بلدة خاربة في ناحية الجوف، وهي من المدن القديمة. قال في "معجم البلدان": براقش -بالقاف والشين المعجمة- والبرقشة: اختلاف اللون، والبرقشة التفرق. تركت البلاد براقش؛ أي ممتلئة زهرًا مختلفة من كل لون، وتبرقش الرجل؛ أي تزين بألوان مختلفة. قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا في قول عمرو بن معد يكرب:
ينادي من براقش أو معين فاسمع فاتلأبَّ بنا مليع
براقش ومعين حصنان باليمن كان بعض التببابعة أمر ببناء سلحين فبنى في ثمانين عامًا، وبنى براقش ومعين بغسالة أيدي الصناع بسلحين. قال: ولا ترى لسلحين أثرًا، وهاتان قائمتان.
وقال الجعدي:
تستن بالضرو من براقش أو هيلان أو يانع من العُتُم
يصف بقرًا تستن بالشوك. والضرو شجر يستاك به، والعُتُم: شجر الزيتون. وقال فروة بن مسيك المرادي:
أحل بحاجر جدي غطيف معين الملك من بين البنينا
وملّكنا براقش دون أعلى وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفيهما يقول علقمة:
وهل أسوي براقش حين أسوي ببلقعة ومنبسط أنيق
وحلوا من معين يوم حلوا لعزهم لدى الفج العميق
انتهى كلام ياقوت.
قال القاضي المؤرخ محمد الحجري: قلت: وهيلان المذكور في شعر الجعدي جبل مشهور بناحية الجوف، وأعلام وأنعم المذكوران في شعر فروة هما من عشيرته، وقد ذكرهما ياقوت في مادة "يغوث". قال: صنم لمراد كان بيد أنعم بن عمرو المرادي وأعلا، فأرادت أشراف مراد أن تنزعه منهما، فبلغ أنعم وأعلى أمرهم؛ فحملوه إلى بني الحارث، وهم أعداء مراد، وكانت مراد من أشد العرب، فأنفذوا إلى بني الحارث يلتمسون رد يغوث إليهم؛ فجمعت بنو الحارث، واستنجدت قبائل همدان، وكانت بينهم وقعة الرزم المشهورة في اليوم الذي أوقع فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين في بدر.
وفي "المنتخبات من شمس العلوم": وبراقش اسم مدينة كانت لملوك حمير بالجوف في اليمن، وفيها حصن وبناء عجيب، وأسماء أهلها مكتوبة في حجارتها بالمسند. قال علقمة ذو جدن:
وبراقش الملك الرفيع عمادها هجر الملوك كأنها لم تهجر
وقال آخر:
يقود بها ديانها غير عاجز ثمانين ألفًا قادها من براقش
فآبوا بألفي كاعب مضرية على إبل مثل الضباع النواهش
وقال الأستاذ إبراهيم المقحفي: "براقش مدينة أثرية هامة في وادي الجوف، واسمها القديم "يَثُل" تقع بجانب خرائب معين ونشق التي تعرف باسم "البيضاء"، وتشكل هذه المدينة العاصمة الدينية لمملكة معين، حيث كان يذهب المعينيون لمعابدها العديدة، وقد ظلت عامرة إلى القرن العاشر الميلادي ثم اندثرت، ولم يبق منها اليوم سوى معالم سورها القديم، وبقايا معابدها وبعضًا من النقوش وهي في أصل جبل هيلان.
وفي عام 1989، بدأت الدولة في إنشاء طريق من صنعاء يمتد إلى وادي الجوف عبر منطقة نهم، وتمر بالقرب من خرائب هذه المدينة.
وبراقش أيضًا قرية في نواحي قرية الصعيد بمحافظة شبوة فيها بعض قبائل النسيين.
وبراقش بلدة في النادرة من أعمال إب".
المصادر:
