التسمية:
مسجد الشاذلي.
الموقع:
مدينة المخا.
الآمر بالتشييد وزمنه:
يُنسَب المسجد ومنارته الشهيرة إلى الشيخ علي بن عمر بن إبراهيم الشاذلي (755هـ - 821هـ).
الطراز المعماري:
الطراز المعماري التقليدي الذي اشتُهِرت به المنطقة الغربية من اليمن، حيث تتكاثر الأضرحة والمزارات الصوفية.
الوصف:
لا تُذكر مدينة المخا التاريخية إلا بشيئين: تجارة وتصدير البُنّ عبر مينائها الأشهر، ومِئذنة وضريح مسجد علي بن عمر بن إبراهيم الصوفي الشاذلي، الذي كان ولم يزل واحدًا من أشهر مزارات الصوفية في الجزيرة العربية، والشيخ الشاذلي هو صاحب الطريقة الشاذلية المعروفة بالاعتدال، ولها مريدون كُثر في اليمن وخارجها.
منارته الشاهقة المميزة المبنية بالطين المحروق والكلس الأبيض، التي تقف إلى جوار قبابه التسعة البيضاء، كلّها تحيل إلى واحد من أشهر المعالم الدينية في غرب اليمن.
المسجد رغم عوامل التعرية التي تعرض لها، وإهماله الواضح، واستهدافه من قبل المتحاربين خلال السنوات الماضية، فإن الكثير من معالمه الهندسية لا تزال باقية، إذ ما زال يحتوي على نقوش تاريخية وآيات قرآنية خُطّت بألوان مختلفة، فيما تحمل أعمدةُ الساج الخشبية المنحوتة بطريقة متماثلة، سطحَه الأثريّ، وقد وُضعت بطريقة هندسية بديعة، عوضًا عن جسور أفقية هي الأخرى من الخشب، لا تزال صامدةً تقاوم عوامل التعرية ومرور السنين دون تغيير.
أما صاحبه فهو عالم دين وشيخ متصوف، من أبرز العلماء الذين سكنوا مدينة المخا. وُلد بالقرشية السفلى من وادي رماع، بين مدينة زبيد وبيت الفقيه، سنة 755هـ تقريبًا. اشتغل في بدايته بالعلم حتى أتقن فنونًا كثيرة، خصوصًا في الفرائض، ثم سلك طريق التصوف، وحج بيت الله الحرام، ثم خرج من مكة قاصدًا السياحة، فقصد الشام ومصر. وكان بمصر ناصر الدين ابن الميلق الشاذلي، فأخذ عنه الطريقة الشاذلية، ثم سافر من مصر إلى الحبشة، وصحبه هنالك السلطان سعد الدين المجاهد، وكان عنده معظمًا، وزوّجه بأخته وأكثر أولاده منها، ثم رجع إلى اليمن واستوطن قرية المخا، وابتنى فيها زاوية للتعبد. ويعدّ الشيخ الشاذلي لدى أغلب المؤرخين والكتّاب، المكتشِفَ الأول والحقيقي للقهوة.
يُروى أنّ الرياح في يوم من الأيام حوّلت مسار إحدى السفن المتجهة من الهند إلى جدة، وألقت مراسيها على شاطئ المخا، وكان أحد ركاب السفينة مريضًا، وشاهد ركاب السفينة كوخًا وحيدًا فاقترح أحدهم أن ينزلوا إلى البَرّ ويذهبوا إلى الكوخ، فلربما وجدوا عند صاحبه علاجًا لزميلهم، اتجهوا نحو كوخ الشاذلي فاستقبلهم استقبالًا طيبًا، وشرحوا له حال زميلهم التاجر، فقدّم لهم الشيخ الشاذلي شراب البُنّ، فقال لهم: اشربوا واسقوا مريضكم من هذا الشراب الذي لن يُشفى منه فحسب، بل وسيجني أرباحًا عظيمة إذا أنزل بضاعته وباعها في هذه المنطقة، التي تنبأ بأنها ستكون سوقًا تجاريًّا كبيرًا لكل من يأتي لمزاولة التجارة فيها. وفور سماعهم ذلك ذهبوا إلى السفينة وأنزلوا مريضهم وأدخلوه على الشيخ الشاذلي فسمع ورأى بنفسه، وبعد أن أكمل حديثه للمريض وزملائه الهنود بلحظات، وصل إلى الكوخ أناس كثيرون قدِموا للاستماع لمواعظ الشيخ والتبرك به، وكان من بينهم عددٌ من التجار. أعدّ الشيخ شرابَ البُنّ وقدّمه للتاجر الهندي، فشربه وشعر بالتحسن، وأنزل بضاعته، وحالما رآها التجار اليمنيون قاموا بشرائها وشراء جميع البضائع التي حملتها السفينة، وعاد التجار الهنود مسرورين، ونشروا الخبر في بلادهم، فذاع صيت الشيخ، فبدأ تجارٌ من الهند ومناطق اليمن بالتوافد على المدينة وبناء المساكن بالقرب من كوخ الشيخ، لتتحول المخا إلى وجهة تجارية، وعلى وجه الخصوص تجارة البُنّ.
المصادر:
- ينظر: الموسوعة اليمنية، الجزء الثالث، مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء، 2003، ص1672 وما بعدها.
- ينظر: https://porthotel.blogspot.com/2021/12/blog-post.html
- ينظر: http://newsyemen.news/new/89489