أجزم بشكل قاطع بأن عمادة المسرح اليمني تعود إلى عملاقة الفن، فقيدة اليمن الأستاذة زهراء طالب.

 الكبيرة زهراء طالب توفيت عام 1994، في وقت الحرب المقيتة، ودون أي تشييع رسمي أو حتى تغطية إعلامية لائقة. لا أحد يحيي ذكرى وفاتها ولا أحد من الزملاء الصحفيين المهتمين بقضايا الفنون كتب أو ذكّر بهذه القامة ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ الكبيرة.

  أود هنا أن أشير إلى أن زهراء كانت أيضًا طبيبة. وقد اهتمت بحالتي الصحية وعالجتني ومرضتني حين أصبت بالتيفوئيد وأنا طالب في مدرسة الأيتام. كانت تعمل في مستوصف سوق البقر في صنعاء القديمة. زهراء كانت تعمل في الطب وتمارس الفن معًا، وهذه الصورة لها في مسرحية "كل له عالمه الخاص" من تأليف فقيد الصحافة والمسرح الأستاذ محمد ردمان ﺍلزرقة، وإخراج حسن العزي (الممثل بجانب زهراء)، وكوكب حمود زيد عيسى، والفقيدة الدكتورة رؤوفة حسن.

الصورة التقطها أستاذي خالد السقاف (رحمه الله)، وكنت قد تعلمت يومها الطبع والتحميض على يديه. المسرحية عرضت عام 1969، في سينما بلقيس. كانت سينما بلقيس هي الوحيدة التي تعرض فيها المسرحيات وتقام فيها حفلات الغناء والموسيقى، إلى جانب أنها تعرض الأفلام بشكل متواصل. وكم أتمنى من الزملاء فناني المسرح إعداد ندوة عن هذه الشخصية الكبيرة، وإعداد فيلم وثائقي بالاستفادة مما هو متوفر في قناة اليمن وأرشيف دائرة التوجيه المعنوي، المليء بتلك الأعمال من صور فوتوغرافية ومقاطع الفيديو.