فجع اليمنيون-كل اليمنيين- بصدور اللائحة التنفيذيةلقانون الزكاة. وكأنه لا يكفي اليمنيين الحرب المتطاولة لأكثر من خمسة أعوام، ولاالمجاعة المحيقة بغالبية السكان، ولا الحصار الداخلي والخارجي المدمر، ولا التشريدلأكثر من أربعة ملايين، ولا الأوبئة الفتاكة التي تقتل المئات والآلاف.
أنصار الله يسنّون تشريعاً تمييزياً وعنصرياً بامتيازيعطي لشريحة حاكمة من المجتمع حق الاستيلاء على الثروة الوطنية كاملة. فالأسهمالخمسة المنصوص عليها في الركاز والمعادن، السهم الأول لله؛ أي لولي الأمر، ومعروفالآن من هم أولياء أمورنا في مناطق نفوذهم.
قرأت مشروع اللائحة التنفيذية لقانون الزكاة والصادربرقم (48) لسنة 2020، والمستند في الديباجة على الاتفاق السياسي بين المؤتمرالشعبي العام وحلفائه، وأنصار الله وحلفائهم، وعلى إعلان تشكيل المجلس الأعلى،وعلى القانون رقم (2) لسنة 1999 بشأن الزكاة، وبعد الاطلاع على دستور الجمهوريةاليمنية. وبما أن القانون في ديباجته قد استند على الاتفاق السياسي، واطلع علىالدستور اليمني، فإننا لن نناقش الأمر من المرجع الفقهي المختلف فيه والمعتبررأياً يتفق ويختلف معه، وإنما نناقشه من أن الاتفاق السياسي بين طرفين أو أكثر ليسبديلاً للدستور، وليس فوقه؛ وبالتالي فلا يحق لأطراف سياسية- قلّت، أو كثُرت- أنتصدر قانوناً أو لائحة تنفيذية تفسّر القانون على هواها.
اللائحة التنفيذية- كقانون الزكاة- لن تكونالقشة التي قصمت ظهر البعير، ولا النقطة التي أفاضت الكأس، ولا الشرارة التي أشعلتالسهل، وإنما هي نار الفتنة التي لعن الله موقظها
التفسير الوارد في اللائحة يتصادم مع الدستور اليمني،ومع كل الدساتير في البلاد العربية والإسلامية، بل ومختلف دول العالم؛ فهذهاللائحة تمنح فئة من المجتمع تمييزاً بالحصول على جزء من الثروة الوطنية -الملكالعام للشعب كله؛ فالثروة في الإسلام ملك للناس، وليس لشريحة معينة تقوم مقامالله، والصراع منذ قابيل وهابيل، ومنذ قال أحدهم: هذا لي يدور من حول المال والسلطان.
الركاز والمعادن وما في باطن الأرض ملكية عامة للشعب،شأن السلطة السياسية نفسها.
هؤلاء، سلطة الأمر الواقع في صنعاء، يعطون أنفسهمحقوقاً لم يعطها الدستور، ولا القانون. إنهم الآن يستولون على الثروات بدون وجهحق. ولكن سنّ تشريع تمييزي وعنصري هو كارثة لا تقل عن نظام الفصل العنصري في أيزمان أو مكان، وهو ما يرفضه الشعب اليمني.
اللائحة التنفيذية- كقانون الزكاة- لن تكون القشة التيقصمت ظهر البعير، ولا النقطة التي أفاضت الكأس، ولا الشرارة التي أشعلت السهل،وإنما هي نار الفتنة التي لعن الله موقظها.