صوت "إمتياز" القادم من بني مطر

يقاوم التقاليد الصلبة ليطرب المستمعين
عبدالغني عقلان
July 2, 2024

صوت "إمتياز" القادم من بني مطر

يقاوم التقاليد الصلبة ليطرب المستمعين
عبدالغني عقلان
July 2, 2024

تبدو أكثر ثقة من غيرها في تحقيق حلمها الكبير بأن تكون فنانة ونجمة مشهورة، وتحفر اسمها بكثير من المثابرة لتصبح ذات صوت فريد يطرب السامعين. هكذا تقدم الفنانة إمتياز الحبشي نفسها للقارئ عبر "خيوط،" بعد أن خاضت تجارب في فنون أخرى مثل الرسم والتمثيل والتصميم. فقد شاركت بأعمالها في معارض عديدة منذ العام 2020.

تقول إمتياز: ليس هناك مستحيل أمامنا، فقط علينا أن نشتغل على مواهبنا وشغفنا حتي نصبح مبدعين، وألا نلتفت إلى المحبطين وهم كُثر في المجتمع، لكن في كل الأحوال علينا الإصرار في إظهار مواهبنا في مختلف المجالات الفنية والإبداعية.

تمتلك صوتا جميلا

إمتياز طاهر الحبشي، البالغة من العمر 19 عاما، من سكان منطقة بني مطر غربي صنعاء، عاشت في أسرة متوسطة الدخل وتعد أسرتها النواة الأولي لنجاحها في مشوارها الفني. إذ يعود الفضل الأول لتشجيعها وفق حديثها لأسرتها، الأب والأم والإخوة، وبعض الفنانين والعاملين في الوسط الفني. 

تضيف أنها سجلت بصوتها أغاني عديدة، منها أغنية "ضاعت الفرصة" وأغنية "يا من تركني في بحر الهوى أغرق،" وأغنية "يا حبيب بين أهيم، يا ذي تبون الحسيني." فهي تغني في مهرجانات وأعراس في صنعاء، عمران، بني مطر، والحيمة، و تتمنى أن تغني في مهرجانات و أعراس في محافظات أخرى مثل تعز التي تحبها كثيرا كما تقول.

المضايقات التي تواجه المرأة اليمنية نتيجة عملها في أغاني الأعراس تكون غالبا من منظور التمايز الاجتماعي حيث يعمد البعض إلي تحقير المهن الحديثة علي غرار تحقير مهن قديمة لكونها لا تتناسب مع وضع اجتماعي معين.

إمتياز مولعة بالأغاني التراثية والشعبية اليمنية، لكنها تحتاج الكثير لإبراز صوتها، ومنها أدوات تقنية مثل "المايك" كما تقول إلى جانب الإحاطة بكل ألوان الغناء الشعبي في اليمن والتمرن عليها.

يتحدث شقيق إمتياز، منذر الحبشي، من جانبه، وهو ممثل ومغن ومصمم، لـ"خيوط،" بالقول: تشعرنا إمتياز بالفخر، فهي فتاة مبدعه وتتمتع بمواهب فنية عديدة مثل الرسم والتمثيل والتصميم إلى جانب الغناء، مشيرا إلى أنها تمتلك صوتا جميلاُ وتكافح من أجل إظهار وإبراز موهبتها في الغناء برغم المعوقات الاجتماعية الكثيرة والكبيرة، ليس في منطقتنا فقط، بل في عموم البلاد بشكل عام. 

معوقات في الطريق 

تقف الكثير من والعوائق التي كرسها المجتمع وتنعت بالتقاليد المتوارثة في طريق الفتيات اليمنيات ممن يمتلكن مواهب فنية مثل الغناء، وهي التي تقف حاجزا بينهن وبين إطلاق أصواتهن في العلن والتعبير عن مواهبهن الصريحة دون إرهابهن بالتحريم والتجريم.

 في السياق ذاته تقول الناشطة الاجتماعية ريمان حميد لـ"خيوط" إن العادات والتقاليد والعرف الاجتماعي لا يزال يقف حجر عثرة أمام الفنانات اليمنيات في مختلف المجالات كالغناء والمسرح والتصميم. فهن يعانين من التنمر والنظرة الدونية وعدم التشجيع بسبب الموروث المكتسب الخاطئ.

وترى حميد أن الفنانة إمتياز من الأصوات الصاعدة التي لها حضور فني وصوت جميل في الغناء، وتجيد أيضا التمثيل والرسم والتصميم، لكنها تحتاج إلى تشجيع ودعم ورعاية رسمية.

تمايز اجتماعي متصل

تجيد إمتياز التمثيل منذ كانت في السابعة من عمرها، ومارسته بإتقان في المسارح المدرسية وحفلات التخرج، ولهذا ترى أن التمثيل من الفنون التي لها تأثير في وعي المجتمع، وبالرغم من بعض مشاركتها في بعض الأعمال الدرامية فإنها وجدت ذاتها المبدعة كثيرا في الغناء.

أستاذ علم الاجتماع بجامعه تعز محمود البكاري، يؤكد لـ"خيوط أن المضايقات التي تواجه المرأة اليمنية نتيجة عملها في أغاني الأعراس تكون غالبا من منظور التمايز الاجتماعي، فالبعض يعمد إلي تحقير المهن الحديثة على غرار تحقير مهن قديمة، لأنها لا تتناسب مع وضع اجتماعي معين.

يتابع البكاري بقوله:

 "إن الأغاني في الأعراس عمل فني وليس فيه ما يعيب، فالفن هو ثقافة المجتمع المتوارثة منذ القدم، إضافة إلى أن الأعراس في اليمن لها طابع خاص تتمثل في اعتماد الكثير منها علي الفقرات الفنية مثل الغناء والرقص والطرب والبرع."

•••
عبدالغني عقلان

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English