تنتظر عدن المتخذة عاصمة مؤقتة للحكومة المعترف بها دوليًّا، تباشير الآمال بالسنة الجديدة، والتي يُعدّها البعض سنة الخروج من النفق المظلم، نفق الحرب الدائرة منذ سبع سنوات مخلِفةً دمارًا هائلًا على كافة المستويات.
وبعد عام صاخب عاشته عدن ومختلف المدن اليمنية، مع توترات الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية، والأهم انهيار العملة المحلية وتفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية، ينتظر الناس أن يحمل العام الجديد 2022، رياح التغيير لهذه الأوضاع المتردية، وأن تتحسن حياتهم ومعيشتهم التي أصبحت في منتهى الصعوبة ولا يستطيعون تحملها.
تعقيدات مؤثرة
يشرح لـ"خيوط"، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن شكري عبدالشكور، بالقول: "إن كل القضايا في حياة الإنسان مرتبطة بخيط رفيع لا تستطيع أن تقطعه وبرغم التعقيدات الجارية في حياة الإنسان، ترتكز بعض القوى كتكتلات تؤثر وتتأثر بالإنسان".
يضيف: "لنأخذ الشأن اليمني كمثال، فمنذ لحظة انطلاق الحرب، والمعاناة والأسى في ازدياد في كافة أوجه الحياة، وفي كل لحظة نقول فيها إن هناك بوادر حقيقية في التفاوض بين الفرقاء في الصراع اليمني، تعود بعد أيام قليلة، لغة الصراع إلى مربعها الأول".
آمال عريضة بأن يكون 2022، عام الاستقرار ونفض الغبار وإعادة بناء ما تدمر، وفتح صفحة جديدة ليعود اليمن إلى طريق السلام
وبرغم الأحداث الكثيرة والتي عصفت بالبلاد منذ سبع سنوات، إلا أن بصيص الأمل لدى سكان عدن مرتفع بالسنة الجديدة، كما تراها الناشطة في المجتمع المدني، رفأ محمد سعيد.
وتشير رفأ لـ"خيوط"، إلى أن الفرحة العارمة التي اجتاحت ربوع اليمن بشماله وجنوبه، إثر فوز منتخب الناشئين ببطولة كأس غرب آسيا في أواخر هذا العام، يؤكد وبوضوح حاجة هذا الشعب إلى الأفراح والتي لم تعرف طريقها إليه منذ أواخر شهر مارس/ آذار عام 2015.
طريق السلام
ترتكز الآمال دومًا على معطيات تثبت بالبرهان صحة هذه الآمال، وقد اعتاد اليمنيون على رؤية بصيص النور رغم العتمة التي يواجهها معظم سكان البلاد.
وتبين الأكاديمية شذى شهاب، أستاذة التاريخ بجامعة عدن، أنه في عز الأزمات والكوارث تُخلق الحلول، وكأن إطار التاريخ يعود بفلسفته بطريقة لولبية تتشابه بالأحداث ولا تتشابه بالتاريخ، فكم من أزمة في التاريخ حين استعصت وتعقدت أكثر وأكثر، تأتي فُجَاءَة الحلول.
وتأمل شذى أن يكون العام القادم عامَ نفض الغبار وإعادة بناء ما تدمر، وفتح صفحة جديدة ليعود اليمن إلى طريق السلام.
وفي الصدد نفسه، تؤكد الإعلامية مهجة البان، في حديثها لـ"خيوط"، أنها متفائلة جدًّا بحلول السنة الجديدة، وخاصة بعد الانخفاض الذي طرأ على سعر صرف العملة المحلية، وضبط الأمن وانتشار السكينة بين أبناء عدن، إذ لديها كما تقول، الكثير من المشاريع لتطوير الذات ووضع أهداف لبَدْء حياة جديدة.
إضافة لإعادة التقييم بعد كل شهر من السنة الجديدة من أجل الاستمرار في تطوير الذات والبيئة المحيطة بقدر الإمكان والوصول إلى الأهداف الممكنة وإسقاط الصعبة، واستبدال أي هدف بآخر مع استمرارية مراجعة سنوية لإنجازات العام الماضي.
وتشدد على ما مر به جميع اليمنيين خلال السنوات القليلة الماضية بظروف صعبة من حرب وتدهور معيشي وانهيار العملة وفقدان ووداع وفراق، إلى جانب انتشار "كوفيد-19"، والذي كان من أصعب مراحل الضغط النفسي.
من هذا المنطلق، جربت التأمل وزيادة الوعي الروحي وهو ما ستعمل عليه وتنصح الجميع به في العام الجديد، إذ يجب عدم فقدان الأمل والعيش عليه بعيدًا عن زخم الحياة والضوضاء، والاتجاه للأشياء التي تجلب السعادة بالتركيز على المستقبل ومساعدة الآخرين.