كلمات: حيدر آغا

لحن وغناء: محمد قاسم الأخفش

الفنان الراحل محمد قاسم الأخفش، هو سليل بيت فن ، والده قاسم الخفش كان أحد أساطين الغناء الكبار وتتلمذ على يديه فنانين معروفين، لحن الأخفش الابن الكثير من القصائد وغنى بعضها، ومنها أغنية حيدر آغا ( بلغ الأحباب عنا يا نسيم)، التي اضفى عليها نكهة لحنية مختلفة لا تشبه غيرها ، وسكب فيها خلاصة تجربته الغنائية، لهذا صارت واحدة من الأغاني التي تعرِّف به كفنان كبير.

‍

تقول كلمات الأغنية:

‍

بلِّغ الأحباب عنا يا نســــــــيم .. أطيب الأخبـــار

قول أنا مضنى وفي ليلي أهيم .. حاير الأفكـــــار

لم أذوق النوم في الليل البهيـم .. من فراق الجــار

فاللقا والقرب جنات النعـــــيم .. والفراق النـــــار

أول العشقة سمر يتبع سمــــر .. والهوى أفنــــان

كان محبوبي يجيني في سَحَر .. مثل غصن البان

كم سمح لي بالقليل بعد النظر .. وردي الأوجـان

يوم وصلك هم قلبي ينجــلــي .. ينشرح صدري

غير حسنك يا حلا ما لـــذ لي .. حسنك البــدري

يا فؤادي منك إلا مُمـــتـــــلي .. من لظى الهجر

فاللقا والقرب جنات النعـــــيم .. والفراق النـــــار

وصلاة الله ما هب النســــــــيم .. في دجى الأسحار

تبلغ الهادي إلى دار النـــــعيم .. النبي المخــتار .(1)

عن الشاعر

"هو حيدر آغا الرومي (ت:1080/1669)، وكان ميلاده بصنعاء من أب تركي، ويبدو أنه من الأتراك العثمانيين الذين تخلفوا فيها  بعد جلاء الحكم العثماني عنها { في احتلالهم الأول لليمن}

كان متفوقا في الشعر بنوعيه الحكمي والحُميني ، كما كان عازفا مجيدا على العود..، وحينما نستمع إلى نصوصه مغناة أو حتى مقروءة، نجد أنفسنا لأول مرة وجه لوجه أمام أول شاعر حميني من أصل غير عربي يسهم في شعر الغناء الصنعاني، وما كان في أصله التركي  أو الرومي كما كان يلقبه اليمنيون ما يعوق شعره الحميني ، بل لقد كان وهو العازف البارع على العود يعرف كيف ينظم شعر الغناء، فإن قصيدته والتي تبدأ بقوله " من يبلغ غزال رامة مذَّهب الخد ساجي العين" تُغنى بلحن من أمتع الألحان الصنعانية، وأن الكثير من قصائد هذا الشاعر كانت تُغنى في أيامه" (2)

ومن أشهر قصائده المغناة : "من يبلِّغ غزال رامة" ، "حوى الغنج والتفتير"، "عليك يا ناقض لتلك العهود"، "بلغ الأحباب عنا يا نسيم" وغيرها

عن الفنان

"ولد محمد قاسم الاخفش في عام 1946م في منطقة الروضة شمال العاصمة صنعاء، ونشأ في أسرة فنية كبيرة ومشهورة فوالده الفنان قاسم الاخفش كان مدرساً وحافظاً للقرآن الكريم وفناناً كبيراً مارس الفن ملحناً ومطرباً واشتهرت له أغان عاشت في الوجدان اليمني حتى الآن مثل :"الله لطيف ، ليت الهوى بيننا ما فتح أبوابه ، أهلا وسهلاً بمن فاق القمر ، إلى من أشكو الهوى" .

وكان متميزا بقدرته على إضفاء روح خاصة على الألحان التراثية حيث كان يظهرها بنفسه الخاص ويمدها بلوازمه المتميزة، ومن تلاميذه إلى جانب إبنه محمد قاسم الاخفش الفنان احمد السنيدار والفنان محمد الخميسي والفنان احمد محرم وغيرهم.

درس محمد قاسم الاخفش بداية في «المعلامة» ثم درس المتوسطة في «صنعاء» ثم الإعدادية في «القاهرة» التي عاش فيها بين عامي 1960م و1964م حيث قضى السنة الأخيرة دارساً في معهد الموسيقىِ العربية الذي خرج منه قبل ان يكمل دراسته.

بدأ محمد قاسم الاخفش الغناء والدخول إلى عالم الموسيقى قبل سن العاشرة من عمره، وساعده على ذلك انه من أسرة فنية فوالده كما سبق أستاذ لعدد من الفنانين اليمنيين في وقته وصاحب مدرسة فريدة في الغناء الصنعاني.

بعد عودته من القاهرة التحق محمد قاسم الاخفش بالإذاعة موظفاً في المكتبة الفنية والتنسيق وجمع بين الإبداع الفني والنضال الوطني , وحمل السلاح وكان مشاركاً لزملائه من الموظفين بالإذاعة في حمايتها. .

في عام 1973م نقل الاخفش من الإذاعة إلى وزارة الإعلام مع زملائه محمد حمود الحارثي واحمد السنيدار وعلي بن علي الانسي على أساس التفرغ للفن وظل على هذا حتى توفاه الموت. 

كان يصر الاخفش على اعتبار نفسه ملحنا أكثر من كونه مطرباً ، ويقول أنه لو وجدت أصوات تشدو بألحانه لما مارس الغناء… ومع ذلك فهو في غنائه كما في ألحانه لا يشبه أحدا من الفنانين الآخرين.

لحن للكثير من الشعراء منهم: مطهر الارياني وعباس المطاع وعباس الديلمي وابن شرف الدين وابن اسحاق، و ولحن لعدد من الفنانين منهم: أحمد السنيدار ، وفرقة الإنشاد،  ويحيى العوامي ومحمد الخميسي ،محمد حمود الحارثي وغيرهم 

توفي الفنان الكبير محمد قاسم الأخفش في مطلع سبتمبر 2010 عن 64 عاماً." (3)

المصادر:

(1) ينظر https://fmisr.com/showthread.php?t=506056 

(2) ينظر محمد عبد ه غانم،  شعر الغناء الصنعاني ، المكتبة اليمنية للنشر والتوزيع صنعاء، الطبعة الرابعة 1985 صفحات 182، 183، 371

(3) ينظر https://www.sama3y.net/forum/archive/index.php/t-97761.html

‍