تتكون محافظة أبين (جنوب اليمن)، من 11 مديرية، تشغر مساحة مهمة من الأرض اليمنية، تقدر بأكثر من ثمانية آلاف ميل مربع، حيث تختلف فيها العادات والتقاليد، بين الريف والحضر، لكن هناك الكثير من المشتركات بينها الإيجابية وأخرى سلبية، من ذلك زواج القاصرات.
يتم في المحافظة تزويج الفتيات بين سن 11 و12 سنة، وتستمر هذه العادة إلى يومنا هذا، حتى أصبح طقسًا عاديًّا يمارس دون أي اعتراض، وخاصة في مناطق يافع، رصد وسرار وسباح، وبعض المناطق الوسطى مثل ريف لودر والوضيع ومودية والمحفد.
ومع الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي فرضتها الحرب، توسعت الظاهرة لتشمل الريف والمدينة وجميع مديريات المحافظة، ويترتب على هذا الأمر أضرار قد لا يدركها أولياء الأمور إلا بعد التورط في هذه الظاهرة.
يُرجِع الكثيرُ ظاهرةَ الزواج المبكر إلى الأوضاع المتردية، وعدم قدرة الأهالي على شراء الحاجيات الأساسية، ومن ذلك الملابس ومستلزمات الدراسة، وكلفة المواصلات إلى المدارس، ما أدى إلى تسرب الفتيات من التعليم، إضافة إلى تفضيل تدريس الذكور على الإناث، وفي الآونة الأخيرة، انتشرت في مخيمات النازحين تزويج القاصرات على كبار السن، ومن ذلك في مخيم الوادي، بمديرية خنفر.
لكن أيضًا، هناك حالات وفيَات لفتيات تزوجن مبكرًا، نتيجة الحمل ومن ثَم الولادة المتعسرة، عوضًا عن تدهور الصحة الجسدية والنفسية للقاصرات، يترافق كل ذلك مع غياب تام للبرامج الحكومية، أو وسائل توعية الأهالي عن خطورة هذا الشكل من الزواج.
تقول (س.ح.خ) وهي أم زَوّجت ثلاث صغار من بناتها وهن في الـ12 من عمرهن: "والدهن هو من زوجهن في هذا السن، وأنا غير راضية، لكن الظروف أجبرته على تزويجهن، وهن حاليًّا متزوجات وعندهن أطفال، وكثير من الناس يقومون بتزويج بناتهن نتيجة الظروف الاقتصادية وانتشار الفقر".
(تعاون نشر مع مواطنة)