(في السابعة عشرة؛ بين التعثر والتعلُّم) كتابٌ لصفاء المحمدي، صدر عن دار نقش، 2023، تحت تجنيس نصوص اشتمل على ستين عنوانًا بين الكتابة المكثفة والكتابة المنسرحة القائمة على التداعيات، مثل نص رحلة البحث عن الذات، أحلام قيد الانتظار، مشاعر مبعثرة، حرب بكل حب، لأجل أحلامكم، ألوان مبهمة، الحياة الافتراضية، بين عناق وفراق، ما بين خيبات متتالية ومخاوف كاذبة، وغيرها.
النصوص الحكمية حاضرة في المجموعة كرسائل قصيرة في معنى الحياة وأسبابها كما تتبدى لفتاة صغيرة، فما دام الشخص يرى الألوان على طبيعتها، فهو ليس أعمى ويتوجب عليه الحمد والثناء، تمامًا مثل عدم معاناته من أي أمراض، والمهم سيكون في سماعه لصوت أبويه ومحيطه الأسري.
تتكثف حالة الكتابة وتسميتها العامة في النص الذي حمل عنوان (في السابعة عشرة)، حين تقول الكاتبة:
"إنني في السابعة عشرة من عمري، ربما ما زلت فيما يدعونه بـ"سن المراهقة" أو بداية الشباب، لا أعلم! ولكن سبب تسميتي لهذا الكتاب بهذا الاسم هو أنني حقًّا ما زلت في بداية السابعة عشرة، فتاة في مقتبل عمرها، ربما تعمقت في عالم الكتابة والقراءة، فأحببته وعشقته أو بالمعنى الأصح، صرت أكثر شغفًا به. ربما تتساءلون: ما الفرق بين العشق والشغف؟! كوني صرت أكثر شغفًا يعني أنني وصلت لمرحلة ما بعد العشق للكتابة والكتب.
واجهتي الكثير من المواقف التي جعلتني أتوقف عن الكتابة، ولكنني كنت أعود في كل مرة وكأنها مَلجَئِي الوحيد لأصبّ فيه كل اهتماماتي، نقاشاتي، ونظرتي حول العديد من الأمور".
في نص خطيئة، تعود الكاتبة لخوض حرب أخرى، تحت مسمى خطيئة، لكنها في ذات الوقت تسائل نفسها؛ هل هي حقًّا كذلك، وهل تستحق مثل هذه التسمية؟!
محتوى الكتاب يشير وبأشكال عديدة، إلى كتابة شابة تنتجها فتاة صغيرة تتحسس طريقها بشيء من المثابرة والجرأة، رغم هنات البدايات التي ترافق الكتّاب في الخطوات الأولى، وهو ما حاولت تبيانه في العنوان الثاني التوضيحي (بين التعثر والتعلم).