بدأت علاقة الفنان عبدالرحمن الحداد بالميكرفون حين عمل مذيعاً في المكلا وعدن وصنعاء، تحولت بعدها العلاقة إلى الفن حين انتقل إلى تقديم الأغاني اليمنية الأصيلة.
ولد الحداد عام 1950 في مدينة المكلا، وتوفي والده في صغره فعاش في كنف جده لأمه الشيخ سعيد صديق رجل العلم، كما كان والده عبدالله الحداد أيضاً علامة وداعية معروفاً. درس عبدالرحمن في مدارس المكلا، ثم سافر إلى العراق عام 1966 ليدرس الإعلام في جامعة بغداد.
عمل عبدالرحمن الحداد مذيعاً ومعدّاً للبرامج في إذاعة المكلا في حضرموت حين عاد إلى اليمن بعد أن أنهى دراسته الجامعية عام 1969 ، ثم انتقل عام 1972 إلى الإذاعة المركزية في عدن ليعمل فيها وفي تلفزيون عدن، وقدم برامج فنية، ثم قدم نشرات الأخبار كمذيع أول. انتقل بعدها إلى صنعاء عام 1986 ليعمل في وزارتي الثقافة والإعلام، وعمل مذيعاً في إذاعة وتلفزيون صنعاء.
بدأ الغناء منذ كان طالباً في الابتدائية، وغنى على المسرح لأول مرة عام 1965، انشغل بعدها بدراسته ليعود إلى وطنه وإلى الغناء. سجل في بداياته أغنيات لفنانين يمنيين كأغنية (علمتني كيف أحبك) للفنان أبو بكر سالم التي سجلت في إذاعة صنعاء، وانطلق بعدها ليطلق أجمل أغانيه التي لحنها ملحنون كبار مثل محمد سالم باشامخ وعبدالقادر الكاف وعبدالرب إدريس ومحمد مرشد ناجي وأحمد قاسم، وغيرهم. كما غنى كلمات شعراء مبدعين كحسين المحضار ومطهر الإرياني وسواهم من الشعراء اليمنيين.
شارك الفنان الشعب اليمني أفراحه ومناسباته العامة والخاصة بأغانيه، فغنى في صنعاء الأغنية الحضرمية، وغنى في عدن الأغنية الصنعانية. كما نقل الفن اليمني إلى دول الخليج وشرق أفريقيا ومصر، التي قدم فيها أعماله الفنية وأصبح من كبار الفنانين اليمنيين، فترك العمل الإذاعي ليتفرغ للعمل الفني.
في لقاءاته مع وسائل الإعلام العربية والمحلية تحدث الحداد عن الأغنية اليمنية، وساهم في تعريف العالم بها، ليس بغنائها فقط، بل بثقافته واطّلاعه على الفن اليمني.
مُنح عام 1989 في صنعاء وسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى تقديراً لإسهاماته في المجالات الفنية والثقافية. كما منحته وزارة الثقافة درع الثقافة عام 2005 تقديراً لعطاءاته وإسهاماته المتميزة في تقديم الأغنية اليمنية. كما عيَن مستشاراً في وزارة الثقافة عام 1990.
قدم عبدالرحمن الحداد خدمات متميزة للثقافة اليمنية بفنه وثقافته وعمله الإعلامي، وساهمت أعماله في إبراز الصورة الثقافية لبلاده، وتقديم الأغنية اليمنية بأبهى صورة.