اكتشفت إيمان (26 عامًا)، إصابتها بمرض سرطان الثدي قبل سنتين، لم تكترث له، شعرت أن حجم الورم يكبر، إلا أنها أصرّت على مواصلة دراستها الجامعية في قسم الفن التشكيلي، بكلية الآداب بجامعة تعز.
تتحدث إيمان لـ"خيوط": "في بداية المرض لم أهتم به؛ لأني كنت منشغلة بدراستي الجامعية، شعرت بألم شديد"، ومع نصائح من حولها اضطرت لإجراء فحوصات طبية، رغم خوفها وقلقها من العلاج الكيماوي.
عرفت بعد إجراء الفحوصات الطبية في مركز الأمومة والطفولة أن نوع مرضها ورم حميد، إلا أنه تبين بعد أخذ عينات من الجهة السليمة في الثدي، أنه ورم خبيث، حد تعبيرها. تتابع الحديث: "بدأت رحلتي العلاجية بالكيماوي، وحدد لي أربع جرعات؛ جرعتان حمراوان، وجرعتان بيضاوان".
مواجهة الخوف من الألم
كانت إيمان تعبر عن معاناتها من المرض بالفنّ التشكيلي، إذ تقول إن المعاناة والطاقات السلبية والإيجابية تتشكل في لوحة فنية، عبر الريشة والألوان.
تضيف أنه قبل إجراء عملية استئصال الثدي كانت مترددة جدًّا، بسب خوفها من الألم، ونظرة الناس لها، وخصوصًا زوجها، كون هذا الأمر حساسًا جدًّا، إلا أنها وجدت عكس مخاوفها، بمساندة زوجها ومن حولها .
تلقت إيمان دعمًا معنويًّا، وكان الداعم الأكبر في حياتها زوجها، تروي قائلة: "زوجي والمحيطون بي ساندوني معنويًّا وماديًّا".
واجهت إيمان المرض بكل عزيمة وتفاؤل ومعنويات عالية، وأمل بالشفاء، وهو ما يجعلها نموذجًا فريدًا وحالة نادرة، بما تتمتع به من شجاعة في مواجهة المرض، إذ إنها مصابة بأخطر نوع من أنواع السرطان، واستطاعت الخروج من تجربتها، بتلك الروح العالية
في هذا الجانب، يتحدث هيثم البدري زوج إيمان، لـ"خيوط": "خافت من عميلة استئصال الثدي وفقدان جمالها في نظري، إلا أني كنت داعمًا لها وراضيًا بما قدره الله لها".
يتابع: "حاولت أن أرفع معنوياتها من أجل نسيان مرضها وحزنها"، إذ إن مرضى السرطان محتاجون إلى دعم معنوي أكثر من المادي. وفر لها زوجها مستلزمات الرسم، لتعبر عما في داخلها، إذ وصل عدد لوحاتها إلى ما يقارب 20 لوحة فنية.
تفيد إيمان، أن الدعم النفسي ضروري جدًّا للمريض قبل العميلة وبعدها، وهو ما ساعدها على تجاوز مرضها، حيث تقضي إيمان أغلب أوقاتها في الدارسة والرسم والفنون التشكيلية، رغم تأثرها بجرعات الكيماوي.
عزيمة وإصرار
يقول مستشار الأورام السرطانية بمركز الأمل الدكتور أمين المزاحم لـ"خيوط"، إن إيمان لها تاريخ عائلي بأورام الثدي، كما أن لديها كتلة بالثدي الأيسر.
يوضح المزاحم أن الورم الذي في ثديها حجمه كبير، ولا يمكن استئصاله، حيث تم اللجوء إلى جلسات كيماوية؛ لتصغير حجمه لكي تنجح عملية الاستئصال (التدخل الجراحي) بدون بقايا الورم.
ينوه المزاحم أن عميلة استئصال الثدي، مع تجريف الغدد الليمفاوية، ستضاعف من مشكالها الصحية، لكنها رغم ذلك قررت الخضوع لهذا التدخل الجراحي الذي يعد بمثابة تهديد حقيقي لحياتها.
واجهت إيمان المرض بكل عزيمة وتفاؤل ومعنويات عالية، وأمل بالشفاء، وهو ما يجعلها نموذجًا فريدًا وحالة نادرة، بما تتمتع به من شجاعة في مواجهة المرض، إذ إنها مصابة بأخطر نوع من أنواع السرطان، واستطاعت الخروج من تجربتها، بتلك الروح العالية والمعنويات المرتفعة.
تنصح إيمان في ختام حديثها، مرضى سرطان الثدي، بمواجهته بكل عزيمة وإصرار؛ فالحياة لا تتوقف عند المرض، ولا بد من هزيمته بالصبر والتفاؤل والمعنويات العالية.