صدر عن المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية بصنعاء، مؤخرًا، "معجم لهجة المعافر وتراثها" لأحمد شرف الحكيمي. ويتكون المعجم من ثلاثة مجلدات تزيد صفحاته على 1500 صفحة من الحجم الكبير، "وتتضمن ما يزيد على ٤٥٠٠ مادة لغوية شملت مجالات الحياة المختلفة، ومنها الألفاظ والمصطلحات المتصلة بالزراعة والحراثة والري والمواسم والمعالم الزراعية، والعادات والتقاليد الاجتماعية، وألفاظ البناء والعمران، وغير ذلك. وتم شرح وتفسير كل لفظ ومصطلح وتأكيد ذلك بالأمثلة والشواهد من التراث الشعبي. ولا يقتصر هذا المعجم على الشرح والتفسير للمفردات والمصطلحات فقط، ولكنه يقدّم أيضًا مقارنات بينها وبين ما ورد في نقوش المسند، أو في معاجم الفصحى، أو ما ورد في اللغات السامية"؛ كما ورد في مادة تعريفية عن المعجم.
جاء في مقدمة المعجم:
"لهجة المعافر ليست مفصولة عن تاريخ هذه المنطقة، أو عن محيطها وبيئتها التي اتسمت بالتنوع الاجتماعي والثقافي على مدى تاريخها القديم والحديث، بحكم موقعها الاستراتيجي بالقرب من أحد الممرات المهمة على طريق التجارة والملاحة العالمية، وتوسطها الجغرافي بين مناطق شمال اليمن وجنوبه، وتنوع نشاط أبنائها الزراعي والتجاري والصناعي، وهو ما جعلها تمثّل عامل جذب لهجرات داخلية إليها من مختلف أنحاء اليمن، ومكّنها من إقامة صلات متنوعة بمحيطها الداخلي والخارجي.
ومن المعروف أن اللهجة (أيّ لهجةٍ أو لغة) هي بنت بيئتها ومحيطها الجغرافي، تتأثر بشكل مباشر بالبيئة والطبيعة الجغرافية للمكان الذي يعيش فيه المتكلمون بها، كما تتأثر بنفسيتهم ونشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهي في تكونها وتطورها ليست معزولة عن مجمل هذه المؤثرات التي يتشكّل منها مجموع الخصوصيات والسمات التي تَسِمُ اللهجة وتميزها عن غيرها من اللهجات".
يُذكَر أنّ المعجم حائز على جائزة د. عبدالعزيز المقالح، التي يمنحها المعهد لطباعة كتاب ثقافي متميز في التراث والثقافة اليمنية.