كان جنوب اليمن سابقًا مسرحًا كبيرًا للأغنية، متبنّيًا ما طوره في عهد الاستعمار البريطاني، جاء بأسماء كبيرة أنضجت شكل الأغنية اليمنية، موضوعًا ونغمًا. لأسماء مثل أحمد بن أحمد قاسم موسيقار عدن الكبير، والمرشدي- محمد مرشد ناجي، ومحمد محسن عطروش، ومحمد سعد عبدالله، وأحمد صالح عزاني، وإسكندر ثابت، وغيرهم من فناني جنوب اليمن، شكّلوا مرحلة أخرى تواكب مرحلة الأغنية في الشمال، كما كان مجالهم واسعًا كذلك في إقامة الحفلات العامة وإذاعة الأغاني.
وكما كان للشمال، كان للجنوب صوت نسائي أوضح؛ مطربات كبيرات مثل أمل كعدل التي تصارع المرض حاليًّا، وفتحية الصغيرة، وكان لهن ظهور أكثر وصوت أعلى وإنتاج أغزر.
كانت أمل كعدل أيقونة فنية انتشر صداها بصورة واسعة في اليمن وخارج اليمن، اشتهرت بالأغاني الوطنية، وارتبطت باسمها كثير من هذه الأغاني التي لا تزال محفورة في ذاكرة الأجيال.
أغانٍ أسطورية
بدأ مشوار أمل كعدل الفني وعمرها لم يتجاوز بعدُ السادسة من العمر من على خشبة المسرح المدرسي، وذلك عبر برنامج المواهب، الذي كان يقدمه الإعلامي المخضرم والراحل عبدالقادر خضر، في تلفزيون عدن.
حسب الناقد الفني شوقي عوض، فقد قدمت حينها أغنيتين، خاصة بها، من ألحان الفنان أنور مصلح هي "أهل الهوى"، "مش لوحدك"، بعد ذلك اختارها الفنان الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم لتقدم معه دويتو "الوحدة اليمنية"، ثم اشتركت مع المطرب والفنان محمد مرشد ناجي في أغنية "شلني با معك" وهي من كلمات الشاعر الراحل أحمد الجابري، وألحان "المرشدي"، الذي قدمت من ألحانه الكثير من الأغنيات بصوتها الطروب الكرواني المموسق والمنجم.
قدمت أول أغنية من ألحان الفنان أنور مصلح، وهي أغنية "مش لوحدك"، ثم اختارها الفنان أحمد بن أحمد قاسم لتقدم معه دويتو "الوحدة اليمنية"، ثم اشتركت مع الفنان محمد مرشد ناجي في أغنية "شلني با معك" التي كانت من ألحانه، وقدمت الكثير من أغانيه بصوتها
بعد ذلك -بحسب عوض، في مقال نشره مؤخرًا- جاءت فكرة تكون معهد الفنون الجميلة (بعدن)، والفرقة الفنية بالمعهد "فرقة إنشاد عدن"، لتكُون بذلك التكوين الفنانة أمل كعدل واحدة من الأصوات الغنائية النسائية الجميلة في فرقة إنشاد عدن.
وتعود المدرسة الفنية الأولى التي تعلمت منها الفنانة أمل كعدل، إلى أمها ذات الجذور اللحجية، والتي كانت تستمتع بصوتها، وهي تغني بين الحين والآخر في أغانٍ من التراث اللحجي.
وفق شوقي عوض، فإن الوجه الحقيقي لظهور الفنانة أمل كعدل عندما غنت "مرايا الشوق"، من كلمات الشاعر الراحل القرشي عبدالرحيم سلام وألحان الموسيقار أحمد بن غودل، وقد كان ذلك عام 1982.
كذلك قصتها مع أغنية "من كل قلبي أحبك يا بلادي"، للملحن الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم وكلمات ناصر علوي الحميقاني، والتي تم تسجيلها في الإذاعة، وتغنى بها معها الملحن الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم من على مسرح خشبة وزارة الثقافة في عدن.
إلى جانب كبار الفنانين اليمنيين كان لأيقونة اليمن الفنية أمل كعدل تعاون مشترك مع الفنان الكبير أيوب طارش العبسي في أغنية "حرام عليك ترمي الغزال"، من كلمات عبدالكريم مريد وألحان أيوب طارش العبسي، وكذلك فقد قدمت أعمالًا غنائية مشتركة من ألحان عبدالباسط العبسي، ومنها هذه الأعمال الغنائية: "يمه أبي باعني"، و"مسعود هجر"، و"مشتيش دنيا قافرة بلا حب".
نجمة مشعة
مشوار أمل كعدل الفني مرّ باكرًا من المدرسة، ثم عبر برنامجٍ للمواهب في القناة اليمنية الثانية (قناة عدن)، وبدأت شهرتها في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، حيث استقبل الجمهور ظهور الفنانة أمل كعدل بارتياح؛ نظرًا لما تملكه من مواهب فنية أهّلتها إلى أن تحتل مكانة فنية متقدمة في رحاب الغناء اليمني.
قدمت أول أغنية من ألحان الفنان أنور مصلح، وهي أغنية "مش لوحدك"، ثم اختارها الفنان أحمد بن أحمد قاسم لتقدم معه دويتو "الوحدة اليمنية"، ثم اشتركت مع الفنان محمد مرشد ناجي في أغنية "شلني با معك" التي كانت من ألحانه، وقدمت الكثير من أغانيه بصوتها.
بعد ذلك جاء معهد الفنون وتكوين الفرق الفنية، وكانت أمل كعدل واحدة من الأصوات الجميلة في فرقة إنشاد عدن. وقدم لها الملحن الفنان أحمد بن غودل العديد من الألحان التي قفزت بأمل كعدل إلى الصف الأمامي بين مطربي اليمن في تلك الفترة. وشاركت الفنانة أمل كعدل في العديد من المحافل الموسيقية العربية والعالمية.