على مرمى جحيم!

في النتائج الكارثية لتهاوي كيان الدولة
حسن عبدالوارث
March 22, 2020

على مرمى جحيم!

في النتائج الكارثية لتهاوي كيان الدولة
حسن عبدالوارث
March 22, 2020

يوماً إثر آخر،تتبدّى لنا حقائق دامغة عن تهاوي كيان الدولة تحت سنابك الحرب وتجلياتهاوتداعياتها، وما أفرزته من أخلاق وقيم وعلاقات بدت جديدة -أو مُغايرة- لما كانسائداً في هذا المجتمع وإنسانه.

وبحدوث هذاالتهاوي واستمراره قُبالة البصر والبصيرة، تتراكم مُخلّفات نتنة في منظومة الثقافةوالسياسة والأخلاق. وقد غدت هذه المخلفات كثيرة ومتفرعة، بل تتشظى تباعاً كالخليةالجرثومية. قال الفيلسوف الإغريقي العظيم: إن أفدح مآسي الحياة أن يموت شيء داخلالإنسان وهو لا يزال حياً! وما يحدث اليوم يتجلى انعكاساً لمضمون هذي المقولةالفلسفية الخالدة، وليس على النحو الفردي البتة، إنما على نحوٍ جمعي تمام الوضوح.

إن تهاوي الدولة -هنا- لم يكن نتيجة الاحتراب الذي اندلع (محلياً وإقليمياً ودولياً بالتتابع) إنما كان نتيجةً حتميةً لجملةٍ من الأسباب التي تراكمت وتورّمت في ثنايا مؤسسات الحكم الرخوة، وفي مُدخلات التفكير السياسي غير السوي ومُعطياته، وفي القواعد المؤسسة للمنظومة الثقافية والأخلاقية للمشتغلين في الشأن العام، وهي قواعد حكمتها المفاهيم القبلية أكثر مما تحكّمت بها أصول التعليم، وسيطرت عليها مفاهيم "العسكريتاريا" أكثر مما أثّرت فيها التشريعات، وطوّقتها أوبئة شديدة السمومية كالطائفية والمذهبية والمناطقية وغيرها.وفي صميم إطار هذه الصورة تتحدّد إشارات ساطعة إلى الجحيم الذي سيتّسع نطاقه بالضرورة وبصورة جدّ كارثية، إلّا إذا حدثت المعجزة فصمتت الفوهات وتخاطبت العقول... وأراها مستحيلة الحدوث !

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English