(1932م - 5/ 8/ 2022م)
وُلد القاضي علي أحمد أبو الرجال عام 1932، ونشأ في مدينة صنعاء في أسرة علمية، وهو مؤرخ، وأديب، وسياسي. درس الفقه في عدد من المدارس العلمية، وفي الجامع الكبير بصنعاء، ثم عمل في العام 1949 موظفًا في وزارة الأوقاف في إدارة جوازات الحجاج في مدينة صعدة، ثم عُيِّن مشرفًا على المستشفى الجمهوري، ثم مديرًا للمدرسة الصناعية حتى سنة 1962، ثم عُيّن سكرتيرًا لوزير الأشغال، ثم مديرًا عامًّا للوزارة، ثم وكيلًا لها، ثم عضوًا في مجلس أعيان صنعاء، وعضوًا مؤسِّسًا لهيئة التعاون في مدينة صنعاء، وعضوًا في لجنة القروض، وعضوًا في لجنة الإدارة والمرافق، ثمّ انتُخب رئيسًا لهيئة تعاون مدينة صنعاء.
ينتمي الراحل إلى أسرة تعاقبت على العمل في نظارة الأوقاف فترة طويلة، وتخصصت في الأرشفة والحفظ للمستندات والمسودات ليجيد باكرًا تحقيق وتصنيف وثائق اليمن وحفظها من الضياع والاندثار. ودرس أبو الرجال اللغةَ الإنجليزية وعلم الحديث والأدب، كما لازم كبار العلماء ورجال الدين في اليمن وصار واسع الثقافة والمعرفة، لا سيما في المجال الأدبي والثقافي المعاصر.
في عام 1976، عُيِّن محافظًا لمحافظة صنعاء، وشارك في عدد من اللجان، وفي عام 1977 عُيّن محافظًا لمحافظة الحُديدة، فحُمِدت سيرته وأحبَّه الناس، وخلالها انتُخب عضوًا في اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، ثم عين مستشارًا لرئيس مجلس الوزراء، ثم رئيسًا للمجلس البلدي، ثم عين نائبًا لمدير مكتب رئاسة الجمهورية، ورئيسًا للجنة الوثائق، التي أصبحت فيما بعد "المركز الوطني للوثائق"، وكان تعيينه رئيسًا لهذا المركز سنة 1991، ثم انتخب نائبًا للفرع العربي للمجلس الدولي للأرشيف، ثم عين عضوًا في مجلس أمناء ترميم الجامع الكبير وتحسينه، كما ساهم في إنشاء مركز الدراسات والبحوث اليمني في مدينة صنعاء، وفي إنشاء اللجنة العليا للمحافظة على مدينة صنعاء القديمة، وهو عضو في هذه اللجنة.
حضر القاضي علي أبو الرجال العديدَ من المؤتمرات والندوات الدولية، وشارك في وفود رسمية، وحضر العديد من الدورات التدريبية في الإدارة، وفي تعليم اللغة الإنجليزية، وله أنشطة أدبية وفكرية، ومساهمات في عدد من الصحف والمجلات، وحصل على عدد من الشهادات التقديرية والأوسمة، ومن ذلك وسام التعاون.
يُجمِع الكثير على مناقبه وعلى الدور التنويري الذي قام به علي أحمد أبو الرجال كعلَم من أعلام اليمن وموسوعته الوثائقية، وقامة سامقة في الإدارة والتوثيق والتراث والتاريخ، إضافة إلى إسهاماته العلمية والأدبية والثقافية، ودوره الرائد في مجال التوثيق منذ ستينيات القرن الماضي، وحفظ الموروث التاريخي للدولة اليمنية من خلال تأسيس المركز الوطني للوثائق.
كما كان بحقّ، موسوعةَ اليمن الوثائقية وذاكرتها، وحارس أرشيفها المخلص، ومرجعية للمهتمين بتاريخ اليمن من خلال مسيرته كخبير عربي في التوثيق، قدّم الكثير من الدعم العملي والوثائقي لكثير من الباحثين والدارسين، سواء في الجامعات اليمنية أو العربية أو الأوروبية.
ويتحدث عنه كتّاب ومثقفون بأنه من العظماء الذين حافظوا على كنوز مدينته ووطنه، وكان أمينًا صادقًا للوظيفة والأمة والشعب؛ مكتبُه كمنزله، كقلبه، مفتوحٌ للجميع. ابتعدَ عن الصراعات، وحافظَ على علاقاته الإنسانية والودّية بالجميع.
المصدر: