يضطر سكان مديريات مأرب الجنوبية (الجوبة، رحبة، جبل مراد) للوصول إلى مدينة مأرب، إلى أن يجتازوا أربع محافظات يمنية (البيضاء، ذمار، صنعاء، الجوف)؛ وذلك لزيارة أقاربهم النازحين.
معاناة لا تنتهي سبّبتها الحرب المستمرة بين الحكومة المعترف بها دوليًّا وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين) التي دخلت عامها الثامن، وتضاعفت معها معاناة المدنيين من أبناء مديريات مأرب الجنوبية بعد المواجهات التي أفضت إلى سيطرة الحوثيين على تلك المديريات خلال فترات مختلفة، كان آخرها في سبتمبر/ أيلول 2021.
وترافقت هذه الأحداث مع انعدام للخدمات وتضاعف أسعار الوقود وانفجار ألغام زرعت الكثير منها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، قتلت وجرحت أطفالًا ونساء، حتى المواشي.
كان المسافر من مديرية الجوبة إلى مركز محافظة مأرب يستغرق 50 دقيقة تقريبًا، أما الآن فالوصول يتطلب سفرًا إلى أربع محافظات؛ هي البيضاء وذمار وصنعاء والجوف، وانتهاء بصحراء خطيرة تؤدي إلى مدينة مأرب، في رحلة طويلة ملتوية تستغرق 48 ساعة تقريبًا.
من بين الطرق الوعرة والشاقة، كما يؤكد مواطنون وتجار وسائقو شاحنات النقل التجاري البري يبرز "نقيل الخلا" في منطقة يافع، المطل على وادي يهر، وهو طريق جبلي وعر وخطير، نظرًا للمنعطفات الجبلية الكثيرة بها، وقد تحول بعض سائقي الشاحنات الكبيرة للمرور منه، بدءًا من منطقة العسكرية وصولًا لجبل العر في البيضاء
ويرافق هذه الرحلة، العديد من المعاناة، ابتداءً من التوقف عند نقاط التفتيش داخل المدن، والتي يتعرض خلالها المسافرون لتدقيق في الهُوية قد يصل إلى الاحتجاز لساعات في مراكز توقيف تابعة لجماعة الحوثيين أو قوات الأمن التابعة للحكومة، إلى جانب حوادث السير، كما حدث في فبراير/ شباط 2022، إذ توفِّي خمسة أشخاص، بينهم طفلة وامرأة، وأُصيب ثلاثة آخرين من سكان مديرية الجوبة، بحادث مروري بمنطقة نقيل بن غيلان بمحافظة صنعاء، أثناء سفرهم إلى قرية الجديدة، بمديرية الجوبة.
طريق موازي في البيضاء
كما إن هذه الطريق حتّمت على السكان، بدلًا من نقل مرضاهم إلى مدينة مأرب، حملَهم إلى محافظات البيضاء أو ذمار كمحطات بديلة، ما يُحدِث حالة من الأزمة المالية، بسبب العملة الجديدة التي يملكونها ولا تقبلها هذه المحافظات الواقعة ماليًّا وإداريًّا تحت سيطرة الحوثيين وتتعامل بالعملة القديمة.
من بين الطرق الوعرة والشاقة، كما يؤكد مواطنون وتجار وسائقو شاحنات النقل التجاري البري، يبرز "نقيل الخلا" في منطقة يافع، المطل على وادي يهر، وهو طريق جبلي وعر وخطير، نظرًا للمنعطفات الجبلية الكثيرة بها، وقد تحول بعض سائقي الشاحنات الكبيرة للمرور منه، بدءًا من منطقة العسكرية وصولًا لجبل العر في البيضاء، وهو ليس مهيَّأ للعدد الكبير من الشاحنات التي أصبحت تمر به، وهناك كانت تحصل للسائقين معاناة كثيرة.
اجتماع فتح المعابر
في العاصمة الأردنية عمّان يناقش منذ الأربعاء الماضي 25 مايو/ أيار، ممثلو الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين)، ملفَ فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مع تدشين هذا الاجتماع الذي يعقد في إطار تنفيذ الهدنة التي شارفت على الانتهاء: "لقد عانى اليمنيون لفترة طويلة من أثر إغلاق الطرق"، وهو ما يجعل فتح الطرق عنصرًا جوهريًّا من الهدنة.
وأكد غروندبرغ، أن ذلك سيسمح بلمّ شمل العائلات التي فرّقتها جبهات النزاع، وللأطفال أن يذهبوا إلى المدارس، وللمدنيين أن يصلوا إلى أماكن عملهم والمستشفيات، ولاستعادة حركة التجارة الحيويةَ، داعيًا جميع الأطراف للتفاوض بحسن نية للتوصل بشكل عاجل إلى اتفاق يُسَهِّل حرية التنقل ويؤدي إلى تحسين ظروف المدنيين في اليمن.