أصبح الموت كالروتين، في المناطق التي تغوّلت فيها الحرب، وتركت أشباحها هناك. فلا يخلو يومٌ من القتلى أو الجرحى المدنيّين في محافظة البيضاء.
في يوم الثلاثاء، 15 يونيو/ حزيران 2021، وعند قرابة الساعة الـ11:30 صباحًا، انفجر جسمٌ متفجّر في منطقة وادي الحبج، في قرية الحبج بعزلة الظفر، مديرية الزاهر، محافظة البيضاء.
أدّت الواقعة إلى وفاة ثلاثة أطفال من المنطقة، هم: عبدالرب محمد عبدالرب الحبجيّ (12 سنة)، وعوض عبدالله محمد الحميقانيّ (13 سنة)، وعوني حسين ضيف الله الحبجيّ (13 سنة)، إذ أُصيبوا إصابات قاتلة في كامل جسدهم، ما أدّى إلى وفاتهم، كمثالٍ حيّ على ما تخلّفه الحرب وراءها من دمار وألم.
يقول والد الضحية عبدالرب (50 سنة): "توجّه ابني مع الرعاة عند الساعة الـ07:00 صباحًا، لرعي الأغنام، وأثناء توجّههم إلى المرعى وجدوا بقايا أسلحة لقذائف وصواريخ من مخلفات الحرب التي دارت رحاها بين جماعة أنصارالله من جهة والقوات الحكومية وألوية العمالقة، من جهة أخرى.
أخذ الأطفال تلك الأجسام معهم وبدَؤُوا باللعب والعبث بها، لكنّها انفجرت بهم بعد ذلك. تم إسعافهم إلى مركز الحنكة الصحي في مديرية الزاهر، ولم يصلوا إلى المركز إلّا جثثًا هامدة. لقد كان مقتلهم صدمةً لكلِّ أهالي القرية، ولا يوجد كلام يستطيع شرح ما وقع لي بفراق ابني بسبب صراع لا ذنب له فيه. حرمنا أطفالنا، لكن الله كريم سيحرمهم أغلى ما يملكون لكي يشعروا بقهرنا ووجعنا".