يتحدث هنا واحد من قيادات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في المرحلة الراهنة، مدليًا بشهادته إزاء تجربة الاتحاد كمؤسسة غير اعتيادية تعيش مرحلة استثنائية في تاريخها. في هذه الشهادة، يتحدث عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الروائي مُحَمّد الغربي عمران، مجيبًا عن أسئلة الاستطلاع الثمانية: (وضع رابط للمادة الرئيسية التي تتضمن نصوص الأسئلة)
1. تأسيس الاتحاد جاء في ظروف كانت فيه القيادتان السياسيتان في الشطرين تدفع بالأدباء وتدعمهم كمزايدة، كلّ على الأخرى، في حب تحقيق الوحدة. ولذلك كانوا يسهلون انتقالهم وعقد مؤتمراتهم ويمولونها، أي إن الاتحاد كان صدى للقيادات السياسية التي تسعى لوحدة اليمن، عكس اليوم، ولذلك اللاعب الأساسي في توحد الأدباء كان هو السياسي.
2. بعد إعادة تحقيق الوحدة، وخاصة بعد حرب 1994، ستجد أن السياسي ظل اللاعب الأساسي، مستخدمًا الأدباء وممولًا لهم بهدف تشطيرهم، إلا ذوي القيم الوطنية من ظلوا يرفضون قيام الكيانات الصغيرة التشطيرية، وقد حوربوا إعلاميًّا وحتى في أعمالهم، مقابل دعم من تابعوهم بالموازنات والميزانيات وكذلك بالمغريات الوظيفية. إلا أن الاتحاد بأمانته العامة ظل موحدًا، رغم أن سلطات صنعاء أوقفت موازنته، وسلطات عدن أوقفتها، ليجمد أنشطته نتيجة لما يواجهه الشعب من امتهان وقمع، والأديب باعتباره جزءًا من الشعب، ويواجه ما يواجهه، والعديد من أعضاء الاتحاد خارج الوطن.
3. أنت تذكر هيثم وأبلان وكأنهما خارج الاتحاد، وما قدموه كان عبارة عن مبادرات ذاتية وليس كمشاريع اتحادية محسوبة للاتحاد. فهيثم أمين عام، وهدى أمين عام من عام 2011، لا يمكن أن نقول للاتحاد إنه لم يقدم شيئًا، يكفي تماسكه في ظل تهاوي الجميع، يكفي صمود أعضائه في ظل القمع والتجويع وتكميم الأفواه، وتجميد الأرصدة والرقابة على الأنشطة، فلا يزال أعضاء الاتحاد يمثلون ضميرًا حيًّا لهذا الشعب. ألا يكفي صمودهم وتحملهم هذا الوضع؟ الأديب لا يملك بندقًا، بل قلمًا وهو لا يزال يستخدمه من أجل دولة مدنية، ويمن آمن يرفض الحرب وتدخّل الدول الأجنبية، ويسعى للسلام.
4. الرواد لم ينشطوا خارج رغبة السياسي. هم كانوا جزءًا من النظامين في الشطرين، ب. اليوم السياسي لا يريد الوحدة، ولو حضر الرواد في ظل هذه الظروف، لن يصنعوا شيئًا. فالسياسي لا يريد الآن وحدة، والاتحاد يدافع عنها، ولذلك تجده محاربًا بتجميد الأنشطة والدعم.
5. الثورة الشبابية؛ كلام أثبت أن وراءه قوى أو أحزابًا أو جماعات دينية أوصلت مصر وسوريا اليمن وليبيا إلى ما وصلت إليه. الاتحاد كان موقفه متزنًا ولم ينجر، وهذا أنت تشاهد أين وصلنا مع حركة الأخوان المسلمين. وصمت الاتحاد الآن هو صمت مجبور عليه؛ فهل هناك هامش، ولو بسيط، للتعبير عن المواقف؟ أنت وأنا نعيش في واقع نعرفه جيدًا؛ هل من العقل أن نصرخ في فضاء لا يسمعك حتى الشعب؟ هي ظروف قاهرة والأديب يعيشها، الأديب صامد، ألا يكفي صموده ومحافظته على قيم الوحدة والجمهورية؛ فلا يزال يعبّر ويكتب، رغم كل هذه المخاطر، فماذا يُراد من الأديب غير الكتاب والتعبير؟!
6. السلطة هي من جمّد الأرصدة ومنع الدعم وكمّم الأفواه في عدن وصنعاء. ونقول للتاريخ نحن صمدنا وسط مخاطر وحافظنا على مبادئ الاتحاد رغم ما يُمارس علينا، وعبّرنا عن إرادة الوحدة والجمهورية والديمقراطية.
7. من أعلنوا عن إنشاء كيانات تشطيرية يتحملون المسؤولية. هؤلاء لم يعودوا من الاتحاد ولا يعبرون عنه. الاتحاد صامد بأعضائه وقيمه مع الوطن ووحدته. وكيف حصل ما حصل؟ السياسي يريد ذلك ويمول. كما كان السياسي في السبعينيات يريد الوحدة ويمول. السياسي لاعب أساسي، خاصة مع أنصاف الأدباء.
8. العوامل خارجية؛ أي إن الاتحاد يُمارس عليه ضغوط بقطع الدعم لما يزيد عن عشر سنوات، وإيقاف مطبوعاته، وتجميد أرصدته، مقابل دعم قيام كيانات تشطيرية. هناك صحفيون حُكم عليهم بالإعدام لمجرد إبداء الرأي. الاتحاد صامد رغم ما يُمارس عليه. فلا تطلبوا من نسر أن يحلق وقد وُضع في قفص.