التقطت هذه الصورة عام 1984، للفنانةفتحية الصغيرة في إحدى مشاركتها الغنائية الجماعية. في المركز الثقافي بصنعاء.كانت مشاركة في عمل استعراضي تاريخي بعنوان "سد وادي سبأ" للشاعر مطهرالإرياني.
فتحية من أوائل الفنانات في الجنوب،وهي من أسرة فنية عريقة، لها أخوان حسين وعلي فقيه، توفوا وكانا من أروع الملحنينوالمطربين؛ الأول كان صديقًا لي وتوفي وأنا خارج اليمن. فتحية هي زوجة الموسيقار أحمدبن أحمد قاسم، ولها أعمال فنية عديدة، أشهرها أغنية "يا سامعين الصوت ردوا علي"من ألحان الموسيقار أحمد بن غودل. كانت من مؤسسي فرقة الإنشاد الشهيرة التي تأسستفي الجنوب على يد الفنان أحمد بن غودل.
غابت فتحية في العقدين الأخيرين عن الساحة الفنية، كما هو حال معظم الفنانين، وبسبب الإهمال أصاب الركود الحركة الفنية بمجملها. وتفككت فرق الغناء الجماعي لأسباب عدة، منها الحرب التي شنت على الفنانين واعتبارهم فئة زائدة عن الحاجة، وحصارهم واحتقارهم من قبل السلطات السياسية المتشددة دينيًا وقبليًا، خصوصا بعد الوحدة. كنا نأمل أن يزدهر الإبداع بعد تحقيق الوحدة، لكن ما حدث كان العكس تمامًا! انهارت قيم وإبداعات متأصلة وأصيلة في المجتمع اليمني، في الوقت الذي ازدهرت فيه ثقافة الحرب والانقسام، والتقوقع في أطر ضيقة الأفق. مع ذلك، وبعد خمس سنوات من الحرب العبثية، وقبلها سنوات من الحروب المجزأة التي أوصلت البلاد إلى حرب شاملة. نأمل أيضًا أن تسترد الفنون عافيتها وتطورها، وأن يستمر زخم التجديد.