اختيرت روايته (الرهينة) ضمن أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين، وهي الرواية التي تناولت فترة مهمة من تاريخ اليمن.
ولد زيد مطيع دماج في محافظة إب- اليمن، عام 1943، وتلقى تعليمه الأولي في كتّاب قريته حيث حفظ القرآن الكريم، تعهده والده بعدها بالتعليم والتثقيف ووضع بين يديه مكتبته الخاصة التي حوت كتباً جاء بها من عدن التي فر إليها عام 1944، وألحقه بعد ذلك بمدرسة الأحمدية في تعز ليحصل فيها على شهادته الابتدائية. ثم تمكن والده بمساعدة صديق له من إرسال زيد إلى مصر ليحصل على الشهادة الإعدادية منها، ثم الثانوية عام 1963. التحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة القاهرة عام 1964، وتركها بعد عامين لظهور ميوله الأدبية، فالتحق بقسم الصحافة في كلية الآداب. بدأ عندها يكتب أولى مقالاته وقصصه وينشرها في مجلة اليمن الجديدة.
لم يكمل زيد دراسته في كلية الآداب، فقد استدعاه والده ليعود إلى اليمن، فعاد ليبقى إلى جوار والده الذي كان يعاني المرض حينها، وتولى عدة مناصب إدارية، كما شارك في العمل الوطني والسياسي أسوة بأبيه الذي كان من المناضلين ضد حكم الإمامة حيث سجن في تعز قبل قيام الثورة، ثم فر إلى عدن وبدأ بكتابة مقالاته في صحيفة (فتاة الجزيرة) ضد نظام الحكم الإمامي آنذاك، وشارك في تأسيس حزب الأحرار مع رفاقه.
اهتم زيد بالشأن العام، فقضى جزءاً كبيراً من حياته إدارياً وبرلمانياً ودبلوماسياً. ففي عام 1970 انتُخب عضواً في مجلس الشورى وهو أول برلمان يمني منتخب، وفي 1976 عُيّن محافظاً لمحافظة المحويت، ثم عضواً في مجلس الشعب لفترتين متتاليتين منذ عام 1979، أصبح بعدها وزيراً مفوضاً وقائماً بالأعمال في دولة الكويت عام 1980، ثم عضواً في اللجنة الدائمة في المؤتمر الشعبي العام ومقرراً للجنة السياسية فيه عام 1982، عين بعدها مستشاراً لوزير الخارجية بدرجة وزير، عمل بعدها في سفارة اليمن في لندن وزيراً مفوضاً منذ عام 1997 حتى وفاته.
شارك زيد في النشاط الثقافي في اليمن والوطن العربي، فكان عضواً في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضواً في اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وعضواً في اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. وأسس مجلة (أصوات) الأدبية وكان صاحب الامتياز فيها من عام 1993 حتى 1999.
تناولت كتاباته وقصصه واقع الحياة، والشخصيات المختلفة فيها، ويصف النقاد أسلوبه بالسهل الممتنع، الزاخر بالرمزية، وقد صدرت له عدة مجموعات قصصية منها:
(طاهش الحوبان- 1973)، (العقرب- 1982)، (الجسر- 1986)، (أحزان البنت مياسة- 1990)، (الانبهار والدهشة- 2000)، (المدفع الأصفر- 2001).
كما صدرت روايته (الرهينة) عام 1984، وطبعت منها أكثر من 3 ملايين نسخة، وترجمت إلى خمس لغات.
توفي زيد مطيع دماج عام 2000 في أحد مستشفيات لندن، ودفن في قريته بوصية منه.
قال عنه الدكتور عبدالعزيز المقالح: “كل سطر كتبه الراحل الكبير زيد مطيع دماج يحمل فكرة ويدافع عن قضية، لم يكن يكتب للشهرة أو لسد فراغ الصفحات، فقد كان الأدب عنده تعبيراً عن قضية وتجسيداً لموقف”.