وُلد الأديب أحمد محمد الأصنج، وعاش وتُوفّي في مدينة عدن، وهو مصلح، خيّر، تلقى تعليمه في مدينة عدن، ولازم العلامة أحمد محمد العبادي، وتوثقت صلته به أكثر من مطالعاته في فنون العلم والأدب والفكر، فتوسعت مداركه، وقام بتأسيس نادٍ سماه "نادي الإصلاح العربي الإسلامي" في مدينة عدن عمل من خلاله على رفع مستوى الأخلاق، والتصدي للدجل والشعوذة والخرافات والعادات الدخيلة، وتوظيف العاطلين، ونشر العلم، وتوسيع قاعدة المثقفين، وقد حقق في كل ذلك نجاحات كبيرة، وخاصة في الجانب العلمي والثقافي؛ إذ وقف إلى جانب الأستاذ أحمد محمد نعمان في بناء أول مدرسة في بلدة ذبحان- مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، كما عمل على إرسال كثير من الطلاب اليمنيين إلى بلدان عربية وإلى الجامع الأزهر، ومنهم العلامة الأديب محمد بن سالم البيحاني من خلال جمع الأموال من رجال الخير الميسورين، واهتم اهتمامًا خاصًّا بالتعليم، ومناهضة التواجد البريطاني في عدن وغيرها من المدن اليمنية الجنوبية؛ فوضعته السلطات البريطانية تحت الإقامة الجبرية مدة، ثم أطلقته، ومنعته من مغادرة عدن، فكان يقوم بتسجيل اسمه صباحًا ومساءً لدى الشرطة لضمان إقامته في مدينة عدن.
ذكر الأديب أحمد محمد الشامي في كتابه "رياح التغيير في اليمن" أن للأصنج دورًا كبيرًا في إنقاذ الزعيم المغربي عبدالكريم الخطابي المعروف ببطل الريف الذي كان منفيًّا في إحدى جزر المحيط الهندي، وقد رأت فرنسا أن تنقله إلى منفى جديد في فرنسا، ولما مرت الباخرة الفرنسية في مدينة عدن علم الأصنج أن الخطابي موجود فيها، وأنها ستمر بقناة السويس؛ فكتب عددًا من البرقيات إلى عبدالرحمن عزام، ومحمد الخضر حسين، ومصطفى النحاس يعلمهم بالأمر؛ فرتب شيخ الأزهر وعبدالرحمن عزام ومحمد وحسن البنا ومصطفى النحاس، خطة محكمة لتهريب الخطابي مع أهله في قناة السويس، ولجأ الخطابي إلى قصر الملك فاروق، فأجاره؛ وبذلك نجا من منفاه الجديد، ولما أنشأت السلطات البريطانية في مدينة عدن المجلس الأعلى الاتحادي أصبح صاحب الأصنج عضوًا فيه، ولم ينوانَ في مناهضة الاستعمار البريطاني حتى رحل من جنوب اليمن، وأعلن الاستقلال عام 1967، فزج به في السجن ثم أصابه الشلل ومات إثر ذلك.
من مؤلفاته:
المصدر: