يمنيّون تحت الأنقاض في تركيا

مأساة الزلزال تفوق عمليات الإنقاذ
خيوط
February 10, 2023

يمنيّون تحت الأنقاض في تركيا

مأساة الزلزال تفوق عمليات الإنقاذ
خيوط
February 10, 2023

حاول جاهدًا أن يتماسك وهو يدلي بحديث تلفزيونيّ عن مأساته بسبب هذه الكارثة التي لا حدود لمأساتها في سوريا وتركيا منذ الإثنين الماضي 6 فبراير/ شباط، قائلًا: "الأمر مؤلم للغاية"، إذ لا تزال عائلته كلّها تحت الأنقاض؛ زوجته، وابنته التي يبلغ عمرها سنة ونصف، وابنه أمين (16 عامًا)، وأخت زوجته، وقد فارق جميعهم الحياة.

يقف الدكتور محمد الرعوي، مواطن يمنيّ من مديرية ماوية (شرقي تعز)، ويقيم منذ سنوات مع عائلته في منطقة هطاي التركية التي ضربها الزلزال، وذلك منذ خمسة أيام، فوق ركام المبنى الذي يقطنه منتظرًا أيَّ بصيص أمل في خروج عائلته.

هكذا يصف الرعوي هذا الوضع؛ الكارثة كانت كبيرة بسبب سقوط العمارة التي تحتوي على 25 شقة، بمتوسط أربعة أشخاص في الشقة الواحدة مع بقاء الأمل في وجود عالقين تحت الأنقاض على قيد الحياة.

وتتضارب البيانات والأرقام بخصوص عدد اليمنيين المفقودين والمتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، حيث تشير آخر إحصائية للسفارة اليمنية في تركيا إلى ارتفاع عدد المفقودين اليمنيّين إلى 9 مواطنين؛ سبعة منهم في ولاية ‫#هاتاي،‬ ومواطن في "ملاطيا"،‬ وآخر غير معروف مكانه حتى الآن، إلى جانب من لا يزالون تحت الأنقاض، فيما ترجح مصادر أخرى أن يفوق العدد أكثر من 20 شخصًا. 

وتتواصل عمليات الإنقاذ المضنية منذ أيام في جنوب تركيا وشمال سوريا، بعد تعرضهما لزلزال مدمِّر، فاقت درجته 7.5 درجة على مقياس ريختر، في حين بلغ عدد الضحايا، وَفقَ آخر تحديث، نحو 21 ألف شخص، منهم حوالي 18 ألفًا في تركيا، بينما يتجاوز عدد الإصابات 80 ألفًا مع استمرار البحث والإنقاذ عن ناجين وسط دمار كبير وكارثة إنسانية تفوق الوصف.

ارتفاع عدد اليمنيّين في تركيا

في السياق، أعلنت الجالية اليمنية في تركيا عن حملة لدعم متضرِّري الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري والتي ستتم عن طريق إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).

تأسّست الجالية اليمنية بتركيا في الـ12 من شهر سبتمبر/ أيلول 2015، بموجب القانون التركي، وتتخذ من مدينة إسطنبول مقرًّا رئيسيًّا لها، في حين يبلغ عدد أبناء الجالية اليمنية في تركيا قرابة 20 ألف يمني، وعدد الوافدين إلى تركيا يزداد بشكلٍ مستمرّ نتيجة الأوضاع التي تعيشها اليمن.

كما أنّ معظم اليمنيّين في تركيا غادروا اليمن منذ ما يزيد على سبع سنوات؛ بسبب الحرب والصراع الدائر في البلاد. ويتركّزون بشكلٍ أساسي في إسطنبول، في حين يتوزّع عددٌ من الطلاب المبتعثين في عددٍ من المدن التركية.

وقد نال المستثمرون اليمنيّون في تركيا قدرًا كبيرًا من الفائدة، حينما تم تعديل قوانين الحكومة التركية في عام 2018، والتي بموجبها تمكّن الأجانب والعرب، ومنهم اليمنيّون في تركيا من الحصول على الجنسية التركية عبر الاستثمار العقاري، وشراء عقارات بقيمة محدّدة لا تقل عن 400 ألف دولار أمريكي.

تعجز الكلمات عن وصف مشهد العائلات التي اضطرّت إلى مغادرة منازلها في هذا البرد القارص للاحتماء في شوارع غير آمنة في منتصف الليل، وهي في الأصل عائلات نزح معظمها أكثر من مرة. وتنفطر القلوب لمشهد انهيار المباني في حلب مثل قطع الدومينو، بعدما أضعفتها سنوات الحرب الطويلة".

ارتفعت نسبة استثمارات اليمنيين في تركيا في الأعوام السبعة الماضية بشكلٍ لافت للنظر، فبحسب الإحصائيات، أصبح هناك 519 شركة استثمارية بأموال يمنية في تركيا.

وَفقَ ما أصدرته الجالية اليمنية في إسطنبول، فقد شهدت مبيعات العقارات للمستثمرين اليمنيين في تركيا، ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل عدد العقارات التي تم بيعها للمستثمرين اليمنيين في تركيا أكثر من 1000 عقار، ومن الجدير بالذكر أنّ تلك النسبة في ازديادٍ مستمرّ يومًا بعد يوم.

صدمة الزلزال

وتؤكّد السلطات التركية أنّ هناك أكثر من 120 ألف فردًا، و12 ألف مركبة، و22 سفينة، ‏و160 طائرة/ هليكوبتر، تشارك في أعمال الإنقاذ والمساعدة في منطقة الزلزال جنوبي تركيا.

وأشارت "آفاد" في بيان صادر الجمعة 10 فبراير/ شباط، إلى وقوع 1509 هزات ارتدادية عقب الزلزالين، مؤكّدة إجلاء 75 ألفًا و780 شخصًا من المتضرّرين من الولايات العشر التركية المنكوبة.

وفجر الإثنين 6 فبراير/ شباط، ضرب زلزالٌ جنوبَ تركيا وشمال سوريا، بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

من جانبه، قال "الصليب الأحمر" إن الزلزال ألقى بحملٍ جديدٍ على كاهل السكان في المأساة الإنسانية المستمرة منذ 12 عامًا في سوريا.

وأضاف: "تعجز الكلمات عن وصف مشهد العائلات التي اضطرّت إلى مغادرة منازلها في هذا البرد القارص للاحتماء في شوارع غير آمنة في منتصف الليل، وهي في الأصل عائلات نزح معظمها أكثر من مرة. وتنفطر القلوب لمشهد انهيار المباني في حلب مثل قطع الدومينو، بعدما أضعفتها سنوات الحرب الطويلة".

استمرار أعمال الإغاثة

مع تصاعد التحديات التي تواجهها سوريا، قال المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي، إنّ الزلزال الذي تضرّر منه ما لا يقل عن 10 ملايين شخص "هو آخر ما كان يحتاجه الشعب السوري!".

وأضاف هادي في حديثه للصحفيين في نيويورك، يوم الأربعاء 8 فبراير/ شباط، عبر دائرة اتصال من عمّان- الأردن: "كنّا نكافح لسنوات وسنوات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين، حتى بدون هذه الكارثة الأخيرة. لكن كما تعلمون، نجد أنفسنا الآن في موقف صعب للغاية، نتسابق مع الوقت، نحاول الوصول إلى الناس في جميع أنحاء سوريا".

كما ذكر المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية، أنّ الطريق المؤدّية من غازي عنتاب إلى نقطة العبور الحدودية، والتي تضرّرت ولا يمكن استخدامها لإرسال مواد الإغاثة، يجب أن تفتح قريبًا.

وتؤكّد الأمم المتحدة أنّ الوكالات الأممية تساعد في نشر فرق الطوارئ وعمليات الإغاثة. وقال فرحان حق- نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إنّ أكثر من 40 فريق إنقاذ وبحث من تركيا و19 بلدًا آخر، قد تم نشرهم.

وتعمل غالبية الفرق تحت تنسيق الوكالة التركية لإدارة الكوارث وفريق الأمم المتحدة لتنسيق وتقييم الكوارث الذي يضم 45 شخصًا في مراكز منتشرة بأنحاء المناطق المتضرّرة في تركيا.

ويتوجّه فريق أممي آخر لتقييم الكوارث إلى سوريا لدعم الاستجابة هناك. وأضاف المتحدث أنّ فرق الإنقاذ المجتمعية، شمال غرب سوريا، تنخرط بشكل كامل في البحث الجاري عن العالقين تحت ركام المباني المهدَّمة.

وتتعقّد هذه الجهود بسبب عدم توفر الآلات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض، وظروف الطقس السيئة. وفي أماكن أخرى من سوريا، يفيد عمال الإغاثة بالحاجة العاجلة لتوفير المساعدات والدعم اللوجستي وفرق الإنقاذ المتمتعة بالمهارة، وأماكن الإيواء المؤقتة.

وأكّد العاملون في المجال الإنساني في سوريا إمكانيةَ الوصول إلى معبر باب الهوى. ويعتمد نحو 90% من سكان شمال غرب سوريا، البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية لتلبية أبسط احتياجاتهم.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English