الروح الشابة دوماً متوثبة، وهي لا غيرها من ترسل بنظرها نحو الأفق أملاًجديداً بغد أفضل وفي كل مناحي الحياة بدون استثناء. ومن غير الشباب احتياطي أي أمةفي معاركها ضد الجهل و التخلف؛ من غيرهم يقودون نحو المستقبل.
والأمم التي ظلت بكهولها تحاول أن تخدع حتى حاضرها، بلهي خدعته وأضاعت من أذهان الناس حكاية المستقبل، ظلت مكانها، وظلت وسائل الإعلامالرسمية تعيش بالإنسان في أزمان مضت، وأنسته، عبر تحريض وليس إعلام، كل ماله علاقةبحياة افضل. وزارات الإعلام في بلاد العرب، ونحن أولهم، ظلت حجرة عثرة أمام إيجاد إعلامقائم على المعلومة يواكب التطور الحاصل في فضائه والذي وصل إلى صحافة البيانات،وفضاء مفتوح طوال الليل والنهار يزيح جانباً تلك التقاليد الإعلامية المحصورة في"وصل بحفظ الله" و"غادر حفظهالله" و" قضاه في خدمة الوطن". إعلام عقيم قال د. أحمد الأصبحييوما عنه: "هو تحريض وليس إعلاماً".
الموجز الذي أرسلهإلي فريق منصة "خيوط" عنها ينبئ بما أحتاجه أنا كمتلقي رسالة إعلامية عنالعالم إلينا، وينقلنا إلى هذا العالم تعريفاً بنا، بالكلمة والمعلومة والصورةبكافة أنواعها، إذ بسبب العقم في العملية المهنية، لايزال محمد المكي، وهو زميل منالسودان، يتلقى إلى ما قبل سنوات، رسائل خطية توجه هكذا: من السودان إلى المملكة المتوكليةاليمنية.
نريد إعلاماًيحترم عقل القارئ والمشاهد ومن يسمع. إعلاماً يقوم على المعلومة التي بها نقرأالتحليل العميق، والتقرير المفيد، والتحقيق، بكل أشكاله، القائم على الحقائق وليسغيرها.
أفهم أن لا إعلاممحايد، لكنني أتمنى إعلاماً مهنياً محترفاً حتى إذا بالغ فيدري كيف يبالغ، وأناهنا ربما أشطح قليلا، أريد كمتابع مهتم، ألاّ ألجأ إلى أية وسيلة إعلام أجنبية عندماأريد الوقوف على ما يجري في هذه البلاد. نفسي في صحيفة أحتفظ بها، وقناة تظل أمامعيني طوال الوقت، وإذاعة تظل بجانبي ما ظلت حاسة السمع معي، وموقع إلكتروني باحثعن الحقيقة يستقيها عبر المعلومة من موقع الحدث والحادث، لا من دواوين القاتوالتسريبات.
منصة "خيوط" من خلال موجزها، بفريق تحريرهاالشاب يعدنا بإعلام آخر نتمناه، قائم على الكفاءة والمقدرة، باحث عن المعلومة، متوخّللحقيقة من خلال الاستقصاء والعصف الذهني الذي يصوغ مادة تظل رفيقتك أينما تكون. صحيفةلا ترميها في الزبالة، بل تستطيع الحفاظ على تواجدها في ظل الفضاء المفتوح. رسالة إعلاميةمغايرة توقف قدر الإمكان أو تنافس هذا التدفق الذي يشبه السيل الجارف.
خطوة أولى في مسافة الألف ميل ستبدأ؛ نتمنى أن نعيش لنشاهد لحظة الوصول الى الألف. إنّا لمنتظرون.