خيوط الفجر
البيان التليفونيّ الذي صدر نتاج تواصل محمد بن زايد بنتنياهو وبأكثر رؤساء أمريكا سوقية وسوءًا "ترامب"، في رأيي ورأي أي عاقلٍ متابعٍ، هو تحصيلُ حاصل.
فالشواهد كلها تقول، ومن يوم أن أتى الليبراليون الجدد إلى سدة الإدارة في "البيت الأبيض"، ليكمل مع اليمين المتطرف الإسرائيلي، اكتمل المثلث بمحمد بن زايد، الذي لم ينكر ولم يتوارَ، ومن لحظة أن ظهرت وزيرة الثقافة الإسرائيلية في جامع أبوظبي الكبير.
في بيان 13 أغسطس/ آب 2020، بدى وجه محمد دحوان من وراء السطور واضحًا يقود نهجًا- من لحظة أن طرده أبو عمار- يؤدي في الأخير إلى الاتفاق الذي أسموه بالتاريخي، وتتبعه في الطريق دول عربية، لا تزال تحت الطاولة تمد يدها، وما فعلته الإمارات هو أنها رفعت الذي تحت إلى فوق الطاولة، ومن يريد، فعليه أن يتفرج على الحاكم العربي وهو يمارس المزيد من الخنوع.
استطاع "نتنياهو" أن يصل مع صاحب "أزرق أبيض" إلى اتفاق على حكومة برأسين، تولاها نتنياهو أولًا؛ ليهرب من محاكمة بتهمة الفساد، وسيتولاها "بيتي غانس" ما تبقى من فترته. كان لترامب فضلٌ في دعم الليكود وزعيمه للعودة إلى الواجهة، بتوقيع الموافقة الأمريكية على ضم أراضٍ في الضفة الغربية إلى ما قضمته في السابق.
الآن يعمل اليمين في العالم العربي -وكله يمين، خاصة أصحاب المال- على إعادة "ترامب" إلى البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين ثاني القادم سريعًا، وهو الأسوأ في أمريكا.
الفيروس لم يقتل أكثر من 200 ألف أمريكي، بل أصاب سيد البيت في مقتل، حتى تدنّت شعبيته إلى الحضيض؛ بفعل المعالجة الرديئة في مواجهة الجائحة، حيث ظهرت نيوزيلندا واليونان واليابان وكوريا أكثر قدرة على المواجهة من الدولة الأعظم، التي فشلت بسبب تهور الرجل؛ لأن عينيه هناك على الانتخابات والعودة بأي ثمن.
جاءت الخطوة الإماراتية بالتطبيع في وقتها بالنسبة لترامب، ورسالة للوبي اليهودي الناخب، أنه هو الرجل المناسب للقضاء على قضية الشعب الفلسطيني، وعلى كل قضايا الشعوب المضطهدة.
سنرى في نوفمبر القادم وسنعرف من ينتخب الرئيس الأمريكي؛ أهو الشارع حقيقة أم اللوبيات؟!
قراءة سريعة في كتاب "حكومة العالم الخفي"، تُظهِر لك المخفيين صانعي الرؤساء والعظماء، وتحويلهم إلى دُمى تحركها الأيدي الخفية في كل اتجاه، تردد كالببغاء شعارات الحرية والديمقراطية؛ إنهم يستعمرون العالم بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
جاءت هذه الخطوة الإماراتية في وقتها بالنسبة للرجل، ورسالة للوبي اليهودي الناخب، أن "ترامب" هو الرجل المناسب للقضاء على قضية الشعب الفلسطيني، وعلى كل قضايا الشعوب المضطهدة.
في المقابل لهذا كله، يبدو الحاكم العربي في أقصى الزاوية لا حول له ولا قوة، يُؤمَر فيُطِيع، على أن السؤال: ما هو موقف السعودية؟ الموقف العلني؛ أما غيره، وما هو تحت الطاولة، فمعروف.
البيان وما سينتج عنه، ليس في صالح اليمن المتشظي والمحتل أهم أجزاء خارطته، فيما الشعارات لا تواجه الفعل.
ماذا نحن فاعلون؟
ماذا هم فاعلون؟
انتخابات نوفمبر عندها الخبر اليقين.