التسمية:
مسجد العباس بأسناف
الموقع:
قرية أسناف بخولان (تقع على تل صخري، يبعد 25 كلم جنوب شرق العاصمة صنعاء).
الآمِر بالتشييد وزمنه:
يعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى سنة 1125م. وأمر ببنائه موسى بن محمد العطي، في عهد الدولة الصليحية.
الطراز المعماري:
بُني بالطراز المعماري التقليدي اليمني.
الوصف:
المسجد عبارة عن مبنى مستطيل الشكل، طول ضلعه (7,25 أمتار)، وعرضه (6,30 أمتار)، يفتح فيه مدخلان؛ أحدهما يقع في جداره الغربي، والآخر في جداره الجنوبي، وقد اتخذ كل مدخل شكلًا مستطيلًا يعقد على كل منهما عتب من الحجر، يعلو كلًّا منهما حنية ذات عقد مدبب، فتحت فيه نافذة مستطيلة الشكل، زُينت جوانبها بزخرفة هندسية، تتكون من مستطيل أدنى يعلوه أشكال مثلثات، ويصعد إلى المدخل بدرجتين، ويغلق عليه باب من الخشب، يتكون من مصراعين، كما يفتح في الجدار الشرقي أربع نوافذ لدخول الضوء والهواء إلى المسجد.
وقد استخدم معمار مسجد وضريح العباس أحجارَ مبنى قديم كان قائمًا مكانه، وهو مبنى يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام، حيث تشير طريقة البناء والنقوش المسندية إلى أنه كان معبدًا لأحد الآلهة اليمنية القديمة، وقد بُني الجزء السفلي من "المسجد - الضريح" بالحجارة الجيرية الضخمة المشذبة من الخارج، إذ يشاهد على بعضها كتابات -نقوش- بخط المسند، وقد تم عمل ملاط من الجص والنورة بين مداميك الأحجار، لزيادة قوة تماسك الجدار.
استخدمت في المعمار أعمدة مكونة من أكثر من قطعة، ويوجد نوعان؛ منها الأسطواني، ومنها المضلع، وغلب على تلك الأعمدة: الأسطوانية، بينما نجد اثنين، فقط: مضلعين، ويقعان إلى الجنوب من بيت الصلاة، وتحمل هذه الأعمدة تيجانًا اتخذت أشكالًا مختلفة، منها الشكل المربع، ومنها المدور المزين بزخرفة التسنين، التي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام، سواء الأعمدة أو التيجان، إذ تتشابه هذه الأعمدة وتيجانها مع ما وُجد في أعمدة المعابد في مأرب والجوف.
وتحمل هذه الأعمدة وتيجانها سقف المسجد "الضريح" مباشرة دون عقود أو أقواس، حيث استعاض البناء بعمل عوارض خشبية من جذوع الأشجار لتربط بين الأعمدة ببعضها وحوائط المسجد؛ مما جعلت السقف يقسم إلى بلاطات مربعة كوّنت مصندقات خشبية، زُينت بالزخارف.
ينسب "المسجد - الضريح" إلى العباس، وهو شخص نسبه غير معروف، إذ لم يعثر له على ترجمة في كتب التراجم أو المصادر التاريخية، إضافة إلى أن اسمه لم يكتب على الشريط الكتابي الذي يزين أسفل السقف من الداخل، الذي ينص على: "من ما أمر بعمله السلطان الأجلّ (موسى بن محمد العطي) أدام الله عزه"، والسلطان الذي أمر بعمارة المسجد -أيضًا- شخص غير معروف في المصادر التاريخية، ولكن الشريط الكتابي المكتوب في سقف المسجد من الداخل، ينص على: "عُمل سقف هذا المسجد المبارك في شهر ذي الحجة من سنة (تسعة عشر وخمس مئة)"؛ أي إنه عُمل في عهد الدولة الصليحية في الفترة التي كانت تحكم فيها السيدة "أروى بنت أحمد الصليحي" (440-532 هجرية/ 1049-1138 ميلادية)، وفي تلك الفترة كانت هناك قوى تتنازع السيطرة على اليمن مع الدولة الصليحية؛ ولذلك فقد رجح الدكتور علي سعيد سيف، أن السلطان موسى لم يكن بإمكانه أن يعلن اسمه وسلطته حتى يسمع أو يعرف به المؤرخون وكُتّاب التراجم الذين عاصروه وأرّخوا لتلك الفترة، أمثال: عمارة اليمني، والحمادي، والجندي، والخزرجي، لذلك لم يشيروا إليه في كتبهم، وربما أن هذا السلطان كان أحد مشايخ المنطقة، ولقّب نفسه بالسلطان، وكان سنّي المذهب بين دويلات شيعية، كالصليحية، والزيدية، وبني حاتم. وقد أقام ذلك السلطان، هذا المسجد للشيخ العباس، المدفون فيه.
مصدر الصور في المادة:
AKDN - Reha GUNAY