لم يكن يعرف السائق أحمد العُبرات (28 سنة)، من أهالي بني الحارث في صنعاء، أن إهماله لمنظومة مكابح سيارته (البيك أب)، سيؤدي به إلى فقدانها بشكل كلي، في حادث مروع على طريق المحويت- صنعاء.
كان أحمد يعمل في منطقة "الأهجُر" (شمال غرب صنعاء) بائعاً للقات بالجملة، ويتبعه عشرات العمال. يقول أحمد لـ"خيوط": «غادرت مدينة الأهجر بسيارتي صوب صنعاء، وعلى متنها ما يقارب 25 عاملًا، الذين يعملون معي في قطف القات وتجهيزه للسوق".
وتابع: «عند وصولي إلى وادي ظَهر، الساعة الثانية بعد الظهر، كانت سرعة السيارة تبدو 130 كم، دست على الفرامل كي أُهدِّئ السرعة في أحد المنعطفات، فلم أجد استجابة عند أول ضغطة على المكبح، فحاولت كبحها أكثر من مرة، كما اعتدت ذلك في الأيام السابقة، ولكن هذه المرة توقفت الفرامل فجأة».
في تلك اللحظة لجأ العُبرات إلى استخدم فرامل اليد (الهاند بريك)، غير أن السيارة دارت وانقلبت، ما أدّى إلى وفاة أحد العمال وإعاقة آخر إعاقة دائمة، وجَرْحِ اثني عشر عاملًا تفاوتت إصاباتهم بين بليغة وطفيفة.
لذات السبب انقلبت حافلة السائق جميل الماوري (33 سنة)، مع فارق في نوع الإهمال والخلل في المكابح.
يقول لـ"خيوط"، أحمد الماوري (26 سنة) الذي كان مرافقًا لشقيقه جميل أثناء وقوع الحادث بمَركبتهم من نوع "باص تايوتا هايس"، موديل 2006: «كنّا نُقِلّ رُكابًا من صنعاء إلى الحديدة، وأثناء السير، بدأت المكابح تصدر رائحة حريق أثناء الكبح، بالإضافة إلى انحراف بسيط في مسار الباص إلى جهة محور المكابح الأمامي». وأضاف أحمد: «طمأنني أخي جميل بأنها القماشات، وسَيُصلّحها حال وصولنا الحديدة».
لكن مع مرور ما يقارب نصف ساعة، بدأ أحمد يشعر بانحراف سير الحافلة يزداد، إلى أن وصلت إلى منعطف قبل منطقة "القَدَم". حاول جميل تهدئة السرعة قبل عبور المنعطف، فلم يستجب له المكبح إلا في بداية المنعطف، ورافق تلك الاستجابة الأخيرة انحرافٌ شديدٌ في مسار الحافلة، فانقلبت، مستقرة في قطعة أرض زراعية تحت خط السير مباشرة.
أسفر ذلك الحادث -بحسب أحمد- عن وفاة شخصين من الركاب، وإصابةُ ثلاثة منهم إصابات بليغة، بمن فيهم السائق، بالإضافة إلى إصابة آخرين إصابات خفيفة.
سائقو المركبات، وخصوصًا المَركبات الخفيفة، غالبًا ما يُلقون اللوم على منظومة المكابح أثناء الحوادث التي كان سببها فقدان المكابح، ويوجهون لها أصابع الاتهام بعبارات تختلف من سائق إلى آخر، فهناك من يقول "خلل فني"، والآخر "توقفت الفرامل فجأة"، غير مدركين أن إهمالهم لهذه لمنظومة، التي تجسد خط الدفاع الأول لأي حادث، وجهلهم بها، هو ما أوقفها فجأة، وأوقف معها حياة الكثيرين من الركاب.
هناك أخطاء كبيرة أثناء الصيانة يرتكبها الميكانيكيون أنفسهم تشكل خطرًا على حياة السائقين والركاب، عندما يقوم الميكانيكي بعملية استبدال بطانة الفرامل، فقد تكون تلك القماشات أصلية، ولكن لا يؤخذ بعين الاعتبار الوزن الدقيق بين القماشات والقرص الدوار
في هذا الصدد يتحدث لـ"خيوط"، الميكانيكي خالد النقيب، وهو مهني في قسم الصيانة بالمعهد التقني "في ذهبان"- شمال العاصمة صنعاء. يقول النقيب: «لتخفيف سرعة المركبة أو إيقافها، يعمل نظام المكابح بواسطة الاحتكاك بين سطحين جافيين (سميكين)، وهما بطانة المكابح (القماشات) وسطح القرص الدوار، الذي يحرك العجلة». ويضيف أن الضغط الناتج عن الكبح الذي ينتقل عبر خطوط المكابح (أنابيب الزيت)، يولد قوة عمودية تدفع بطانات المكابح (القماشات) عكس اتجاه دوران القرص الدوار، ما يولد قوة احتكاك تؤدي إلى تقليل سرعة القرص الدوار وإيقافه. ولا يفوته أن يشير إلى أن بطانة المكابح وسطح القرص الدوار دائمًا ما يكونا معرضين للـتآكل والتلف، وخصوصًا بطانة الفرامل (القماشات)، وذلك نتيجة الاحتكاك ودرجة الحرارة الناتجة عن الاحتكاك.
الفرامل بريئة
يُعتبر التوقف الكليّ المفاجئ للمكابح أمرًا نادر الحدوث، إذ يسبق ذلك عدة مؤشرات تعمل خلالها المكابح بشكل تدريجي، وذلك بحسب ما يؤكده ميكانيكيون متخصصون، إضافة إلى أربعة ميكانيكيين يمنيين، في أحاديث متفرقة لـ"خيوط". يقول مبارك السامعي، ميكانيكي في إحدى الورشات في شارع الرباط بصنعاء، إن نظام المكابح صُمّم بحيث لا يتوقف بشكل كلي إلا نادرًا، وأنه يسبق ذلك الكثير من المؤشرات التي تدل على أن هناك خللًا ما تتوجب صيانته. ويضيف: «لكن يجهل السائقون هذه المؤشرات، التي قد تستمر لأيام كثيرة».
ويوضح السامعي أن من هذه المؤشرات، البطء في استجابة المكابح لتهدئة السيارة أو إيقافها، بالإضافة إلى سماع صوت صرير عند الكبح على دواسة الفرامل، وذلك ناتج عن احتكاك معدنين، وهما بطانة الفرامل (القماشات) المصنوعة من مادة معدنية خاصة لتنبيه السائق عند تلفها، وذلك عبر تلامسها مع سطح القرص الدوار.
وفي السياق ذاته، يقول فواز صالح ثابت، مهندس في أحد المراكز لصيانة أنظمة المكابح، لـ"خيوط"، إن هبوط دواسة الفرامل عن مستواها المعتاد، يدل أن هناك هواء أو تسرب سوائل في خطوط نظام المكابح أو بداية عطل ميكانيكي في النظام. ويضيف ثابت أن من تلك المؤشرات انحرافًا في مسار السيارة إلى جانبٍ واحد أثناء الكبح، وهذا مؤشرٌ على تآكل إحدى بطانات المكابح التي تنحرف السيارة باتجاهها. وتابع ثابت: «وجود صلابة عند الضغط على الفرامل، مؤشرٌ على وجود ماء في خطوط المكابح، أو أن هناك عطلًا في المؤازر الذي يعمل على مضاعفة قوة الضغط على المكابح».
من جهته، يقول المهندس الميكانيكي خالد سليم لـ"خيوط"، إن صدور رائحة حريق عند الكبح، سواء كانت خفيفة أم بصورة مقززة ولاذعة، مؤشرٌ واضح يدل على ارتفاع درجة حرارة المكابح، وأن استمرار تلك الرائحة وظهور دخان من العجلات مؤشر لوصول درجة الحرارة إلى أوج سخونتها. مؤكدًا أنه «عندما ترتفع درجة حرارة المكابح يقل نسبة الاحتكاك بين بطانة الاحتكاك وسطح القرص الدوار، وقد يتوقف كليًّا في حالة عدم تبريد المكابح من خلال الوقوف لمدة زمنية قصيرة».
وفي حديثه لـ"خيوط"، يبين المهندس حاتم العنسي، ويعمل في مجمع ميكانيكي لصيانة السيارات في أرحب، أن نسبة سائقي المركبات الخفيفة الذين يفحصون مكابح مركباتهم، وهي في بداية المؤشرات، لا تزيد عن 20%، وأغلب هؤلاء -على وجه الخصوص- هم من سائقي المركبات الخاصة، وعادة ما يكونون أصحاب رؤوس الأموال أو موظفين في القطاع الخاص برواتب جيدة تمكنهم من ذلك.
ويضيف العنسي: «وإن كان هناك سائقون يترددون بين وقت وآخر للصيانة، فهم يعتادون على صيانة محور المكابح الذي تظهر منه مؤشرات الخلل، دون المحاور الثلاثة الأخرى، إن لم يكن على الأقل صيانة الجانب المقابل»، موضحًا أن عدم صيانة جميع المحاور في وقت واحد، يجعل من المحور الذي تمت صيانته مؤخرًا يعمل بشكل أفضل من غيره، ما يؤدي إلى تآكل بطانة ذلك المحور، وزيادة درجة حرارته، وانحراف سير المركبة باتجاه المحاور الأخرى، وقد يؤدي إلى تلف المكابح بشكل كليّ جراء إهمال السائق.
وفي السياق ذاته، يقول الميكانيكي والأكاديمي في المعهد التقني والصناعي، ذهبان خالد النقيب، إن هناك أخطاء كبيرة أثناء الصيانة يرتكبها الميكانيكيون أنفسهم تشكل خطرًا على حياة السائقين والركاب، عندما يقوم الميكانيكي أو الفني بعملية استبدال لبطانة الفرامل، فقد تكون تلك القماشات أصلية، ولكن لا يؤخذ بعين الاعتبار الوزن الدقيق بين القماشات والقرص الدوار، الذي يفترض أن يكون 1 مللي. وأضاف: «ذلك يعقبه تآكل سريع جدًا للقماشات؛ لأنها تحتك بشكل جزئي وخصوصًا إذا كانت تلك القماشات تجارية تقليدية؛ فمن المؤكد أن تنتهي وتتآكل في فترة زمنية قصيرة جدًّا، دون أن ينتبه لها السائق، وتنتج عن ذلك توقفًا كليًا».
في حديثه لـ"خيوط"، يعتبر عبدالرحمن السكني، وهو موظف لدى محلات لبيع قطع غيار السيارات أن تكلفة بطانات المكابح (القماشات) الأصلية ليست باهضة، كونها أهم قطعة فنية في نظام المكابح. واستدرك السكني: «لكن في بلادنا انتشرت ثقافة السوق التجارية، دون النظر إلى العواقب الوخيمة لهذه القطعة الفنية، التي يعتاد الكثير من السائقين على المقولة الشائعة "مَشّي حالك"».
وتابع السكني: «لا يعني أن كل القماشات التجارية ذات جودة سيئة، فجودة القماشات التركية والماليزية التجارية جيدة تمامًا، إذ تتراوح أسعارها لكل المَركبات الخفيفة، سواء كانت عمومية أو خاصة، قديمة أو حديثة، بين 7 – 10 آلاف ريال. إلا أن المستخدم يبحث عن القماشات الرخيصة، فيجد قماشات صينية ذات أسعار منخفضة جدًّا، يصل سعر القماشة الواحدة ما يقارب ألفين وخمس مئة– ثلاثة آلاف».
وأضاف السكني: «حتى أصبح -إثر ذلك- المستوردون أنفسهم يقدمون للشركات مواصفات ذات أسعار منخفضة جدًّا». وأكد السكني أن لهذه القماشات الرخيصة عيوبًا كثيرة يخاطر بها السائق بحياته وحياة الآخرين، فهي لا تقاوم الحرارة عند زيادة عدد مرات الكبح، وقد لا تستجيب للكبح أحيانًا، وتتآكل في غضون فترات زمنية قصيرة، وخاصة السائقين الذين يقودون المَركبات بسرعات هائلة، على وجه الخصوص سائقي المَركبات العمومية، التي تقل أوزانًا ثقيلة.
تقرير مروري (2004-2018): الخسائر المادية لحوادث هذه الفترة، وصلت إلى 11 مليارًا وتسع مئة وتسع وثلاثين مليونًا وثماني مئة واثنين وثمانين ألفًا وست مئة ريال.
وفي هذا السياق، يقول الميكانيكي، عرفات الحبيشي، لـ"خيوط" إن هناك عدة اعتبارات، تُفرض على السائقين -في الكثير من البلدان- اختيار قماشات أصلية، فيما لا توجد أدنى معرفة عن ذلك في بلادنا. وأوضح الحبيشي: «الأول: نوعية الطريق؛ فالطريق الجبلية والوعرة، لا بد من استخدام قماشات ذات جودة عالية وسميكة لئلا تتآكل بسرعة. الثاني: نوعية القيادة، فالقيادة العدوانية والسرعات العالية، والكبح بشكل مفاجئ دون التدرج والتهدئة، لا يتناسب مع ذلك إلا قماشات أصلية أو تجارية ممتازة. الاعتبار الثالث، إذا كانت نوعية خدمة السيارة عمومية، وليست خاصة، فيجب أن يستخدم السائق قماشات وكالة؛ لأن المَركبة التي تحمل وزنًا، سواء كان بشريًّا أو غير ذلك، تكون معرضة لتآكل الفرامل بشكل أسرع، وكذلك لزيادة درجة للحرارة؛ لأن الكبح بحاجة إلى قوة احتكاك أكبر».
في السياق ذاته، كشف المهندس محمد صالح، لـ"خيوط" أن هناك أخطاء فادحة تشكل خطرًا كبيرًا يتصرف بها السائقون أثناء فقدان المكابح، إما جهلًا منهم بوسائل السلامة، أو ارتباكًا وسوء تصرف، موضّحًا أن هناك سائقين يفقدون المكابح فيقوموا بإطفاء المحرك، وعلى إثر ذلك ينغلق عجلة القيادة، أو ما يسمى بـ"الدركسون"، فتخرج المركبة عن خط السير.
وأضاف صالح: «أيضًا يلجأ بعض السائقين إلى فرامل اليد (فرامل التثبيت) فورًا، قبل أن تكون سرعة المَركبة قد تباطأت، فتدور السيارة وتنقلب». ويوضح أن «فرامل اليد لا تتحكم إلا بالعجلات الخلفية فقط، واستخدامها قبل تباطؤ سرعة المَركبة، يسبب الدوران والانقلاب مباشرة».
المهندس الميكانيكي خالد سليم، متخصص في نظام المكابح الهيدروليكية، يقول لـ"خيوط" إن هناك أيضاً طريقة خطيرة جدًّا يعتاد عليها كثير من السائقين لتبريد المكابح أثناء سخونتها، وهي الرش بالماء. وأوضح سليم أنه «عند تعرض المكابح للماء، وهو في أشد سخونته، يحصل تشقق والتواء للقرص الدوار وللقماشات أيضًا، ما يؤدي أحيانًا إلى تأخير الاستجابة في الكبح، مع ظهور رجّة واهتزاز في المَركبة أثناء الكبح».
بحسب تقرير إدارة مرور أمانة العاصمة، الصادر عام 2018 للفترة (2004 - 2018)، بلغ عدد حوادث السير التي كان سببها إهمال السائقين لصيانة المكابح، 10958 حادثًا، فيما بلغ عدد الحوادث الناتجة عن الخلل الفني التي تتشارك فيها اختلالات أخرى مع قصور في الفرامل، خلال الفترة المذكورة، 2022 حادثاً.
وبحسب التقرير ذاته، بلغ عدد الحوادث الناتجة عن السرعة وعدم التحكم في المركبة أو تهدئة سرعتها، والتي يكون فيها نظام الفرامل جزءًا من المشاكل، 17327 حادثًا. وأشار التقرير إلى وجود أسباب أخرى للحوادث، تختلف بين عبور مشاة وسياقة بدون ترخيص وسياقة أحداث، وعوامل طبيعية... وغيرها؛ حيث وصل إجمالي هذه الحوادث خلال الفترة (2004 - 2018) إلى 53343 حادثاً.
وفي حين أفاد التقرير بأن عدد ضحايا هذه الحوادث خلال الفترة ذاتها كان 4241 حالة وفاة، و19018 إصابة بليغة، و42550 إصابة بسيطة، تفيد تقارير سابقة لمركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية خلال السنوات من 2011-2015، بأن عدد وفيات حوادث السير تتفاوت بين 2000-2500 حالة وفاة سنوياً، إضافة لعشرات الآلاف من الإصابات.
ويفيد التقرير المروري (2004-2018) بأن الخسائر المادية لجميع الحوادث المرورية خلال هذه الفترة، بين ديات وأروش وأضرار، وصلت إلى 11 مليارًا وتسع مئة وتسع وثلاثين مليونًا وثماني مئة واثنين وثمانين ألفًا وست مئة ريال.
لا يوجد لدى إدارة مرور أمانة العاصمة، قسم توعية، بحسب ما أكّد ذلك العقيد عبدالله النويرة، مدير أمن المرور، عبر اتصال هاتفي، قال فيه لـ"خيوط"، إن "التوعية بشكل عام ليست من دور المرور؛ لأن الإدارة ليس لديها قسم إعلام وتوعية"، وأن دورهم يقتصر على متابعة الحوادث من قبل ضباط وأفراد المرور. ويضيف النويرة: «كانت هناك شعارات صحة وسلامة عادية "أسبوع المرور" نقوم بها كل سنة، كان آخرها في العام 2014، بعنوان "ابدأ بنفسك وكن ملتزمًا"، ليس لها علاقة بالمخاطر التي لا يعرفها سوى المهنيين والميكانيكيين».
عندما تكون المَركبة قد أبطأت سرعتها، يمكن للسائق أن يستخدم فرامل اليد (فرامل الطوارئ) لإيقاف السيارة، وذلك برفعه ببطء شديد وفي فترات زمنية قصيرة جدًّا
وعن الفحص الفني للمَركبات عند الحوادث، أشارَ النويرة إلى أن الإدارة ليس لها فنِّيّون متخصصون ليتم الفحص الفني للمَركبة أثناء الحوادث، والتأكد ممّا إذا كان سبب الحادث ناتجًا عن خلل أو إهمال، خصوصًا لِمنظومة المكابح. وأضاف: «ولكن أصبح لدى بعض رجال المرور خبرة بسيطة، تمكنه من أن يُشخّص بعض الحوادث، ومنها حوادث فقدان الفرامل، على سبيل المثال لا الحصر: مشاهدة أثر انحراف سير السيارة على الطريق».
ونوّه النويرة إلى أن انعدام قانون ملزم للمواصفات والمقاييس، أدّى إلى استيراد قطع غيار تجارية ذات جودة سيئة، ومن هذه القطع الفنية نظام الفرامل، وعلى وجه الخصوص بطانات الفرامل (القماشات)، التي تقوم بالاحتكاك مع سطح القرص وإيقاف العجلات.
وبحسب القانون رقم (46) الصادر عام 1991، ينص البند رقم 4 من المادة 14 على أن الحافلات أو السيارات العمومية يجب أن يجري عليها الفحص الفني الدقيق سنويًّا. وفي المادة نفسها ينص البند رقم (5) على أن سيارات النقل الخفيفة والثقيلة يجب أن تفحص سنويًّا بعد مرور ثلاثة أعوام من سنة الصنع.
وفي قانون رقم (31) لسنة 2000، مادة (70) مكرر (2): يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سبعة أيام ولا تزيد عن شهر واحد أو بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف ريال ولا تزيد عن عشرين ألف ريال، وتضاعف العقوبة في حالة تكرار المخالفة، على كل من قاد مركبة آلية على الطريق خالية من الكوابح (الفرامل) بنوعيها أو كانت جميع كوابحها أو إحداها غير صالحة للاستعمال.
يقول الميكانيكي عادل العجل، في حديثه لـ"خيوط"، إن هناك غيابًا شبه تام، لدى كثير من السائقين، لوسائل السلامة التي يجب اتباعها أثناء السير، وخصوصًا عند فقدان المكابح. وأضاف العجل أن السرعة التي لا تتجاوز 120 كيلومترًا في الساعة، بإمكان السائق أن يتحكم بالسيارة في حال صادفه عطل في المكابح أو خلل فني آخر.
ووجّه العجل بعدة خطوات قال إنه يجب اتباعها عند فقدان الفرامل، هي: الضغط المتكرر على المكابح لعله يستجيب، والخروج إلى جانب الطريق إذا كان ذلك ممكنًا، وتشغيل الإشارات التي تنبّه السائقين بأن السائق في وضع طارئ، وكذلك تشغيل المكيف والإضاءة؛ لأن ذلك سيساعد على امتصاص كيلوهات من الطاقة الحركية للمولد.
وتابع العجل: «في حال لم يجدِ الضغط المتكرر على المكابح، لابد أن يستخدم "الجير" العكسي (تسمى بالعامية "التعاشيق")؛ ليجبر السيارة على التقليل من سرعتها». موضحًا أنه «لو فقد السائق المكابح وسرعة المَركبة في الجير الخامس، يستبدل "التعاشيق" عكسيًّا (تنازليًّا)، من الخامس إلى الرابع ثم إلى الثالث والثاني والأول، على أن يترك فترة زمنية قصيرة جدًا بين كل تبديل تنازلي وآخر». وأضاف، العجل: «إذا كانت المَركبة ذات جير أوتوماتيكي “D”، فينصح بالانتقال من D إلى السرعة الأقل وَفقًا لما يتوافر بالمَركبة، على سبيل المثال، من D إلى 4 ثم 3 ثم 2 ثم 1، للوصول إلى الوقوف التام».
واختتم العجل حديثه بالقول: «عندما تكون المَركبة قد أبطأت سرعتها، يمكن للسائق أن يستخدم فرامل اليد (فرامل الطوارئ) لإيقاف السيارة، وذلك برفعه ببطء شديد وفي فترات زمنية قصيرة جدًّا».
تحرير "خيوط"