(1934 - 20/ 4/ 2022)
وُلد العلامة عبدالرحمن قحطان في قرية الأصروم- عزلة الأفيوش من بلاد العدين، وهو تربوي، درس على يدي أبيه وأخويه محمد قحطان وعبدالله قحطان، ثم رحل إلى مدينة جبلة، فدرس فيها ست سنوات، أخذ فيها عن عبدالرحمن يحيى العنسي، وحميد قاسم عقيل، وعبدالمجيد عبدالوهاب المصنف، وولده محمد عبدالمجيد المصنف، ومحمد يحيى مرشد، وأحمد حسين الشامي، كما درس في شرعب على أيدي عدد من العلماء منهم سعيد مصلح، وخالد محسن المخلافي، وسعيد غالب المخلافي، ومن شيوخه في مدينة تعز: إبراهيم عقيل، ومحمد يحيى الحسيني، وأحمد عبدالجواد الأزهري، ومحمد حزام المقرمي، ومحمد سالم البيحاني، ومن شيوخه في مدينة صنعاء: محمد بن إسماعيل العمراني، وأحمد بن أحمد سلامة، ويحيى الفسيل، كما درس علم الخط على يد العلامة أحمد عثمان الصلوي.
التحق بالدراسة النظامية، فحصل على الثانوية العامة القسم الأدبي، ثم حصل على دبلوم معلمين عام 1975، ثم حصل على شهادة الليسانس في الشريعة والقانون من جامعة صنعاء عام 1977.
عمل مدرّسًا ثم موجّهًا لمادة اللغة العربية في مدارس مدينة تعز، ثم انتُخب عضوًا في مجلس النواب عام 1993، وهو إلى جانب ذلك مداوم على تدريس طلاب العلم، وله جيل كامل من التلاميذ النجباء بمحافظة تعز ومشاهير مثقفيها، كما له مشاركات اجتماعية، فهو عضو في عدد من الجمعيات العلمية والخيرية، وعضو في جمعية علماء اليمن، وعضو في مكتب الإرشاد، وعضو في الهيئة العليا لتعليم القرآن الكريم.
من مؤلفاته:
مساحة مشعة بالعلم والتواضع
مثّل الشيخ قحطان مساحة واسعة من ذاكرة مشعة أثرت عشرات السنوات على الحياة والناس في تعز، وفي اليمن عمومًا، وأثرت في الآلاف من تلاميذه من كل مكان.
تحدث عنه كتاب ومثقفون بالإطراء والإعجاب والإشادة بمثل هذه القامات التي كان لها حضور مؤثر في المجال العام يتجاوز الخطابة في الجوامع، حضور حددته السمات الشخصية والثقافة الدينية الوسطية المعتدلة.
يؤكد كثير ممن عايشوا جزءًا من حضوره أنّ الناس كانوا يتسابقون إلى الاستماع إلى خطبه ويخرجون منها مبهورين من لغة الخطاب والفصاحة والأسلوب السلس الذي يطرق ما هو مفيد للناس من قيم يجمعون عليها ويحتاجونها في حياتهم اليومية. لم يكن الخطاب التحريضي المحموم وشخوصه قد غزا الجوامع بالجهلة والمتطرفين، والذي نحصد اليوم ذروته ووجهه الآخر تعصبًا وجهالةً وتجهيلًا.
الكاتب الصحفي المعروف حسن العديني قال عن الشيخ قحطان: "على مدار ستة عقود تعلمَت أجيالٌ متعاقبة على يديه، أبرز نجوم المجتمع في كافة المجالات وألمع رجال السياسة من مختلف التوجهات؛ أولئك كلهم أو أكثرهم مرّ من حلقة الدرس العامرة في جامع الغفران، كما تعلمنا منه قواعد اللغة والفقه والحديث في جامع شلف الأثري المعروف قبل أن ينتقل إلى تعز ويتابع الرحلة الحافلة الطويلة مع المريدين والمحبين وطلاب العلم".
الإعلامي والشاعر أحمد الشلفي تطرق إلى علاقته بالشيخ قحطان، "كان الشيخ بالنسبة لي أكثر من معلم ومربٍّ وكان لي والدًا كريمًا في فترة مهمة من طفولتي وبدايات حياتي، وعلى يديه حفظت القرآن وكثيرًا من المتون في الفقه والنحو والأصول وغيرها من العلوم".
أضاف أنه من خلال مرافقته مدة طويلة: "خبرت الناس والحياة وتعلمت الكثير، فلم يكن فقط داعية بل كان خطيبًا ومصلحًا اجتماعيًّا ذائع الصيت وعضو برلمان سابق، وله يد خير في كثير من المشاريع الخيرية في عموم اليمن، وقد عرفت بنفسي اعتداله ووسطيته وقربه من البسطاء".
أما الشيخ محمد حمود الأهدل، فيتحدث عن معرفته وقد عرفته عن قرب يحب العلم وأهله، وقد أفنى حياته في نشـر العلم تدريسًا في المدارس الحكومية وفي بيته وفي مسجده ومطالعًا لكتبه في منزله، وعاش مع الناس لحل قضاياهم الاجتماعية ومساعدًا لهم في تجاوز احتياجاتهم الاقتصادية .
عرفته مساجد تعز خطيبًا ومحاضرًا وموجهًا ومرشدًا، عرفته المناسبات الإسلامية موجهًا للشعوب بأهمية المناسبات ومذكرًا لها بكيفية العيش معها. عرفته الناس بتواضعه ودماثة أخلاقه .
يشير الأهدل إلى أن الشيخ عبدالرحمن قحطان اخترق بمنهجه الدعوي المجتمع، ورفض الحواجز الفكرية والسياسية والمذهبية، فأحبه الناس على اختلاف ميولاتهم الفكرية والسياسية. كان لا يسمع بمرض شخصٍ عرفه أو أخبر عنه إلا وزاره، ولا يسمع بموت شخصٍ عرفه أو أخبره عنه أحد إلا وحضر مشيعًا أو معزيًا أو هما معًا.
يضيف: "لم يغره ولم يغيره مجلس النواب عما كان عليه مع الناس، يعتمد في حلقاته العلمية التي كان يعقدها في مسجد الغفران أو في بيته على المنهجية العلمية المعروفة في المدارس والمدن العلمية".
لذا سيفقده متن أبي شجاع وشروحه، ومتن التحرير وشروحه، والمنهاج وشروحه، وابن عقيل وقطر الندى والتحفة السنية، وكتب التزكية والحديث والمواريث .ستفقده المناسبات الإسلامية في مسجد المظفر وغيره من مساجد تعز، ستفقده الاحتفالات المتعددة والجمعيات والمؤسسات. ستفقده مؤسسة السعيد والدورات الصيفية التي كان يستدعى إليها فيحضـر ويتحدث بلغة العلم والدعوة والتزكية .ستفقده تعز، جبالها ووديانها وقراها وبيوتها بجهاتها الأربع.
