(1938 - 8/8/1964)
وُلد المناضل الشهيد محمد مطهر زيد في قرية "بيت الخدلاني"، في ناحية كشر- محافظة حَجّة، وقُتل في المناطق الشمالية بين مدينتي صعدة وحرَض، وهو ثائر وسياسي، ويعد من أبرز قيادات "تنظيم الضباط الأحرار".
التحق بالكلية الحربية عام 1958، وكان يتمتع بمزايا كثيرة؛ أبرزها التفكير المتزن، والروح القيادية المنظمة، كما كان شخصية عسكرية فذة. شغل منصب رئيس أركان الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة، واشترك مع عدد من زملائه في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار الذي ضم في عضويته كثيرًا من الضباط.
كلف من قيادة التنظيم بعملية قصف دار البشائر، أحد قصور الإمام البدر محمد بن أحمد حميد الدين في ميدان التحرير، أولَ أيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي عقب وفاة الإمام أحمد حميد الدين سنة 1962؛ فاشتعلت النيران في هذا القصر نتيجة لذلك، ثم توجه على رأس حملة عسكرية إلى منطقة عمران شمالي مدينة صنعاء، ثم كحلان عفار من بلاد حجة لمواجهة الملكيين، وأصيب في إحدى المعارك، وأسعف إلى القاهرة للعلاج، وعاد بعد أسبوعين ليقود معركة عسكرية ناجحة في ناحية بني حشيش، ثم عيّن عضوًا في مجلس الرئاسة سنة 1963، وفي العام التالي عيّن رئيسًا لهيئة الأركان العامة، بعد ضغطٍ من زملائه الضباط على الرئيس المشير عبدالله السلال؛ لتعيينه في هذا المنصب، وقاد حملة عسكرية إلى منطقة السودة شمالي مدينة صنعاء، ووضع خطة عسكرية للسيطرة على المناطق الشمالية التي يتسلل منها المعارضون للثورة والجمهورية، وتوجه على رأس حملة عسكرية إلى منطقة "شدا" من بلاد صعدة، وخلال المعارك أصيب بشظايا قذيفة مدفعية معادية سقط على إثرها شهيدًا، عن عمر ناهز السادسة والعشرين عامًا، وقد دفن في الموقع نفسه، ثم نقل جثمانه إلى مدينة صنعاء، حيث دفن في مقبرة الشهداء.
في أوائل سنة 1964، أصر ضباط الجيش على أن يعينه الرئيس المشير عبدالله السلال في منصب رئيس أركان حرب هيئة الأركان. قاد بنفسه، وهو في منصبه حملة عسكرية إلى منطقة السود جهة ناحية السودة، ثم عمل بعد عودته على وضع خطط عسكرية تهدف إلى السيطرة على الحدود الشمالية ما بين صَعدة وحرَض؛ بغرض إقفال المنافذ التي يتسلل منها المتآمرون على الثورة.
جاء في الموسوعة اليمنية عنه:
"هو من شهداء ثورة 26 سبتمبر... التحق بالكلية الحربية عام 1958، وكان الشهيد مثلًا أعلى للرجل السوي، والعقل المنظم، وكان يتمتع بمواهب عديدة، أبرزها موهبة القيادة؛ فلقد كان قائدًا محبوبًا من دفعته في الكلية الحربية، ثم رئيس أركان حرب الكلية، ومدرسة الأسلحة، ومن أبرز المؤسسين لتنظيم ضباط الثورة.
قام بواجب القصف المدفعي صباح يوم الثورة على دار البشائر مقر الإمام البدر، حتى اشتعلت فيه النيران، ثم توجه على رأس حملة عسكرية إلى عمران، ثم كحلان عفار، حيث رتب بعض القوات، ثم اتجه إلى منطقة "سنوان" لمواجهة قوات المؤامرة على الثورة، وجرح في إحدى المعارك وأسعف إلى القاهرة للعلاج، وبعد أسبوعين عاد لأداء دوره القيادي في العمليات الحربية. قاد معركة ناجحة في بني حشيش، وعيّن عضوًا في مجلس الرئاسة في فبراير 1963، وفي صيف تلك السنة توجه إلى مدينة المحابشة التي كانت محاصرة؛ ففك الحصار عنها، واستمر خمسة أشهر في المنطقة يرتب دفاعاتها مع زميليه الشهيد أحمد أحمد الكبسي، وعلي قاسم المؤيد، وتزوج بابنة عامل المحابشة آنذاك الشيخ العالم الفاضل إبراهيم محمد جحاف.
وفي أوائل سنة 1964، أصر ضباط الجيش على أن يعينه الرئيس المشير عبدالله السلال في منصب رئيس أركان حرب هيئة الأركان. قاد بنفسه، وهو في منصبه حملة عسكرية إلى منطقة السود جهة ناحية السودة، ثم عمل بعد عودته على وضع خطط عسكرية تهدف إلى السيطرة على الحدود الشمالية ما بين صعدة وحرض؛ بغرض إقفال المنافذ التي يتسلل منها المتآمرون على الثورة، وتوجهت حملتان عسكريتان إحداهما من صعدة، حيث قاد بنفسه مع الشهيد محمد الرعيني وآخرين، القوات الزاحفة من الغرب في منطقة "شدا". وفي صباح يوم 8 أغسطس 1964، سقطت على موقع المنطقة قذيفة مدفعية معادية أصابته إحدى شظاياها؛ فسقط على إثرها شهيدًا، ودفن جثمانه في الموقع نفسه، وبعد أسبوع نقل جثمان إلى مقبرة الشهداء في صنعاء، وباستشهاده فقدت البلاد والثورة والقوات المسلحة شخصية عسكرية ووطنية عظيمة".
يقول عنه كمال البعداني:
"في عام 1961م، انتمى إلى تنظيم الضباط الأحرار، وأصبح بعدها أمينًا لسر التنظيم. كان له الدور الكبير ليلة السادس والعشرين من سبتمبر، فقد كان مرابطًا على رأس قوة من المدفعية في مواقع بالقرب من مقبرة خزيمة، عند (جسر الصداقة)، وعندما أوشكت الذخيرة على النفاد لدى الثوار، وخاصة ذخيرة الدبابات، استبسل حراس قصر البشائر في الدفاع عنه وأمطروا الثوار بكافة أنواع الأسلحة.
ومع ظهور ضوء الفجر، بدأت معالم قصر البشائر تظهر بوضوح، فما كان من بطلنا هذا إلا توجيه رفاقه بقصف القصر بقذائف المدفعية، وشارك هو بنفسه في ذلك. واستطاع بمهارته المتميزة أن يصيب الهدف، ويسكت مقاومة الحرس الإمامي، ويدمر الواجهة الجنوبية للقصر وإحراقها، كما ذكر ذلك العميد صالح الأشول في كتابه (حقائق ثورة سبتمبر اليمنية)، وقد كلف بعدها البطل محمد مطهر زيد على رأس مجموعة لمطاردة الإمام البدر، وقاد العديد من الحملات العسكرية. في شهر نوفمبر من نفس العام، عيّن عضوًا في مكتب العمليات الحربية. وفي مايو 1963م، عيّن عضوًا في مجلس الرئاسة. وفي عام 64م، أصدر الزعيم السلال قرارًا بتعيينه رئيسًا لأركان الجيش اليمني، ومع ذلك خرج ليقود المعارك بنفسه وتوجه إلى منطقة المحابشة في لواء حجة وخاض هناك معارك عنيفة مع القوات الإمامية حيث حشد الإماميون أكبر قواتهم إلى هناك.
فشتتهم بطلنا وضرب تجمعاتهم حتى أجبرهم على التقهقر والهروب، وأولهم البدر الذي كان يقود المعارك بنفسه هناك.
ظلّ رئيس الأركان يقود المعارك من وسط الميدان دفاعًا عن الثورة حتى سقط شهيدًا في شهر يوليو عام 64م، في منطقة ما بين حرض ورازح، وتم دفنه هناك، وبعد أسبوع تم نقل جثمانه إلى صنعاء، وفي جنازة رسمية وشعبية تم مواراة جثمانه في مقبرة الشهداء".
المصدر: