ما هو المكسبُ والسبقُ في نشرِ خبرِ وفاةٍ غيرِ دقيق؟!
ما هذا السباق الأخرق؟!
كما هو الحالُ في كل القضايا، خِفّةٌ وتبارٍ بلا قيمةٍ، وهو سلوكٌ غيرُ مفهومةٍ دوافعُه!
كان هذا تساؤل عبد الرشيد الفقيه، ليلة أمس، وقد ازدحم "الفيسبوك" بالجميع، حتى لا أقولَ شيئاً آخرَ على الصفحات والتعليقات والتعقيبات المضادة... وهكذا كل ليلة!
صحوتُ مبكراً، كعادتي، وذهبتُ إلى "الفيسبوك" لأؤكد المؤكد؛ ميدان المبارزة خالٍ إلا ممن رحم ربي. لا أحد!
يخوض اليمنيُّ، كل يومٍ وليلةٍ، معركتين: الأولى تبدأ من الحادية عشرة، عندما "يمْشَع" اليمنيُّ سيفَه، وإلى سوق القات. وهناك، يخوض معركته ويخرج خاسراً كل يوم، ولذلك، تسمعها دائما: "زادْ عليَّ اليوم، شاوَرِّي أبوه بكرة"! ثم تتكرر "الزيدة"، ويُدمِن اليمنيُّ عليها، ولا يرتاح إلا لخانقه اليومي! يتساوى في هذا الغنيُّ والفقير، المتعلمُ والمثقف، عاملُ النظافة ومدير الشركة، الطالبُ والغفير، الشيخ والرعوي...
المعركة الثانية تبدأ من الثانية بعد الظهر، تبدأ بالنشوة فيقتل اليمنيُّ الآلافَ ويأسر المئاتِ، ما بين الثانية والرابعة. ومن الرابعة، تبدأ مرحلة "الطِّنَّان" حتى الخامسة. فترة "الساعة السليمانية" تمتد حتى السابعة، لتبدأ المعركةُ الكبرى، وميدانها هذه الأيام: "الفيسبوك".
ترى المبارزين وقد حمل كلٌّ سيفَهُ ورمحَه، و"هات يا دعوات": هل من مبارز؟! هل من مناجز؟!
تبدأ المعركة بالمعلومة "الغلط" والإصرار عليها، ثم يَظهر "عبده العِرّيف" من كل شاكلةٍ ولونٍ، ثم تبدأ الألفاظُ غيرُ المؤدبة تنهال من كل حدبٍ وصوبٍ. ثم ترى الشائعات والإصرار على صحتها، و"يا ويلك" لو توضح أو تبدي رأياً صحيحاً!
هنا تضيع الآراءُ الجادةُ لمن يكتبون بمسؤولية، تضيع الأصواتُ العاقلةُ وسط حِمَمِ الأخذ والردِّ والعقم الذي به نَصُمُّ "الفيسبوك" و"الماسينجر" و"الواتس" كل ليلة. ثم هناك القضية التي تظل موضعَ خلافٍ دائماً، ولا أحد يعيرها اهتماماً: غياب المعلومة؛ مما يترك الجميعَ في حيرةٍ، لتنشط المخيلة الشعبية، و"هات يا شائعات" يكبرها القات!
السلعتان الأرخص في هذه البلاد هما: الوقت والإنسان؛ والباقي تفاصيل!
قلتُ معلِّقاً على تساؤل عبد الرشيد: فتش عن القات!
أما "ما هو المكسب؟" فلا شيء، كما هي العادة دائماً! فقط إهدار وقتٍ ومالٍ بلا جدوى، لسبب مهمٍّ مهم: تغييب التربية العامة التي تشكل المواطن الصالح والخاضع للقانون والولاء الوطني دائماً.