ظهرت مخاوف شديدة من انتشار وباء الكوليرا في محافظة عدن وسط نداءات ومناشدات من قبل المواطنين، حيث أعلن مكتب الصحة والسكان عن رصد حالات؛ منها تسع حالات مؤكدة، من بين إجمالي (29) حالة مرَضية مصابة بالإسهال.

وبحسب مصادر طبية، فإنّ معظم الحالات المصابة بالكوليرا التي وصلت إلى مشافي مدينة عدن هي من المهاجرين الذين يصلون إلى عدن بإعداد كبيرة، حيث تنتشر العدوى بينهم، بسبب ضعف البنية الصحية في تجمعاتهم المهمشة في العاصمة المؤقتة، وعدم قيام المنظمات العاملة في الحقل الطبي باستقبالهم وعلاجهم.

وأثار انتشار الكوليرا مخاوف المختصين، حيث حذّروا من إمكانية تحوله إلى كارثة حقيقية، في ظلّ ضعف البنية التحتية الصحية في المدينة، وضعف قدرة السلطات المحلية على السيطرة عليه في حال تفشيه وانتشاره.

وطالب مسؤولون في الصحة السلطات في العاصمة عدن، باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع انتشار المرض، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.

تحري الدقة

من جانبها كشفت الدكتورة/ رجاء أحمد علي مسعد، مدير عام مستشفى الصداقة التعليمي العام، عن تخصيص مركز عزل خاص بالحالات المرضية المصابة بمرض الكوليرا بالمستشفى. وأكّدت أنّ إدارة المستشفى خصّصت مركز عزل خاص لمرضى الكوليرا، وذلك بالتعاون مع منظمتي الإنقاذ الدولية وأطباء بلا حدود البلجيكية، مشيرة إلى توفير طاقم طبي وتمريضي للمركز خاص بمعالجات الحالات المرَضية المصابة بالكوليرا، فضلًا عن توفير الاحتياجات المطلوبة بالكوليرا بجميع مستلزماتها الطبية.

وعن إشاعة انتشار المرض بداخل مستشفى الصداقة، نفت الدكتورة رجاء انتشار المرض بداخل المستشفى، بينما الحقيقة أنّ الحالات المصابة بالكوليرا عددها 29 حالة، أتوا من خارج المستشفى ومن فئة المهاجرين "الأورومو"، ويخضعون للعلاج بمركز العزل تحت رقابة الأطباء والأخصائيين، بينما ثلاث حالات محلية تنتمي لمديرية دار سعد مشتبه بها، وتبيّن لاحقًا عدم إصابتها بمرض الكوليرا، داعيةً مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية، ونشر الأخبار من مصادرها الرسمية.

عزل المصابين 

على ذات السياق، قال مدير مكتب الصحة بمديرية دار سعد بعدن، الدكتور علي صالح الربيزي، إنّ "الحالات المصابة ما زالت تتلقى الرعاية الصحية المكثفة حاليًّا بعد أن تم إحالتها (نقلها) إلى جناح العزل في مستشفى الصداقة التعليمي".

وجرى توجيه فريق من برنامج الترصد الوبائي التابع لمكتب الصحة العامة والسكان بمديرية دار سعد، مع فريق الاستجابة السريعة المدعوم من منظمة الصحة العالمية إلى المنطقة التي يقطنها المصابون (من المهاجرين الأفارقة) في أحد الأحياء بمنطقة البساتين، للتقصي والتحقق عن صحة تفشي وانتشار الوباء، وفحص مصادر المياه ورفع الوعي حول مرض الكوليرا.

 انعدام اللقاح 

الحديث عن رصد مزيد من الحالات من مصابي الكوليرا، تزامن مع ما كشفته مصادر طبية عن أنّ لقاح وباء الكوليرا غير متوفر في مستشفيات العاصمة عدن. وبحسب هذه المصادر، فإنّ المستشفى الذي كان يوفر اللقاح في السنوات الماضية، هو مستشفى الصداقة، بينما ينعدم في بقية المستشفيات في العاصمة المؤقتة.

وكشف مدير عام المكتب، الدكتور أحمد مثنى البيشي، في مؤتمر صحفي، عن أن كل الحالات المصابة هي من المهاجرين الإثيوبيين، الذين قام المواطنون بإسعافهم ونقلهم للمستشفى لغرض العلاج، ونفى وجود أي حالة مصابة لمواطنين يمنيين، عدا حالة واحدة دخلت المستشفى، وبعد إجراءات الفحوصات تبيّن أنها مصابة بتسمم غذائي. 

وقال لا داعي لإغلاق المدارس، وإن الوضع تحت المراقبة والملاحظة، وهناك غرفة عمليات وملخص يومي سيصل إلى وسائل الإعلام قريبًا. وحذّر من تهويل الأمر من خلال نقل الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي.

حالة القلق بين المواطنين سببها أنّ التأخر في توفير اللقاح يشكّل تهديدًا خطيرًا في ظل تفشي المرض في المدينة، وبالتالي فإن التأخُّر عن اتخاذ اللازم قد يُخلّف وضعًا صحيًّا كارثيًّا في العاصمة المؤقتة.

مخاوف تكبر 

أثار هذا الأمر رعبًا بين المواطنين، تخوّفًا من أن يجعلهم ذلك بين كماشة فكَّي هذا الوباء الفتّاك، وسط دعوات وُجهت للجهات المعنية ووزارة الصحة إلى توفير اللقاح بشكل فوري في مستشفيات العاصمة عدن وجميع المديريات، كما وجهت نداءً للمنظمات الدولية للتدخل العاجل وتقديم الدعم للمستشفيات.

حالة القلق بين المواطنين سببها أنّ التأخر في توفير اللقاح يشكّل تهديدًا خطيرًا في ظل تفشي المرض في المدينة، وبالتالي فإنّ التأخُّر عن اتخاذ اللازم قد يُخلّف وضعًا صحيًّا كارثيًّا في العاصمة المؤقتة.