في يوم الشعر العالمي يحضر في الذاكرةاليمنية والعربية الشاعر اليمني الذي كتب الشعر، وكتب عن الشعر:
"إلهي أنا شاعر يتحسس بالروح عالمه
يكره اللمس
عيناه مقفلتان
وأوجاعه لا حدود لأبعادها وتضاريسها
كرهتني الحروب
لأني بالحسرات وبالخوف أثقلت كاهلها
ونجحت بتحريض كل الزهور وكل العصافير أن تكره الحرب"
راهب القصيدة اليمنية الشاعر والناقد والمثقفاليمني الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظةإب، دخل (الكتّاب) والمدرسة الابتدائية وتعلم فيها القراءة والكتابة، ثم أكملدراسته في دار المعلمين في صنعاء عام 1960، وحصل على الشهادة الجامعية من جامعةالقاهرة عام 1970، ثم أكمل تعليمه العالي بالحصول على شهادة الماجستير من كليةالآداب بجامعة عين شمس عام 1973 عن رسالته (الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعرالمعاصر في اليمن)، وشهادة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1977 عن أطروحته (شعر العامية في اليمن، دراسةتاريخية ونقدية).
في أثناء تنقلاته ودراسته الجامعية وقراءاتهتعرف على ألوان الثقافة والأدب العربي، وبدأ يكتب الشعر منذ منتصف خمسينيات القرنالماضي، وشجعه على ذلك بعض أساتذته، فأجاد فيه ونشر نتاجه الشعري والأدبي في الصحفالمحلية والعربية.
تميز شعره بسمات فريدة بأشكاله المتعددة بينالقصيدة العمودية وشعر التفعيلة، وتناول في شعره الإشارات التاريخية، والزهدوالتصوف، والرثاء، والشعر الذاتي، والتأمل وغيرها.
عمل أستاذاً للأدب والنقد الحديث في كليةالآداب في جامعة صنعاء، حيث حصل على درجة الأستاذية عام 1987، وترأس جامعة صنعاءمن عام 1982 إلى عام 2001، وهو يترأس حالياً مركز الدراسات والبحوث اليمني.
المقالح عضو في مجمع اللغة العربية فيالقاهرة، ورئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني، وعضو أمناء مركز دراسات الوحدةالعربية في بيروت، حصل على وسام الفنون والآداب من صنعاء عام 1982، وحصل على جائزة(اللوتس) عام 1986، وعلى جائزة الثقافة العربية المقدمة من اليونسكو عام 2002، كماحاز وسام (الفارس) من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية عام2003، وحصل على جائزة الشعر من مؤسسة العويس الثقافية عام 2010.
اتّبع المقالح نهج الحداثة في شعره، وأثرىالمكتبة العربية بمؤلفاته الشعرية والأدبية.
"الشعر يسكنني
كلما اشتقت للوطن المستباح النجوم
نشرت خريطته في دمي"
بين ديوانه الشعري الأول (لا بد من صنعاء-1971) وديوانه الأخير (يوتوبيا وقصائد للشمس والمطر- 2019) صدرت للشاعر دواوينشعرية حملت رائحة اليمن، منها: (مأرب يتكلم- 1972 بالاشتراك مع السفير عبدهعثمان)، (رسالة إلى سيف بن ذي يزن- 1973)، (هوامش يمانية على تغريبة ابن زريقالبغدادي- 1974)، (عودة وضاح اليمن- 1976)، (الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل-1978)، (الخروج من دوائر الساعة السليمانية- 1981)، (أوراق الجسد العائد من الموت-1986)، (أبجدية الروح- 1998)، (كتاب صنعاء- 1999)، (كتاب القرية- 2000)، (كتابالأصدقاء- 2002)، (كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان- 2004)، (كتاب المدن- 2005)،(كتاب الأم- 2008)، (قصائد قصيرة- 2009)، (الكتابة البيضاء- 2010)، (كتاب الحب-2014)، (الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة- 2017)، (بالقرب من حدائق طاغور-2018)، (ذاكرة المعاني- 2019).
"حاول أن تكتب شعراً لا لغةً
أن تطرق باب المعنى بالمعنى
لا تتوسل للشعر بغير الشعر"
كتب المقالح كذلك في الشعر الغنائي، ولهقصائد معروفة مغناة مثل: (صنعانية)، و(ظبي اليمن)، و(إن يحرمونا)، وغيرها. ولهدراسات نقدية في الفكر والأدب اليمني، منها: (قراءة في أدب اليمن المعاصر)،(الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن)، (شعر العامية فياليمن)، (يوميات يمانية في الأدب والفن)، (شعراء من اليمن)، (دراسات في الروايةوالقصة القصيرة في اليمن)، (الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي)، (أوليات المسرحفي اليمن)، (قراءة في فكر الزيدية والمعتزلة)، (من الأنين إلى الثورة) وهي قراءات تاريخيةلأحداث ووقائع عرفتها اليمن، (نقوش مأربية، دراسات في الإبداع والنقد الأدبي)، (منأغوار الخفاء إلى مشارف التجلي).
كما كتب دراسات فكرية ونقدية في الأدبالعربي، منها: (قراءات في الأدب)، (الشعر بين الرؤية والتشكيل)، (أصوات من الزمنالجديد، دراسات في الأدب العربي المعاصر)، (من البيت إلى القصيدة)، (ثرثرات فيشتاء الأدب العربي)، (عمالقة عند مطلع القرن)، (بدايات جنوبية)، (أوليّات النقدالأدبي في اليمن)، (أزمة القصيدة العربية)، (صدمة الحجارة) وهي دراسة في قصائدالانتفاضة الفلسطينية، (ثلاثيات نقدية)، (هوامش يمنية على كتابات مصرية)، (تأملاتخضراء) وهو تأملات في جماليات البيئة والأرض، (ثوار ومتصوفة).
وفي أدب الرحلات له كتاب (ذكرياتي عن خمسوعشرين مدينة عربية).
لم يكتب المقالح سيرة ذاتية عن حياته، لكنه سردفي نصوصه فصولاً من سيرته، عن علاقاته بالأماكن والناس والحياة والكلمة.
"سبحان الله!
لقد أعطاني الشعر على طبقٍ مكتظٍ بحليب الساعات الأولى
من عمر الجسد الهش
وبصّرني كيف أرى في وجه سماء الدنيا
لغةً وقصائد"
الصورة لـ عبدالرحمن الغابري.