يعتبر أبريل/ نيسان 2022، من أهم الشهور في اليمن منذ نحو سبع سنوات تعيش فيها البلاد على وقع حرب وصراع طاحن على كافة المستويات، وأزمات اقتصادية ومعيشية عصفت بملايين اليمنيين الذين يكتوون بنيران هذه الحرب ووطأة هذه الأزمات.
بدأت التحركات وملامح التغييرات والتطورات التي تسارعت في شهر أبريل/ نيسان، منذ مطلع مارس/ آذار 2022، والذي شهد عديدًا من الأحداث والتحركات الطارئة، دفعت بتحريك مياه الأزمة اليمنية التي كانت قد دخلت مرحلة الركود والجمود مع انسداد جميع آفاق الحلول السلمية وارتفاع صوت المدافع والغارات، والنزوح والأزمات الاقتصادية التي عصفت بمعيشة اليمنيين إلى مستويات سحيقة.
وحمل أبريل/ نيسان، الذي تزامن مع حلول شهر رمضان، ملمحًا نسبيًّا يعيد بصيص الأمل لليمنيين الذين لم يعودوا يأبهون بما يجري من أحداث وصراع طاحن، بسبب صراعهم الشديد مع لقمة العيش التي أصبح الحصول عليها بمثابة مهمة شاقة ومضنية أرهقت الكثير، وباتوا يأملون بحل سريع يلامس بؤس حياتهم القاتمة التي تسببت بها أطراف الحرب الدائرة في اليمن والتي دخلت عامها الثامن.
كان أهم حدث في هذا الشهر هو الإعلان عن أول هدنة بين أطراف الحرب منذ سبع سنوات والتي اعتبرها كثيرون لحظة ثمينة وضوءًا في آخر النفق، إلا أنها عرضة للخطر أيضًا. فعلى مدى ما يزيد عن سبع سنوات، عانى اليمنيون من خسارة لا يمكن تخيلها، ومن ظروف حياتية صعبة بشكل يصعب تصديقه.
وخلَّف النزاع ندوبًا مسّت كل جانب من جوانب الحياة، يمكن تمييزها في الأسواق والطرق والمدارس والمحاكم والمشافي والبيوت، وأزمة تطال نحو 21 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة.
وتوالت كثير من الأحداث بعد إعلان الهدنة الإنسانية وبروز العديد من التطورات، منها ما تم الإعلان عنه في الرياض عقب انتهاء مشاورات الرياض، وفي ليلة قادها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي اجتمع بالرئيس السابق المعترف به دوليًّا، وانتهت بالظهور المقتضب للأخير ليعلن عن نقل صلاحياته ونائبه علي محسن الأحمر إلى مجلس قيادة رئاسي، أدّى فيما بعد اليمين الدستورية أمام برلمان منقسم بين طرفي الصراع، والذي أجاز أيضًا الموازنة العامة الجديدة للحكومة المعترف بها دوليًّا للعام 2022.
سيناريو الأحداث
في 2 أبريل/ نيسان، تم الإعلان عن اتفاق طرفي الحرب في اليمن على هدنة لمدة شهرين، يمكن تجديدها لاحقًا بعد انتهاء الشهرين بموافقة الأطراف، تشمل وقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود.
وشمل الاتفاق كذلك دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة (غربي اليمن)، وتشغيل رحلات تجارية لوجهات محددة سلفًا من وإلى مطار صنعاء.
6 أبريل/ نيسان، أكّد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في مؤتمر صحفي أن نجاح الكثير من الخطوات القادمة سيعتمد على الأطراف اليمنية، ولم يكن الاتفاق ليكون ممكنًا دون دعم هؤلاء الفاعلين، كاشفًا عن التحضير لعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح طرقٍ في تعز وغيرها من المحافظات.
في 7 أبريل/ نيسان، وفي قرار مفاجئ، أعلن الرئيس المعترف به دوليًّا عبدربه منصور هادي نقل كافة صلاحياته ونائبه الذي تم إعفاؤه من منصبه، علي محسن الأحمر، لمجلس رئاسي مكون من سبعة أعضاء برئاسة رشاد العليمي.
9 أبريل/ نيسان، كشفت الأمم المتحدة عن خطة لإنقاذ خزان صافر بتكلفة 80 مليون دولار حظيت بدعم الأطراف، تشمل استئجار ناقلة نفط كبيرة جدًّا للاحتفاظ بالنفط والطاقم والصيانة لمدة 18 شهرًا. واستضافت مملكة هولندا اجتماعًا للمانحين للخطة التشغيلية، يتوقع عقده في النصف الأول من شهر مايو/ أيار.
في 10 أبريل/ نيسان، عقدت شركة النفط اليمنية بصنعاء التابعة لسلطة أنصار الله (الحوثيين)، مؤتمرًا صحفيًّا للإعلام عن عودة الاستقرار التمويني من الوقود ورفع سعر صفيحة البنزين الـ(20) لترًا بشكل رسمي إلى 12600 ريال من 9900 ريال، بنسبة زيادة تقدر بنحو 27%.
11 أبريل/ نيسان، قام المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأول زيارة له إلى صنعاء، التقى خلالها بقيادات سياسية لمناقشة تنفيذ مختلف عناصر الهدنة التي تستمر شهرين في اليمن.
14 أبريل/ نيسان 2022، عقد مجلس الأمن الدولي جلسةً افتراضية بشأن "الحالة في اليمن"، استضاف فيها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، وتم التأكيد فيها أنّ هناك ضوءًا لاح في آخر النفق.
في 18 أبريل/ نيسان، أعلنت الأمم المتحدة عن توقيع خطة عمل مع سلطة صنعاء؛ جماعة أنصار الله (الحوثيين)، لحماية الأطفال، وحظر تجنيدهم، ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم في سياق النزاع المسلح.
19 أبريل/ نيسان، أدّى أعضاء مجلس القيادة الرئاسي السبعة اليمينَ الدستورية أمام البرلمان، في جلسة نادرة عقدها في عدن العاصمة المفترضة للحكومة المعترف بها دوليًّا.
في 20 أبريل/ نيسان، ظهر للعلن موعد أول رحلة من مطار صنعاء الدولي المتوقف منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن، والمحددة بتاريخ 24 أبريل/ نيسان، قبل أن يتم إلغاؤها من قبل الحكومة المعترف بها دوليًّا، والتي تشترط البتّ قبل ذلك بقضية الطرقات وحصار تعز من قبل أنصار الله (الحوثيين).
في 22 أبريل/ نيسان، زار وفد عماني صنعاءَ برفقة فريق التفاوض التابع لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، الذي يقيم في العاصمة العمانية مسقط.
في 24 أبريل/ نيسان، تعرض أنبوب نقل الغاز الطبيعي المسال في شبوة (جنوب شرقي اليمن) لانفجار ضخم، جراء اعتداء تخريبي استهدف الأنبوب الذي ينقل الغاز المسال من محافظة مأرب إلى ميناء التصدير في بلحاف، المتوقف منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن عام 2015.