شَدْو - منصة خيوط
كلمات: عباس الديلمي
ألحان: عصام الأخفش
غناء: عبد الرحمن الأخفش
مع مطلع الألفية الجديدة، قدَّم الشاعر عباس الديلمي مجموعةً من النصوص الغنائية للفنان الصاعد وقتها، عبدالرحمن الأخفش، لتشكّل عمود ألبومه الأول، الذي انتشر بشكل واسع، ومن هذه الأغاني كانت أغنية "قالوا لي اقنع"، التي قام بتلحينها شقيقه عصام الأخفش، وتقول أبياتها:
قالوا لي اقنع، قلت كيف أقْنَعَك
ومن فؤادي يا قمر، مطلعك
شاخالف الناس كلهم وأسمعك
وأضيِّع الدنيا ولا أضيَّعك
قلبي محلَّك والحشا ملعبك
ارقُص وغنِّي كيفما يعجبك
إن غبت ساعة قلت لا غيَّبك
ومن زهوري كالعطور أجمعك
* *
ما احْلى بياضك من شفاف السواد
غزال مِن مسك امتزج بالزباد
إن همت بعدك أو عدمت الرشاد
ما أفعل بعقلي دون ما أحيا معَك
* *
إن زرت سبَّحنا وقمنا وقوف
وإن غبت صلينا صلاة الكسوف
هذا جمالك لف عقلي لفوف
من يوم ما شاورت له يتبعك
قالوا لي اقنع قلت ما لي قنوع
وأنا بغاني في دلالك ولوع
لو ذبت لأجلك مثل ذوب الشموع
يا غايتي في الناس، ما اودَّعك
* *
قالوا لي اقنع واكتفي بالوداد
قلت التراجع عن هواه ارتداد
ما انا بقانع، واشهدوا يا عباد
وأنت يا مَن نصف عقلي معك
* *
من غيرنا يرقى لما بيننا
كأنما الدنيا لنا وحدنا
ومِن جماله نسَّقَك واعتنى
خالق تجلى عندما أبدعك
* *
بأجفانك النعسَى، وسحر الحَوَر
علَّقت قلبي تحت رمش القمر
شارضى بحكمك، وارتضي بالقدر
وفي الخطأ والصح شاطاوعك(1)
* * *
عن الشاعر
وُلد عباس علي حمود الديلمي، في قرية (الرونة شرعب) في محافظة تعز باليمن، وذلك في عام 1952، حينما كان والده الشاعر علي حمود الديلمي يعمل قاضيًا في المحكمة الشرعية هناك.
تلقّى وهو طفل دروسًا في اللغة العربية والفقه، في الجامع الكبير في مدينة ضوران آنس.
انتقل إلى مدينة تعز في العام 1963، وواصل تعليمه، وحصل على الشهادة الإعدادية والثانوية، وفي 1974 انتقل إلى صنعاء للدراسة الجامعية والعمل، فتخرج من كلية الآداب، قسم الفلسفة، في العام 1978.
انتقل للعمل في الإذاعة، وتدرج في العديد من الوظائف فيها، حتى وصل إلى رئيس لقطاع الإذاعة في صنعاء، في 2002.
تولى رئاسة فرع صنعاء لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين لثلاث دورات، ابتداء من العام 1987، قبل أن ينتخب لدورة واحدة نائبًا للأمين العام للاتحاد في العام 1993.
له العديد من الإصدارات الشعرية الغنائية والفصيحة، ومنها ديوان: "غنائيات"، و"اعترافات عاشق"، و"وحدويات"، "أولو البأس"، و"قراءات في كهف أفلاطون".
غنّى قصائده فنانون يمنيون معروفون، مثل: علي الآنسي، وأحمد السنيدار، وعلي السمة، وأيوب طارش، وعبدالرحمن الأخفش؛ إلى جانب: الفنانة أمل عرفة، وفهد يكن، وعبدالرزاق محمد، وسونيا مقداد، من سوريا.
عن الفنان
عبدالرحمن الأخفش، من أسرة فنية معروفة، وهي أسرة الأخفش، ابتداءً من الجد الفنان قاسم الأخفش الذي كان مدرسًا وحافظًا للقرآن الكريم، وفنّانًا كبيرًا مارسَ الفنّ ملحنًا ومطربًا، واشتهرت له أغانٍ عاشت في الوجدان اليمني حتى الآن، مثل: "الله لطيف"، "ليت الهوى بيننا ما فتح أبوابه"، "أهلًا وسهلًا بمن فاق القمر"، "إلى من أشكو الهوى".
يقيم عبدالرحمن الأخفش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات طويلة، ويعتبر ألبومه المعنون "اعشَق ويا الله" -الذي ظهر مطلع الألفية واحتوى على أغانٍ مميزة، منها: "نقسم الحب نصفين"، و"قالوا لي اقنع"، و"أخضر خضاري"، و"عشاق"- عنوانًا بارزًا للاتجاه الشاب للأغنية الصنعانية.
___________________
(1) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي، صنعاء، الطبعة الأولى، 2005، الجزء الخامس، صفحة (110 و111).