الشاب العشريني وليد عبدالقوي (اسم مستعار)، من أهالي مديرية ساقين، محافظة صعدة، تخرج من المعهد الصحي بالمحافظة قبل أربع سنوات، ويعمل ممرضًا في مستشفى ساقين بالتعاقد مع مكتب الصحة هناك.
في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2020، توجه وليد إلى عمله مثل كل يوم، ولم يكن يعلم أنه سيكون يومًا من أسوأ أيام حياته، حيث شهدت المستشفى واقعة سرقة جهاز قياس الضغط، فقام مشرف البحث الجنائي في المنطقة بتوجيه الاتهام له دون أي دليل.
احتُجز وليد من قبل البحث الجنائي مباشرة، وتم التحقيق معه هناك لمدة أسبوع كامل وباستخدام الضرب والكي بالنار، وظل في غرفة انفرادية داخل سجن تابع لمبنى فرع وزارة المواصلات الذي استخدمه البحث الجنائي كسجن، ودون أن يعرف أحد من أقاربه بمصيره.
هلع الأسرة
بحثت أسرة الشاب عنه في كل السجون بالمديرية، ولم تعرف عنه شيئًا، ووالده الذي استطاع الوصول إليه بعد ذلك، قال له السجّان المشرف على احتجازه: "لقد عمل عملًا لم يعمله أحد من قبله".
السبب الذي دفع سجانيه لإطلاق سراحه، هو اكتشافهم بعد كل هذا، أنه بريء، وأن من سرق جهاز قياس الضغط هو أحد مجانين المنطقة، والذي دخل إلى المستشفى خلسة، وأخذ الجهاز
سأل الأب المفجوع، وهو يدني من أذنه تجاههم: "ماذا تقول؟"، ردّ السجّان: "خليها على ربي! لقد اقترف جريمة لم يقم بها أحد من قبل"؛ ما زاد من خوف وهلع الأسرة على قريبها.
بعد أسبوع من الاحتجاز، خرج وليد من سجنه بوجه شاحب من الجوع وجسد متهالك لا تزال آثار التعذيب عليه، يقول لـ"خيوط"، إن الأسبوع مرّ عليه كسنة، لم يشاهد خلاله ضوء النهار، ولم يعرف معنى كلمة شمس ولو دقيقة، ولذا عندما غادر كان من الصعوبة عليه رؤية الضوء.
أما السبب الذي دفع سجانيه لإطلاق سراحه، هو اكتشافهم بعد كل هذا، أنه بريء، وأن من سرق جهاز قياس الضغط هو أحد مجانين المنطقة، والذي دخل إلى المستشفى خلسة، وأخذ الجهاز، علمًا أن قيمة الجهاز لا تزيد عن عشرة آلاف ريال.
البحث عن الإنصاف
ولإعادة الاعتبار إليه، توجه وليد إلى النيابة العامة للانتصاف له، غير أن غريمه (المشرف) في سلطة البحث الجنائي أخذ معه خمسة أشخاص من أنصاره وخروف (كبش)، وذهب إلى منزل وليد. من جهته، رفض وليد هذه الخطوة وأصرّ على أن يأخذ حقه بالقانون، لكنه توقف عن هذه الخطوة بعد أن تعرض للتهديد بالقتل، وأصيب بحالة نفسية.