تواترت المعلومات والإشارات عن المؤرخين الإخباريين حول قلعة الدملؤة، نظرًا لموقعها الطبيعي الحصين وإضافة تحصينات دفاعية متينة حولها من قبل حكام الدول التي تعاقبت عليها؛ مما زاد من شهرتها.
الدملؤة، قلعة منيعة من أهم قلاع وحصون جبال الحجرية بدأت شهرتها من أيام حكم بني أيوب ، في القرن السادس الهجري ، وتقع في أعلى مرتفع فوق قرية المنصورة من "جبل الصلو" على بعد (60كم) جنوب شرقي مدينة تعز، و لعبت أدواراً في أحداث الحروب التي شهدتها المنطقة من أيام الأيوبيين مروراً بالرسوليين والصليحيين والطاهريين وبني زريع والأتراك ، وترتفع عن منسوب سطح البحر بـ2000متراً ، و(الدملؤة) هو الاسم القديم قبل التسمية بالمنصورة .
قلعة الدملؤة أو المنصوري في مديرية الصلو اسمها تاريخيا هو الدملؤة ولكن جاء اسم المنصوري لأن كل من تحصن فيها قد أنتصر .وذكرها الهمداني في كتابه وقال عنها بأنها بيت ذخائر الملوك وأموالهم ولذلك سميت بخزانة ملوك اليمن وأنها تطلع بسلم فإذا قلع لم تطلع. ودارت في هذه القلعة العديد من القصص ولعل أكثرها تداولا قصة اهل الجنات مع الدندكي بن أيوب .
ويشير "الهمداني" إلى أن الدملؤة من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها، بما يقول: "قلعة الدملؤة لأبي المغلس في أرض المعافر، وهي تطلع بسلم، فإذا قلع لم تطلع". وفي موضع آخر: "بسلمين؛ في السلم الأسفل منها أربع عشرة ضلعًا، والثاني فوق ذلك أربع عشرة ضلعًا، بينهما المطبق وبيت الجرس على المطبق بينهما، ورأس القلعة يكون أربع مئة ذراع في مثلها فيها المنازل والدوار، وفيها مسجد جامع فيه منبر.
يشير الدكتور محمد يحيى الحداد في كتابه "تاريخ اليمن السياسي"، إلى أن منصور بن المفضل بن أبي البركات سلم محمد بن سبأ ما كان ينضره من المعاقل والمدن التي انتقلت إليه بعد وفاة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي، واتخذ محمد بن سبأ قلعة الدملؤة مقرًّا رئيسًا له
وهذه القلعة ثنية من جبل الصلو يكون سمكها وحدها من ناحية الجبل الذي هي منفردة منه (مئة ذراع) عن جنوبها، وهي عن شرقها من خَدِير إلى رأس القلعة مسيرة ساعتين، وكذلك هي من شمالها ما يصل وادي الجنات وسوق الجؤة، ومن غربها بالضعف في السمك مما عليه جنوبها، وبها مرابط خيل، ومنهلها الذي يشرب منه أهل القلعة مع السلم الأسفل غيل عذب لا بعده وفيه كفايتهم، وباب القلعة في الجهة الشمالية، وفي رأس القلعة عدد من الصهاريج ومساقط مياه القلعة تهبط إلى وادي الجنات من شمالها ثم المأتي شمال سوق الجؤة إلى خَدِير، وفي فترة حكم الدولة الصليحية (439 – 532 هجرية) تمكن الملك علي بن محمد الصليحي من الاستيلاء على قلعة الدملؤة بعد صراع عنيف وحصار طويل لحامية بني نجاح التي كانت مسيطرة على القلعة عام 452 هجرية.
ويعتبرها خبراء في الآثار، من أبرز معالم اليمن الآثارية ومن أحصن حصونها على الإطلاق وتأتي قبل حصن ثلا من حيث المنعة والمكانة والاستخدام عبر التاريخ ما من دولة من دول اليمن عبر التاريخ القديم والإسلامي والمتوسط إلا واتخذها حصناٍ منيعاٍ عصياٍ على الغزو إذا تساقطت كل معاقل اليمن تبقى قلعة الدملؤة عصية على السقوط. والدملؤة كما قال عنها المؤرخ محمد بن علي الأكوع هي قلعة شماء يقصر الوصف عنها وآية في المناعة وصعوبة المرتقى وطالما استعصت على المغيرين واستهزأت بالملوك والسلاطين ورجعوا عنها خاسرين ناكصين.
القلعة التي يؤكد الخبراء أنه لم يتم الاستيلاء عليها قهرا خلال الحقب التاريخية المختلفة تتعرض خلال السنوات الماضية للإهمال وعدم اهتمام الجهات المختصة.
كما يشير الدكتور محمد يحيى الحداد في كتابه "تاريخ اليمن السياسي"، إلى أن منصور بن المفضل بن أبي البركات سلم محمد بن سبأ ما كان ينضره من المعاقل والمدن التي انتقلت إليه بعد وفاة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي، واتخذ محمد بن سبأ قلعة الدملؤة مقرًّا رئيسًا له، وأقام فيها إلى أن تُوفي في عام 548 هجرية، واستمرت بعده سيطرة بني زريع عليها في عهد السلطان عمر بن محمد بن سبأ الملقب بالمكرم حتى عام 560 هجرية، وخلال عهد الدولة الرسولية يشير الخزرجي في كتابه العقود اللؤلؤية إلى أن الملك المظفر يوسف بن عمر استولى عليها عام 648 هجرية، وظلت تحت سيطرة ملوك بني رسول؛ حيث دلت على ذلك الشواهد الأثرية المتناثرة حول الحصن، منها عتبة المدخل المؤرخ عام 778 هجرية، وهي كتلة حجرية ضخمة طولها حوالي 1.8 م، وعرضها حوالي 60 سم مكسورة نصفين عليها كتابة بخط النسخ البارز، تتألف من ثلاثة أسطر، تقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا، أمر بعمارته مولانا ومالك عصرنا السلطان ابن السلطان العالم العادل الضرغام غياث الأنام سلطان الحرمين والهند واليمن، مولانا السلطان الأفضل من الأنام والملك المجاهد أمير المؤمنين العباس بن علي بن دواد بن يوسف بن عمر بن علي رسول، خلد الله ملكه ونصره رفعت العتبة المباركة بتاريخ الرابع والعشرين من رجب الأصم سنة ثمانٍ وستين وسبع مئة، مؤيدًا بالنصر والتوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وتولى الاهتمام بالحصن في الفترات اللاحقة للدولة الرسولية حيث دعي الإمام محمد بن أحمد بن الحسن، المعروف بصاحب المواهب دعا لنفسه عام 1098 من حصن المنصورة بالصلو وأعلن الإمامة خلفًا لأبيه.
المصدر: نتائج المسح السياحي في الفترة (1996- 1999م)، الجزء السادس محافظة لحج – محافظة تعز – محافظة إب، ص76-77.