التسمية:
جامع الإمام الهادي.
الموقع:
مدينة صعدة القديمة.
الآمر بالتشييد وزمنه:
الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، سنة 297هـ.
الطراز المعماري:
طراز الجامع المعماري ينتمي إلى المعمار الديني التقليدي اليمني في شمال اليمن.
الوصف:
جامع الإمام الهادي أحد مساجد مدينة صعدة التاريخية، ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة صعدة القديمة، بُنِيَ الجامع في 897م تقريبًا، وسمي باسم الإمام يحيى بن الحسين الملقب بـ(الهادي إلى الحق)، مؤسس الدولة الزيدية. ويعد الجامع أقدم مقر لتعليم المذهب الزيدي في شبه الجزيرة العربية، وقد أسّسه قبل وفاته بسنة واحدة؛ أي سنة 297هـ، وما زال بناء المسجد على قدر قامة رجل وقيل نصف قامة، ثم تولى أولاده عملية استكمال البناء بالشكل والحجم الذي خُطّط له -وهو البناء الموجود اليومَ في الجهة الجنوبية- ليقوم الإمام المهدي علي بن محمد سنة 753هـ، بتوسعته بـ45 مترًا طولًا، و8 أمتار عرضًا.
ثم قام الأمير شمس الدين بن الإمام شرف الدين ببناء الملحق الأمامي للجامع. ويفصل بين الجامع القديم والتوسعة فناء مكشوف، وقد بُنيت مآذن الجامع في هذا الفناء، وتعدّ من أجمل المآذن القديمة في اليمن، تم بناؤها بأسلوب هندسي وطابع معماري مميز عن غيرها من المـآذن.
توجد في مؤخرة الجامع إلى الجهة الجنوبية منه، العديدُ من القباب والمشاهد؛ أشهرها القبة الرئيسية التي بداخلها ضريح الإمام الهادي، وعليه تابوت من الخشب المزخرف، وللتابوت فتحتان علويتان، والقبة مبنية على شكل نصف دائرة تحوي بداخلها نقوشًا مزخرفة، وإلى جانب الضريح العديدُ من الأضرحة لأولاد الهادي وأحفاده وبعض القريبين منه.
يتألف الجامع من صحن مكشوف في الوسط تحيط به 4 أروقة، أعمقها رواق القِبلة، ويمكن الدخول إليه عبر 13 بابًا، وللجامع مئذنتان، الكبرى منهما تقع في الصحن، وتعد من أكبر المآذن في الجوامع اليمنية القديمة؛ إذ يصل ارتفاعها إلى حوالي 52 مترًا، أما المئذنة الثانية فهي صغيرة وتقع في الفناء الجنوبي للجامع. كما يقف المسجد على 50 عمودًا، وتم تقسيمه بحسب بعض المرويات التاريخية إلى محرابين، يفصل بينهما فناء مكشوف، خُصِّص أحدهما للأئمة والآخر للعامة.
كما أنّه من أقدم المساجد/ الجوامع التي تلحق بها منازل للمنقطعين والمهاجرين، بالإضافة إلى أنّه الوحيد الذي تبرز كتلة محرابه عن سمت الواجهة بمستويين وتدرج يقل كلما ارتفع البناء بتصميم يعكس جمال العمارة الإسلامية في اليمن.
كما يحتوي الجامع على العديد من عناصر فنّ العمارة اليمنية، ويوجد فيه أيضًا منبر خشبي هو من أقدم المنابر ذات التاريخ المدوّن، إذ يرجع تاريخه إلى 310هـ/ 922م، إلى جانب 8 تراكيب خشبية حملت صفوفها شتى صنوف الزخارف العربية، بالإضافة إلى العديد من شواهد القبور التي نُقِشت عليها أنواعٌ من الخطوط المحفورة في الحجر، التي توضح إبداع الخطّاط اليمني وقدرته ومهارته عبر العصور الإسلامية، كما تزيّن جدران المسجد زخارفُ هندسية ونباتية وكتابية متنوعة، نُفِّذَت بمادة الجص، بإتقان واضح.
تعرضَ الجامع لأضرار بالغة إثر قصفه بغارات جوية في العام 2015م.
المصادر: