كنت ماشيًا في سوق الطويل لا أنوي على شيء. فجأة خطرت على بالي زيارة سوق الصيد. ياه، كم مرّ من العمر لم أدخل فيه إلى هذا السوق الحبيب إلى نفسي! أكثر من ثلاثين عامًا، انقضت على آخر مرور لي بهذا السوق، أتذكر أني في تلك الزيارة الأخيرة دخلت من البوابة المواجهة لما كان يعرف بعيادة خالد. لكن حينها كانت البوابة قد شُوِّهت ببناء شاذّ شيدته مؤسسة اللحوم، ثم تحول فيما بعد وبصفقة فساد إلى ملكية أحد الجزّارين الذي كان يستأجر جزءًا متواضعًا داخل السوق. وأتذكر كذلك أني كنت أحد زبائنه، حينها كان سعر كيلو اللحم متواضعًا جدًّا بما لا يقاس بسعره اليوم.
كنت طفلًا منذ بدأت أرتاد "سوق البلدية"، هكذا كان اسمه الرسمي، لكن اعتاد الناس على تسميته بسوق الصيد. وعادة ما تنتصر إدارة الناس. وقد غلبت تسمية سوق الصيد بالرغم من أنّ السوق كان قسمين؛ أحدهما للسمك والآخر خاصّ باللحوم. كان القسم الخاص بالسمك يطلّ على ساحة الفل، بينما الخاص باللحوم يطل على بوابة عيادة خالد.
وللسوق أبواب كثيرة في كل الاتجاهات؛ أحدها يذهب بك باتجاه القطيع، وآخر يخرجك إلى سوق الخضروات ومفارش بيع الفحم والتمباك. ومطعم (القرن)، الذي يجيد طباخة الصيد بطريقة لا يجيدها سواه. ومن هناك باب صغير يقودك إلى سوق الخضار الذي التهمه القات.
من هذا الباب، تمتد درجات نحو الأسفل حيث يقع المسلخ. على طفولتي، كانت أعمال النظافة لا تتوقف في السوق أو المسلخ التابع له. كان المكان يشع نظافة. كانت رائحة الصيد تشق طريقها نحو أعماق الزائر الذي يظل يستنشقها إلى أبد الآبدين.
سنوات كثيرة اعتدت فيها ارتياد سوق الصيد. عادةً كنت أشتري الصيد، كان أكبر مبلغ أبتاع فيه (ثلاثة شلن). أما أيام الجُمع فكانت مخصصة لشراء اللحوم ومشتقاتها. لم تكن حينها الدواجن قد وجدت لنفسها مكانًا هناك. على كل حال، لم نكن نشتري الدجاج إلا نادرًا، وكانت تباع خارج السوق، بموازاة باعة الفحم، أما البيض البلدي فكان يباع في محلات خاصة، بينما يباع البيض العادي عند الشحاري (كان يطلق على كل بقالة اسم "الشحاري"). نسبة لتجار مدينة الشحر والتجار الحضارم عمومًا.
حمّى الاستيلاء
يقال إنّ السوق يعود للخمسينيات من القرن الماضي، وقد صمّم ليكون بمثابة قلبٍ للمدينة. وبالفعل فقد شكّل المبنى مركزًا للمدينة (عدن)، تلتقي على أبوابه جميع الطرق.
ما يجمع الكثير من العسكريين والإعلاميين بل والمثقفين، إلى جانب قسوة الظروف، هو ولاءاتهم المتعددة لغير الدولة، لم يكونوا قطّ منافحين عن فكرة الدولة، بل عن مكونات وانتماءات وأشخاص وزعامات... وهل كانت لنا دولة؟ الدولة لا تحرم أبناءها
هذه المرة الأولى في حياتي التي فكرت فيها في كيفية التقاء جميع طرق عدن في نقطة مركزية واحدة. في بؤرة تتجه إليها كل خيوط الحياة من جميع الاتجاهات كي تلتقي، ومعها يلتقي الناس، كلٌّ حسب ضالته.
هي عبقرية الهندسة والمهندس وجلال الكمان وهيبته. لا بد أنّ ذلك المهندس الذي وضع التصميم العبقري للمدينة كان يتذاكى على ضيق المكان، وجعله فسيحًا رحيبًا، لا يمكن أن يضل فيه العابر أو القاطن، أو يتعثر، لقد أراد المصمم الاستفادةَ القصوى من المكان حتى إنك لا تجد مساحات خضراء إلا نادرًا، ولكن المهندسين قد استعاضوا عن ذلك بانسيابية المخطط التي توفر قدرًا معقولًا من ممرات الهواء، ويبدو أنّ المتطلبات البيئية الحديثة لم تكن قد ظهرت عند تخطيط المدينة. لكن يجب ملاحظة أنّ ما نراه الآن من ضيق للشوارع و"الزغاطيط" لم يكن بهذه الحدة في مطلع القرن الماضي، فقد كان التخطيط قياسيًّا يتناسب ومعايير تلك الفترة.
إذا قررت سلوك شارع الملكة أروى من العقبة، فستصل إلى ساحة البنوك. وإذا تحركت يمينًا فحتمًا ستصل إلى مواجهة سوق البلدية. وإذا قررت دخول الخساف، فلا بد أنك ستصل إلى مواجهة أحد الأبواب الشمالية للسوق، بمجرد عبور حافة الهنود أو أيٍّ من الشوارع القاطعة لها.
من الطويلة إذا سلكت الشارع الممتد أمام مسجد الهدى متجاوزًا مسجد العراقي، فستصل إلى محاذاة ما عرف سابقًا بعيادة خالد، وستكون وجهًا لوجه مع البوابة الغربية للسوق.
أسفل هذه البوابة، تمتد قناة لتصريف مياه الأمطار، في زمن ما كانت القناة تقطع المسافة حتى تلتقي بالقناة التي تمتد خلف مبنى الضرائب، وتدخل نفقًا تحت الطريق، مارة أسفل البنك الأهلي لتتجه نحو البحر.
في مطلع التسعينيات، نشطت في عدن حمّى الاستيلاء على مجاري السيول بصورة رسمية وجنونية، ساهم في ذلك كلُّ "أحمر عين". لقد تأثرت المدينة بسبب ذلك خلال أمطار 1993 أو ما تلاها، وحتى هذه الأيام هي عُرضة لأضرار كبيرة نتيجة العبث بعدن من كل هاوٍ. باختصار يمكنك أن تصل السوق من أي نقطة في المدينة تختارها بنفسك دون أن يعيقك أي عائق.
لقد امتلك المهندس فكرة بسيطة عميقة وعبقرية جعلت حركة الناس سلسة وسهلة. وعلى بساطتها فإنك لن تجد أي شبيهٍ لها عند المهندسين اللاحقين. (يمكنك أن تزور كل المخططات العمرانية الحديثة على طول البلاد وعرضها)، ولكنك قطعًا لن تجد الانسيابية والأناقة والنعومة في التخطيط.
جميع المخططات العمرانية لا تحمل أي فكرة أو قيمة جمالية، كل ما ستجده هو خطوط مستقيمة ومتقاطعة بصورة حادّة تكسر النفس وتجرح البصر بسبب زواياها وانكساراتها الحادة، ولا توصلك إلى أي هدف دون أن تبذل الكثير من الجهد والوقت.
بينما أنا غارق في منولوجي الداخلي حول هذه المدينة وهندستها، إذا بي أحس يدًا توضع على كتفي مع صوت أليف يحدثني:
- "هيا مالك سرحان يا(بن ...)"، قال صاحب اليد وما زال خلفي.
- "والله، يا أخي، لأول مرة أركز أن كل الطرق تؤدي إلى سوق الصيد بدون صعوبة"، قلت له.
- "والله، تصدق حتى أنا ما قد فكرتش بهذا الموضوع، لكن كلامك صدق"، قال صاحبي.
- كنت قد عرفت صديقي هذا. هو أحد زملاء الدراسة الابتدائية وما بعدها. تفرقت بنا السُّبل كُلٌّ في طريق. كان حظه أن يلتحق بالسلك العسكري، بينما سرت في طريق مختلف.
- "طيّب، ذحّين عرفتنا ولا قدك زهايمر؟"، قال صاحبي.
- "أيش، تتهابل؟"، "أنت فلان بن فلان بن فلان، كنت بصفي في مدرسة جمال عبدالناصر في الخساف"، رددت عليه.
- "ما شاء الله عليك، حسبت أنك نسيتنا بعد هذه المدة الطويلة"، ردّ علي.
أخذنا بعضنا بالأحضان، ولكن هالتني حالته التي وصل إليها. لم يتبقَّ من صديقي القديم غير ضحكته المجلجلة المميزة عن بقية الزملاء، لكن جسده أنهكه الضغط والسكر وسوء وضعه الذي يشاركه فيه زملاؤه الآخرون من المؤسسة العسكرية من أبناء عدن الذين يتم إقصاؤهم كلما أطلقت البندقية تحدث أخبارها، ليحل مكانهم القادمون من الفجاج البعيدة.
دخول السوق
من الصعب الحديث عن العسكري ابن المدينة الذي خدم بنظافة يد، ثم يجد نفسه على القارعة براتب تقاعدي لا يكفي ثمنًا للعلاج، فما بالك ببقية نفقات المعيشة. راتب لا يصل إلا بين حين وحين. وأنا في تأملي هذا تذكرت كثيرًا من زملائي الذين فتكت بهم الأمراض وقهرتهم قساوة الحياة وجحود من يطلقون على أنفسهم لقب (الدولة)_ تذكرت مثلًا المصور التلفزيوني محمد العبسي، الذي فقد ذاكرته ولم يأبه لحاله أحد، ومحسن يسلم عبدالرسول الذي افترسه المرض وحيدًا ثم انتقل إلى باريه، وخلود خيطة في وحدتها المرضية، وعبدالله الظافري، ونجيب يابلي، أتذكر صديقي حمزة راوح. أتذكر بألم مصير محمد علي سعد وأحمد الحبيشي، بصرف النظر عن اختلافنا مع الأخيرَين لكن الواجب الإنساني شيء مختلف، لا علاقة له بوجهات نظرنا حول مختلف القضايا.
ما يجمع الكثير من العسكريين والإعلاميين، بل والمثقفين إلى جانب قسوة الظروف، هو ولاءاتهم المتعددة لغير الدولة، لم يكونوا قطُّ منافحين عن فكرة الدولة، بل عن مكونات وانتماءات وأشخاص وزعامات... وهل كانت لنا دولة؟ الدولة لا تحرم أبناءها.
من الصعب مقارنة وضع صديقي العسكري بالعابرين على مدينته وأثناء عبورهم غنموا كل شيء، وخسر هو كل شيء.
حدقت في صديقي مطوّلًا، ونزلت دمعة من عيني مجتازة كل خطوط العمر برشاقة وحزن وألم، لا أعرف إن كانت الدمعة على صديقي أم على نفسي أم على البلاد، لكنها بالتأكيد علينا جميعًا.
- "طيب إيش اللي خلاك "تعلّق" على الطرقات"، قال صاحبي.
- "ولا شي. بس أجت على بالي فكرة أدخل سوق الصيد، قدنا فقدان له، ولي أكثر من ثلاثين سنة ما دخلتوش"، قلت مجيبًا.
- "والله إنك على نياتك".
- "كيف يعني؟".
- "يعني السوق اللي تتكلم علو ما عاد هلوش!".
- "ذحّين أنت بعقلك؟ كيف ماعد هلوش؟".
- "خلاص خلاص ما عاد با أناقشكش، با ندخل سوا وبعدين با تعرف".
طبعًا كان هذا حلًّا لإيقاف الجدال بيننا، بخصوص السوق.
اخترنا أحد الأبواب الشمالية لدخول سوق الصيد. أو بالأصح جاء اختياري الدخول من الباب الذي اعتدت الدخول منه منذ الطفولة الباكرة.
دخلنا من الباب المواجه لمسجد العجل، وبالمناسبة هذا (اسم على مسمى) لا تكاد تشعر بالفرق بين أذان الظهر والفروغ من الصلاة. أحيانًا بالكاد تلحق التسليم.
تجاوزنا المفارش المبسوطة من جانب البوابة. لم تعد كحالها حين رأيتها منذ زمن غابر. الكثير من الملامح اختفت. حتى مطعم القرن فقد بريقه إلى نفسي، لم تعد تنبعث منه تلك الرائحة الزكية التي اعتادت التغلغل في خياشيمي وتوقظ فيَّ وخزات الجوع.
ما إن اقتربنا من بوابة سوق الصيد حتى داهمتني صليات من الروائح الكريهة المتعاضدة التي شكلت ما يشبه العصابة الإجرامية التي تهاجم كل الحواس وتشل قدرتها.
تعثرت خطواتي على الدرجات القليلة أو قل ما تبقى منها، وكدت أقع من الزلق الذي راكمته السنون.
لقد كان صاحبي محقًّا؛ لم يعد للسوق التي أعرفها من وجود. حينما تدلف الآن إلى السوق تضرب رائحة النشادر حاسة الشم لديك، حتى إنك بعد هنيهة لا تعود قادرًا على تمييز أي رائحة من كوكتيل الروائح المنبعثة من جنبات السوق، روائح من كلِّ ما تتخيل من العفونة والكراهة.
ذات زمن، كان البعض يعرج على سوق الصيد أولًّا، وهناك لا توجد غير رائحة الصيد والبحر، ويخيل لك أن هدير البحر وأمواجه تشق طريقها إلى أذنيك عبر القواقع المفروشة بأناقة أمام الباعة الذين تفردوا ببيعها عن البقية.
بعد أن يلف هذا البعض على مفارش السمك وينتقي ما أراد أو ما جاء لأجل شرائه، لا ضير أن يقوم بجولة في الجزء الخاص باللحوم لإشباع الفضول ليس إلا؛ لأن هدف التسوق هو الصيد.
إذا أراد المتسوق شراء بعض الخضار فعليه أن يتجه نحو البوابة الشمالية المؤدية إلى سوق الخضار، وهناك تمتد مفارش لا حصر لها، تبيع أنواع الخضار المعروضة بأناقة وذوق لم يعد لهما من وجود.
أما إذا أردت أن تبتاع بعض الفاكهة، فبمقدورك الشراء من أصحاب (الجواري) المتوزعة في فراغات معينة لا تعيق أحدًا عن الحركة. في العربات تجد ما تحتاجه من الفاكهة أو ما توفر في زمن لاحق. هذه العربات تظل في أماكنها المعتادة حتى وقت متأخر من الليل. هي نظيفة بذاتها كما هي حالة البائع.
كان صاحب الجاري (عبده حسن)، يقف طوال يومه في "الزغط" الواقع بين عمارة يوسف خان وبيت "فيزو" وكان يستقبل زبائنه بابتسامة ووجه بشوش، ربما كان يعرف زبائنه بالاسم.
لن يكون بوسعنا معرفة أن جولة الفل أصبحت جميلة ورائعة وبهية بعد إتمام المشروع إلا بالنظر إلى حالة سوق الصيد لنتأكد بأنفسنا، ونقول: هذا جميل، وهذا قبيح؛ كي نرضي غرور البعض. لكن وحتى مع هذا، فليس هناك من ضمانة ألا تتحول الجولة نفسها في لحظةٍ ما إلى موضوع للفيد
كان عبده حسن -هو نموذج للباعة في تلك الأيام- يلبس يوميًّا -تقريبًا- بدلة نظيفة مكوية، لم أراه يومًا يلبس ثيابًا متسخة. وكل أسبوع يأخذ ملابسه إلى الدوبي (المغسلة بمصطلح اليوم)، الذي لا يبعد عن مكانه إلا أمتارًا قليلة.
قال لي محمد موسى (مدير صحة البيئة السابق) ذات صيف، إنّ الأسواق تعتبر ملكية حصرية لبلدية عدن. وكانت هذه الأسواق موردًا ماليًّا مهمًّا للبلدية وأنشطتها. وكانت البلدية تقوم بصيانة دورية للأسواق من ذلك المورد؛ لأنها كانت تقوم بتأجير المفارش مباشرة للباعة بدون وسيط. لذلك حافظت السوق، ليس فقط على نظافتها بل وعلى حالتها الهندسية والمعمارية الفردية، وعلى تخصصها.
كان من المستحيل أن تجد بائع الخضار في سوق الصيد أو اللحوم.
مسكينة عدن. بعد الإطاحة أغلب كوادرها أنيطت بغير أهلها.
الكثير ممن يتولى الأمر في المدينة يفتقد معايير كثيرة؛ منها: الجمال الداخلي والنفسي، ومفهوم المدينة والمدنية، والأكثر من ذلك: فقدان الولاء للمدينة. لم يرَ العابرون على عدن أي بأس من تجريد البلدية من ممتلكاتها وتحويلها إلى غنائم لبعض الطفيليين ما دام ذلك سيعود عليهم بالمنافع.
بخلت السلطات المتعاقبة على "سوق البلدية". واستمر النهب لموارد السوق، وخرج عن وظيفته الأساسية ليتحول إلى ثلاجة لأحدهم، الثلاجة أتت، إلى جانب عوامل، على ما تبقى من السوق.
كانت إحدى الهيئات الدولية كما علمت، قد أدرجت سوق البلدية في عدن ضمن مشروعاتها لإعادة إعماره وإحيائه. لكن "الهوامير" أبَوا ذلك. اليوم "سوق الصيد" مطروح كموضوع للنهب لمن يثبت جدارته أنه الأقوى والأقدر على ابتلاع السوق بما فيه.
طرق المماحكات
اليوم تنشغل السلطات في عدن بجولة الفل الواقعة أمام "سوق الصيد". السلطات تريد، حسب شعارها، جعل المكان مزارًا للناس. ومرة أخرى تتدخل إحدى المنظمات للمساعدة.
يفوز مشروع الشاب حسن مستر حمود –الشاب لا يحتاج للتعريف بأنه عدني كما يحلو للبعض أن يفعل، فالاسم أكثر من كافٍ- أُشيد بمشروعه والكلُّ تحمس ظاهريًّا، لكن القلة كان حماسها حقيقيًّا حيال هذا المشروع. لا أتوقع أن تزاح من أمامه المعوقات الروتينية والمماطلات الإدارية والمماحكات المختلفة، ولكني أتوقع الإنجاز المبدع للمشروع برغم كل شيء.
المزعج في الأمر برمته هو أنّ الكثيرين لا يجيدون تميز الأشياء إلا بأضدادها. البعض لا يصدق بالنحلة إلا بوجود الذبابة. والنظافة لا يشعر بها إلا إذا تكدست القمامة على مقربة.
ولن يكون بوسعنا معرفة أن جولة الفل أصبحت جميلة ورائعة وبهية بعد إتمام المشروع إلا بالنظر إلى حالة سوق الصيد، لنتأكد بأنفسنا ونقول: هذا جميل وهذا قبيح كي نرضي غرور البعض. لكن وحتى مع هذا فليس هناك من ضمانة ألا تتحول الجولة نفسها في لحظةٍ ما إلى موضوع للفيد.
لقد تحولت المدينة كلها -تقريبًا- إلى سوق فوضوي لكل شيء، ولم يعد مهمًّا إن كانت كل الطرق تؤدي إلى سوق الصيد، فلم تعد كل الطرق تؤدي إلى روما.