الكلمات: حسين أبوبكر المحضار
ألحان: حسين أبوبكر المحضار
غناء: بدوي الزبير
أغنية (خطفت قلبي) التي كتب كلماتها الشاعر حسين أبوبكر المحضار، ظهرت مغنّاةً بصوت الفنان عبدالله الرويشد الذي سبق أن غنّى من كلمات المحضار أغانيَ عديدة، منها: "عويشق عسى الله يعينه"، و"أنا باتبع قلبي"، وظهرت أيضًا بصوت الفنان الكويتي خالد الملا، لكنها حينما ظهرت بصوت الفنان الحضرمي الراحل بدوي الزبير حافظت على خصوصيتها اللحنية التي وضعها المحضار نفسه ومنحها صوت الزبير الدافئ شجنًا خاصًّا.
تقول كلماتها:
خطفت قلبي لأنك ما تخاف
وولفت في عشقتك على الاختطاف
عَشْقتك مثل البروق الخاطفةْ
خَلِّك مع أهل القلوب النظاف
لا تنقلب كل ساعة عاصفةْ
* *
ما بيننا في المحبة شي اختلاف
وانك تحب اقسم الحب بالنصاف
لا تشل لك قسم فوق الـناصفةْ
خلك مع أهل القلوب النظاف
لا تنقلب كل ساعة عاصفةْ
* *
الحب لا تحسبه باء نون كاف
الحب إحساس ومعاني لطاف
لا مـا تلطّف حبيبك لاطفه
خلك مع أهل القلوب النظاف
لا تنقلب كل ساعة عاصفةْ
* *
لا تخفي المكر لي تحت اللحاف
والودّ تظهره في ثوب الزفاف
وتقول للناس أشياء زايفةْ
خلك مع أهل القلوب النظاف
لا تنقلب كل ساعة عاصفةْ
* *
صعبة محبتك ما هي بالصداف
فيها حملت الثقيلة والخفاف
وقربت منك ونفسي خايفةْ
خلك مع أهل القلوب النظاف
لا تنقلب كل ساعة عاصفةْ
* *
أنا إذا نويت باجيبك كتاف
لكن ما انا من الناس العياف
لا بذلت حبي لحد ما عايفه
خلك مع أهل القلوب النظاف
لا تنقلب كل ساعة عاصفةْ
* * *
عن الفنان
وُلد بدوي الزبير في مديرية شبام بمحافظة حضرموت، عام 1950. درس الابتدائية والمتوسطة في شبام، وعمل موظفًا بعد الدراسة في القطاع الحكومي في شركة المياه آنذاك، ثم في إدارة البريد في شبام، وعمل بعدها في وزارة الثقافة بصفته فنّانًا متفرغًا حتى وفاته. بدأت ميوله الفنية أثناء دراسته، وأظهر تفوقًا في الأنشطة والمشاركات التي نظمتها المدرسة، إلى جانب نبوغه واجتهاده؛ كما يصفه أساتذته في التحصيل والمواظبة.
ظهرت موهبته الفنية في مراحل دراسته الأولى، حيث تعلم العزف أولًا على (الشبابة) ثم الآلات الموسيقية الأخرى، مثل (العود، الكمان)، والإيقاعات بأنواعها، وبالتمرن والممارسة الدائمة صقل نفسه بنفسه، مستأنسًا بآراء كلٍّ من: (عبدالله عمر باعبيد)، وهو عازف عود متمكن من شبام، وبالمرحوم (عمر خمور)، والمرحوم (عوض باجيدة) خال بدوي، وهو عازف عود أيضًا، وأول من أهداه عودًا.
وفي ضاحية شبام (السحيل الشرقي)، كان بدوي يخلو بنفسه بين منزلين خاليَين وسط أشجار النخيل أوقاتًا طويلة، مكتشفًا ذاته الفنية هناك، ليستلهم الألحان والشعر، ويغني أحيانًا بموقع يسمى (السقيفة) بين أشجار النخيل، جوار منزلٍ طيني متواضع، ما أثّر في حياته الفنية كثيرًا وأكسبه ثراء فنيًّا كبيرًا.
وكان أول ظهور فني لبدوي زبير أمام الجمهور في شبام، بحفلة زواج عام 1972، ظهر فيها مغنيًا وعازفًا في نفس الوقت، ونال أداؤه رضا وإعجاب الجمهور.
غنّى الفنان بدوي زبير لشعراء الدان الأوائل وشعراء الغناء التراثي في بداياته، أمثال الشاعر الكبير (حسين أبو بكر المحضار)، الذي ارتبط بعلاقة متميزة معه، واستمر يغنّي قصائد المحضار حتى وفاته، وفي بداياته أيضًا غنّى للشعراء، أمثال: (عبدالقادر الكاف، محفوظ باحشوان، محمد عمر بن طالب)، وآخرين.
قال عنه هشام السقاف:
"بدوي الزبير" الفنّان وعازف العود الذي ينتمي لمدينة شبام في حضرموت المعروفة لدى بعض الغربيين بـ(مانهاتن) اليمن، يعزف الموسيقى التقليدية التي لم تتغيّر خلال قرون، وبدوي يعتبر من الفنانين المعروفين جيدًا في منطقة الخليج، حيث إنّ معظم المهاجرين من العمّال لا يسافرون من بلادهم إلّا ومعهم كاسيتات (بدوي)، والموسيقى التي يعزفها ويغنيها خليط في مصادرها من الموسيقى العربية والصحراوية الإفريقية، وسيصاحبه في حفلته يوم 24 مارس 2000م، العود فقط الذي يناغم به على كل الألوان التقليدية وفق أسلوب (بدوي) المتناغم البديع".
وفعلًا أبهرَ (بدوي) حضورَ حفلاته في أمريكا، وأجاد في تقديمه الغناء اليمني بألوانه المتعددة، حتى إنّ المعهد تعهّد برعاية إنتاج ألبومٍ، على الـ(CD)، خاصٍّ به، وتلقّى عروضًا مماثلة لإحياء حفلات في فرنسا وإيطاليا، فلم يمهله القضاء والقدر للوفاء بها.
تُوفي الفنان بدوي زبير في 18/ 11/ 2000.
عن الشاعر
وُلِد الشاعر حسين أبوبكر المحضار في مدينة الشحر الساحلية بحضرموت، في العام 1930، وتُوفي في 5 فبراير2000. أحد أبرز شعراء الأغنية اليمنية بخصوصيتها الحضرمية، رفد الساحة الأدبية والفنية -على مستوى الإقليم اليمني والجزيرة العربية- بأجمل القصائد وأعذب الألحان. جاء شعره غزير المفردات، سلِس العبارات، جميل المعاني والصور، فرفع إنتاجه الشعري إلى مستوى الرقي والإجادة في الشعر الغنائي، بعد أن مرَّ فيها ذلك الشعر بمرحلة من الجمود والركود. كانت لمشاركاته في مدارات الشرح (الرقص الشعبي) أثرها على شعره، فقد كان يشارك فيها بالرقص وارتجال الشعر، ويتذوق ما يقوله شعراؤها فيها من أشعار، ومكّنه ذلك من اكتساب أذن موسيقية ذات خبرة بتنوع الإيقاعات الشعبية الراقصة على اختلافها وتنوعها، فأضاف له موهبة جديدة هي موهبة التلحين، ساعده ذلك في تركيب قصائد على ألحان وإيقاعات شعبية. كان لترحاله في قرى ومدن وبوادي حضرموت أثرٌ كبير في مخيلته، بما تميزت به تلك البيئات من طبيعة متنوعة تعدّدت فيها الصور، وقد امتلأ شعره، لذلك، بكل مظاهر البيئات التي عرفها.
شكّل ثنائيًّا ملهمًا مع الفنان الراحل أبوبكر سالم بلفقيه، وجعلا من اللون الحضرمي الجديد يتمدّد في ثنايا خارطة الاستماع داخل اليمن وخارجها، ومعظم الأغاني التي أدّاها أبوبكر وكتب كلماتها المحضار هي من ألحان الأخير، ويروَى عنه أنّ البُنى الإيقاعية والجُمل اللحنية كان يصيغها في تمثيلاتها الصوتية على أدوات يستخدمها مشاعة في معاشه اليومي، مثل (الصحون وصناديق الكبريت الورقية)، وشكّلت في مجملها مفاتيح مهمة للفنان للمراكمة عليها موسيقيًّا بواسطة آلات حديثة مع تدخلات صغيرة لخدمة النص المُغنَّى.