيير اسمها إلى (فرقة فحمان الموسيقية)، لتشارك بعدها في العديد من الفعاليات الفنية في المناسبات الوطنية والثقافية، ومعها سيحقّق الميسري الكثير من الانتشار، وستغدو أغنيته المعروفة (يا فلاحة) عنوانًا عريضًا في مشواره الفني.
أما أول أغنية قام بتلحينها وغنائها أثناء قيادته للندوة الموسيقية في دثينة (مودية)، فهي من كلمات زميله المدرس في لودر، مهدي صالح، واسمها (يا طير السحر):
يا طير السحر
أيش هذا الخبر
اللي جاء خطر
عن حبي النظر
قالو لي طريح
أما أكثر الفنانين تأثيرًا فيه في بداية مشواره الفني، كان محمد مرشد ناجي، وقال إنه كان حينما يسمع عن حفلة للمرشدي يترك مودية أو لودر ليحضر إلى عدن لإشباع شغفه بصوت المرشدي.
يقول الفنان عصام خليدي عنه:
"عرفته فنّانًا متواضعًا مـثـقـفًا مثابرًا معتزًا بنفسه وبما قدّمه من عطاء فني إبداعي نوعي متفرد جعله من الفنّانين المتصدرين للمشهد الغنائي في اليمن والجزيرة العربية والخليج العربي بجدارة واستحقاق، بل واعتلى وتبـوَّأ مواطن النجاح والتفوّق في قلوبنا وضمائرنا بأنه واحد من الفنّانين الكبار والقلائل المنشغلين المشتغلين في هاجس البحث والتعب المضني للوصول إلى منابر وغايات التجديد والمغايرة في أسلوب ونمط وشكل الغناء اليمني الحديث والمعاصر مع الاحتفاظ بالهُوية والمذاق والنكهة العريقة والأصيلة".