1934- 1/ 1/ 2010
وُلِد فيصل بن شملان في قرية السويري قرب مدينة تريم، وتُوفِّي في مدينة عدن. وهو وزير، وسياسي. درس المرحلة الابتدائية في بلده، ثم انتقل إلى مدينة غيل باوزير التي كانت من أفضل المدارس داخل اليمن وخارجها، فدرس فيها المرحلة المتوسطة، ثم سافر إلى السودان فدرس المرحلة الثانوية، ثم سافر إلى بريطانيا فدرس في جامعة كينجستون في مجال الهندسة المدنية.
عمل مدرِّسًا، ثم مديرًا للمدرسة المتوسطة في مدينة غيل باوزير، ثم نائبًا لناظر الأشغال العامة في حضرموت، ثم عُيّن مديرًا عامًّا لمكتب السكرتارية في إدارة سيئون بحضرموت، ثم وزيرًا للأشغال العامة والمواصلات بعد جلاء الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية عام 1967، ثم رئيسًا تنفيذيًّا لهيئة الكهرباء في مدينة عدن ثم عضوًا في مجلس الشعب عام 1971، ثم مديرًا تنفيذيًّا لشركة مصافي عدن، ثم عضوًا في مجلس النواب بعد تحقيق الوحدة بين شطري اليمن عام 1990، ثم مدير إدارة تسويق النفط في وزارة النفط، ثم وزيرًا للنفط والثروات المعدنية عام 1994، ونائبًا لرئيس شركة النمر البترولية عام 1996.
وُوجهت جهود فيصل بن شملان في إصلاح وزارة النفط معارضة حيتان الفساد، وسرعان ما علّق عمله في الوزارة، مع اندلاع الحرب في البلاد في صيف العام نفسه، ورغم كلّ الضغوط والمغريات، رفض العودة عن قراره، قبل إيقاف الحرب. بعدها بعام، قدّم استقالته من المنصب، تاركًا سيّارة الدولة التي كانت بعهدته في حوش الوزارة، مغادرًا إلى منزله على متن سيّارة أجرة.
أعلن بن شملان استقالته من البرلمان في 2003، احتجاجًا على تمديد المجلس لنفسه، سنتين إضافيّتَين، وكتب في حيثيّات الاستقالة: "إن الشعب فوّضني لمدّة أربعة أعوام، ولذلك أحترم قدسية ذلك التفويض، الذي مُنح للنائب المستقل، فيصل عثمان بن شملان".
لقد دفع ثمن مواقفه بفرض اقتطاعات على راتبه، حيث كان يتقاضى 38 ألفًا من مجلس الوزراء، و20 ألفًا من رئاسة الجمهورية، بخلاف باقي الوزراء الذين يحظون بامتيازات ورواتب تتجاوز مئات الألوف، وتُصرف لهم سيّارة كلّ سبع سنوات.
اختارته المعارضة اليمنية (أحزاب اللقاء المشترك) مرشحًا لها في انتخابات الرئاسة عام 2006، وقد أراد بقبوله الترشّح لهذا المنصب إحداث ثقبٍ في جدار الخوف من التغيير، وتحطيم "الأسطوانة" التي روّج لها الإعلام الرسمي المحلّي، بأنّه لا يوجد شخص جدير بقيادة اليمن، غير الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح. ولو سُلِّمَت له الرئاسة؛ لكان لليمن شأنٌ آخر غير ما هي عليه اليوم.
شارك في عدد من الندوات النقابية والاجتماعية والسياسية، وفي محاضرات عن الحُكم المحلي والقضية الفلسطينية، وقد شارك في نقل السلطة إلى الجبهة القومية في محافظة حضرموت أثناء الاستقلال.
حاز على عدد من الأوسمة، منها وسام مناضلي حرب التحرير، ووسام الاستقلال، ووسام الوحدة.
بعد صراع طويل مع المرض، ورحلات علاج مريرة في الهند وبريطانيا، تُوفِّي ابن شملان في منزله في عدن، مطلع يناير 2010. وتنفيذًا لوصيّته، دُفن بعد أوّل صلاة، بحضور لفيف من أقربائه ومحبّيه، وكأنّه أراد تجنيب السلطات اليمنية حرج التعامل مع فاجعة رحيله، أو لربّما استثماره إعلاميًّا.
المصدر: