يقع جبل المخروق إلى الشمال الغربي من مدينة صعدة، ويبعد عنها حوالي مسافة 6 كم، وسمي بهذا الاسم؛ لأنه مخروق، أي مفتوح من جهة إلى أخرى في وسطه، ولهذا الجبل سلم من الدرج المنحوتة من أسفله إلى أعلاه، يتم الصعود والنزول بواسطتها، ويوجد عند سفح الجبل ماجل للمياه منحوت في الصخر، تتصل به قنوات وأحواض صغيرة منحوتة تتجمع فيها مياه الأمطار، وتنقل عبرها المياه إلى الماجل الكبير للتخزين. وموضوع فن الرسوم الصخرية في هذا الموقع غني أيضًا، ومتميز عن غيره مثل اللوحة المرسومة أسفل الجبل التي تظهر حيوان بقر وحشي ضخم – بوبالوس- يظهر فيه الرأس جانباً، بدل أن يكون مواجهًا، وظهور قرن واحد فقط، كما أن زخرفة الجسد تتميز بحلقات دائرية حفرها الفنان لزخرفة الحيوان، ورغم أن أسلوب تنفيذ اللوحة قديم جدًا إلا أنها اللوحة الوحيدة الممثلة لهذا النمط الزخرفي للجسد، ويتضح من سلسلة فن الرسوم الصخرية في هذه المواقع المتجاورة والمتشابهة في النوع أن هناك استمرارية في الأسلوب الذي يعكس إبداعات مجموعة اجتماعية متجانسة، عاشت في تلك المواقع، واشتركت في معتقداتها وديانتها، ومن المعتقد أن تلك الحيوانات كانت ذات أهمية عقائدية؛ لأنها وجدت مرافقة لجميع الأشكال الآدمية.
وصف الوضع الحالي لجبل المخروق
نظرًا لضعف التركيب الجيولوجي للصخور الجبرية والرملية المتحجرة أمام التعرية الطبيعية من رياح وأمطار وحرارة وبرودة وصواعق رعدية، بالإضافة إلى تدخل الإنسان بغير وعي، وجهله بأهمية فن الرسوم الصخرية المرسومة على تلك الصخور الضعيفة، فقد كان من السهل تخريبها من قبل الإنسان، وطمسها، وكذلك من السهل تآكلها بشكل سيء أمام عوامل التعرية الطبيعية، وضياع بعض تفاصيل عدد من اللوحات الصخرية، كذلك ضياع بعض ألوان اللوحات، أو تغيير شكل اللون في البعض الآخر من اللوحات، وكل ذلك يتم دون أي اهتمام من قبل الجهات الرسمية المختصة والمسئولة عن حماية هذا الموروث التاريخي الهام، وتكمن أهمية هذا الفن في إعادة تسلسل التاريخية للإنسان اليمني الأول.
مقترح التطوير لموقع: جبل المخروق.
موضع فن الرسوم الصخرية بشكل عام خصب وغني، ويمكن استغلاله سياحيًا باعتباره موضوع جديد، ومنه يمكن اسستنباط برامج سياحية نوعية للمهتمين بمتابعة موضوع هذه التراث الإنساني الأقدم في التاريخ.
كجهات رسمية مسئولة ومثقفين كان هناك جهل بكل ما هو سابق لمرحلة الحضارة حتى جاء العالم الكسندر دي ميجري عام 1984، ونشر تقريره تحت عناوين عصر البرونز في اليمن بعد أن قام بعمل حفريات أثرية في: "خولان"، و"وادي يلا، وذلك في مواقع معينة، وتوصل إلى تحديد عمر المواقع، ووضعها بين نهاية الألف الثالث، وبداية الألف الثاني قبل الميلاد.
غياب هذه المعلومات حول عملية الاستيطان للإنسان الأول في اليمن أدى إلى فرضيات وآراء مختلفة حول أصول الحضارات ونشوئها؛ فلهذا يجب الاهتمام بموضوع علم فن الرسوم الصخرية، واستغلاله علميًا وسياحيًا؛ لكشف مراحل استمرارية نشاط الإنسان لما قبل التاريخ من رسم ونحت، وطبيعة الحياة القديمة ومحيطها، وذلك من خلال إصدار مطبوعات سياحية ونوعية في الوقت نفسه، خاصة بهذا الموضوع، يمكن فيها توظيف معلومات كثيرة حول ما يلي: