كُتِبت هذه المدونة في الأيام العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة التي تصادف 25 من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 10 ديسمبر/ كانون الأول 2022. في الأيام الستة عشر العالمية هذه، دعونا -من واقع الحال- نستذكر بعضًا ممّا تعانينه المرأة في محافظة صعدة؛ إمّا بسبب العادات والتقاليد، أو بما يُفرض عليها من قبل سلطة أمر واقع، جعلت من النساء هدفًا لحربها الضروس.
في مديرية سحار، تُسنَد إلى المرأة كلُّ أعمال المنزل والحقل، بل تذهب بعد ذلك إلى السوق في الصباح الباكر لبيع منتجاتها الزراعية من الخضار والفاكهة، فيما الرجال يعيشون حالة من البحبوحة نتيجة أنّ هذه الأعمال ليست ضمن مهامهم.
في مديريّتَي الحشوة وكتاف والبقع، يتم حرمان المرأة بشكلٍ كامل من الميراث، إذ يسري تقليد مفاده أنّ توريث المرأة عار وينتقص من رجولة أهاليهن، ومع أنّه لم يسبق أن ورثت امرأة هناك، إلّا أنّه لا يجرأ أحدٌ -حتى- بمجرد التفكير بهذا الأمر، لأنّه لو قام به أحدهم، يجابه حينها بعناد المجتمع وعقّال الحارات، بحُجّة أنّه يقوم بارتكاب بِدعة.
في كلّ مديريات صعدة، وخاصة الشرقية منها، يتحاشى الرجل ذكر المرأة أو اسمها في المجالس العامة، وإن حصل واستدعى الأمر ذلك، يذكرها باللفظ العنصري (المَكْلَف) أو (عاور)؛ لأنّه من المعيب أن يتم الإشارة إليها إلَّا تلميحًا، بل يصل الأمر أحيانًا إلى أن يضيف الرجل، عندما يذكر المرأة، إلى حديثه: "أعزكم الله".
أيضًا تُحرَم المرأة من التعليم والرعاية الاجتماعية في معظم مديريات صعدة، ويُكتفَى بتدريسها إلى الصف الثالث الأساسي، وهناك نقصٌ فادح في المعلمات أيضًا، فيما تقتضي العادات والتقاليد منع تلقّي الفتاة التعليمَ عند المُعلِّمين الذكور، بعد صفها الثالث.
لا تزال النساء يضعن مواليدهن في البيوت، وإن حصل وسُمح لهن بالذهاب إلى المستشفى فيسمح بالطفل الأول فقط، ويُمنع عليهن في البقية، إذ يلدن في مكان لا تتوفر فيه رعاية طبية ومن دون تلقّي التطعيم والعلاج المناسب، ما ساهم في رفع نسبة الأمراض بين النساء، وسوء التغذية الوخيم بين مواليدهن.
المرأة في محافظة صعدة محرومةٌ من تلقِّي أيّ توعية بأهمية الرضاعة الطبيعية وكيفية استخدام وسائل منع الحمل، التي تعتبر وصمة عار على أيّ زوج يجلبها إلى منزله، لأنّه ممنوعٌ استخدامها، ودون أيّ مراعاة لوضعها الصحيّ أو الاقتصاديّ.
ليس من حقّ المرأة في أغلب مديريات محافظة صعدة، اختيار شريك حياتها الذي يتقدّم لها، بل ولا يحقّ لها أن تعرف عنه شيئًا إلَّا في ليلة الزفاف، ويشيع الزواج بالتبادل حتى دون أخذ موافقة المرأة وأخذ رأيها، كما لا يُسمح للبنت التي لم تتزوج بعد، بحضور الأعراس، ويمنع عنها التزين بأيّ شكل.
وهناك مديريات لا يحقّ للمرأة أن تأكل فيها إلّا بعد الرجال، وخاصة في المناسبات والولائم، كما أنّ الضرب والتعنيف يشيع في مناطق، من قبل الأزواج.