نواحي "رَيْمَة" تستغيث:

أنقذونا من السيول والانهيارات الصخرية
خيوط
April 27, 2020

نواحي "رَيْمَة" تستغيث:

أنقذونا من السيول والانهيارات الصخرية
خيوط
April 27, 2020
||

   سحقتْ صخورٌ عملاقةٌ مئاتِ الحقول الزراعة ومُدرّجات البُن والقات والمانجو وأشجار الخوخ في مديرية "الجعفرية"، غرب محافظة "رَيْمة" الجبلية.

    مساء الأربعاء 22 أبريل الجاري، عاشت أكثر من 100 أسرةٍ، في عزلة "اليمانية" في ريمة، ساعاتٍ رهيبةً، تحت هدير السيول والانهيارات الصخرية المتلاحقة من أعالي جبال "بني وليد"، باتجاه بيوتهم: 4 قرى تقع بيوتها المتلاصقة على منحدراتٍ شديدةٍ في منتصف الجبل.

  كُتلٌ من الصخور الضخمة، بأحجامٍ متفاوتةٍ، انفصلت عن الجبل، مُحْدثةً ارتجاجاتٍ رهيبةً، في جوف ليلٍ ممطر، باتجاه البيوت والحقول والقرى، التي يسكنها ما يزيد عن ألف نسمة.

  بحسب مصدرٍ محليٍّ تحدث لـ"خيوط"، فإن البيوت نجت، مساء الأربعاء، من الانسحاق تحت صخرةٍ عملاقةٍ، عندما توقفتْ في مكان الغيل، على بعد أمتارٍ قليلةٍ من أول بيتٍ أعلى القرية. لكن الخطر لا يزال قائماً؛ إذ إن كتلاً أقلَّ حجماً يُتوقَّع انفصالُها عن أماكنها، بفعل ارتخاء التربة المشبّعة بماء الأمطار المتواصلة، هذه الأيام.

  رغمَ تحذيراتٍ كان أطلقها في وقتٍ سابقٍ الإعلاميُّ إبراهيم العامري، من مخاطرِ هذه الصخور؛ إلا أن السلطاتِ المحليةَ المعنيةَ لم تتخذْ أية إجراءات من شأنها التقليلُ من مخاطر الانهيارات الصخرية، وتجنيبُ السكان والبيوت والحقول الكارثةَ قبل وقوعها.

  نُشَطاء من أهالي عزلة "اليمانية"، أحد أكبر التجمعات السكانية في محافظة ريمة، نشروا، في مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لتشققاتٍ واضحةٍ وانزياحاتٍ في تلك الصخور. أطلقوا حملةَ مناشداتٍ واستغاثاتٍ إلى "المعنيين بالأمر"، باتخاذ أية إجراءاتٍ وقائيةٍ لتجنيب المواطنين الكارثة. لكن لا استجابة؛ حيث بَقِيَت العائلاتُ عاجزةً عن فعل شيءٍ، ورابضةً داخل البيوت في انتظار أقدارها.

  القرى، التي لا تزال مهدَّدةً بالموت تحت أنقاض جبال "بني وليد" المرعبة، هي: مِيدة، ومَزعوفة وبَرحة والمَعزب وشخضة. وحتى الحَديِّة، وهي مركز المديرية، مهددةٌ أيضاً بالطمر.

   يحتفظ كبارُ السنّ، عن آبائهم، بقصصٍ وحكاياتٍ عما بات يُطلَق عليه "عام السَّحْق"، قبل أكثر من مائة سنة؛ حينها، انهارت أجزاءٌ ضخمةٌ من صخور ذلك الجبل، وسحقتْ مركزَ مديرية الجعفرية "الحديّة" . والعجيب، أن مركز المديرية تمت إعادته من جديدٍ، يومها، في نفس المكان، على أنقاض تلك الكتل الصخرية والترابية التي طمرت المكان، في تحدٍّ غريبٍ للطبيعة.

أودت السيولُ والانهياراتُ الصخرية في ريْمة بحياة مواطنٍ وأصيب آخر، بينما لا تزال كتلُ الصخور الضخمة، التي توقفت أعلى المنازل في عرض الجبل، تهدِّد حياةّ المئات من السكان. أما خسائر المزارعين، فتقدّر بعشرات الملايين

  تشهد مناطقُ عديدةٌ في محافظة ريمة، ذات التضاريس الجبلية، انهياراتٍ مشابهةً، هذه الأيام، سببتها كثافةُ الأمطار وارتخاء تربة الجبال المشبعة بالماء؛ حيث تقطّعت الطرُقُ التي تربط بين العُزَل والمديريات، كما حصل في طريق الحديدة-ريمة، عندما انهارت صخورُ "بني الدّوَن"، وقطعت الطريق الإسفلتي المؤدي إلى مركز المحافظة: "الجُبيْن".

  كما قطعت الصخورُ وكُتلُ التراب الضخمة طريقَ مديرية "بلاد الطعام"-"المنصورية". ومثلها الطريق الرابط بين قرى "بني الحصامي" في مديرية الجعفرية؛ انهارت صخورٌ وكتلٌ ترابيةٌ ضخمةٌ، وقطعت الطريقَ بشكلٍ كليّ. أحد المواطنين حاول، بجرّافته "بوكلين"، لفتحَ وإصلاحَ ذلك الطرق، لكنه فَقَدَ جرّافته عندما انهارت الأرضُ تحت جنزيرها، فانقلبت حتى استقرت في قاع أحد الشِّعَاب، في مشهدٍ يختصرُ فداحةَ الكارثة.

   مصدرٌ محليٌّ في مديرية "بلاد الطعام" نقلَ، في حديثه لـ"خيوط"، مناشدةَ مواطنين في عزلة "المسخن" للجهات المعنية ومنظماتِ الإغاثة، أن يهرعوا لمساعدة قُراهم من صخورٍ كبيرةٍ بدأتْ تتحرك من مكانها في أعلى الجبل. "هناك شقوقٌ وفجواتٌ بدأت تظهر على تلك الصخور، مهدِّدةً قرىً بأكملها بالطمْر الكامل"، قال المصدر.

   وقال مصدرٌ آخرُ في مديرية الجعفرية لـ"خيوط" إن السيول والانهيارات أودتْ بحياة مواطنٍ؛ فيما أصيب آخر، عندما انهارت أرضيةُ مسجدٍ كانا يصلّيان فيه. ونشر الشاعر محمد إسماعيل الأبارة، صوراً لبيوتٍ عملاقةٍ في ريمة انهارتْ بعضُ أجزائها بشكلٍ كاملٍ، ولا تزال المخاطر قائمة؛ الأمرَ الذي يُوجب على الجهات المعنية التحركَ وعدم تجاهل هذه الاستغاثات الإنسانية من مواطنين عُزّل، لا يستطيعون بجهودهم الفردية مواجهةَ مثل هذه الكوارث.

    حسبَ المصادر المحلية التي تحدثت لـ"خيوط"، فإن حصيلة الخسائر المادية، جراء انهيارات صخور جبل "ميدة بني وليد" في عزلة اليمانية، تقدر بعشرات الملايين؛ حيث السيولُ والكتلُ الصخرية لم تَسحقْ فقط حقول البُن والقات والمانجو والموز والباباي وأشجار الخوخ، ولكن أيضاً جرفتْ تربةَ المدرجات. هذه المدرجات تُشكّل لسكان المنطقة، منذ مئات السنين، مصدرَ دخلٍ رئيسياً؛ غير أن السيول والانهيارات الصخرية والترابية جعلتْها مجردَ أخاديدَ في صدر الجبل.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English