تطرح رواية وليد دماج "هُم"، الصادرة عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر 2016، بثلاث مئة صفحة ونيّف، سؤالًا وجوديًّا كبيرًا؛ سؤالٌ فلسفي حيّر الناس العاديين، كما حيّر الفلاسفة والكتاب والمهتمين، ومفاد التساؤل: مَن هُم "هم"؟ لو سمع الإنسان العادي هذه المفردة لقال طواعية وبدون تردد: الشياطين! وإذا سمعها فيلسوف، كـ"جان بول سارتر" لرد قائلًا: "الآخرون هم الجحيم والصخرة..."، ولاحظ هنا استخدام سارتر للضمير هم. هم: أحد ضمائر الرفع المنفصلة، ويستخدم للغائبين، الحاضرين بصورة أخرى، كما سنرى في الرواية. تتجذر الرواية في استقصاء عملية الجنون، وكيف لها أن تنشأ؛ فهناك مثل يمني يقول: "أول الجُنان تِعِلّام"، نقاشات خصبة تدور رحاها بين أروقة الرواية، وصراع محتدم بين عوالم الوجود والعدم، ونرى أن الرواية تطرح العديد من الأسئلة الملموسة في الواقع، ومنها: هل الجنون صفة فطرية في الإنسان، وبالتالي فأي إنسان لديه استعداد لتقبله؟ هل الجنون ظاهرة فسيولوجية أم بيولوجية لها علاقة بالتكوين عمومًا؟ إلا أن الأمر الملتبس هو الذي تذهب إليه الرواية وتناقشه؛ ثم هل لذلك دور محوري فيما يسمى الجنون؟ وهل هناك قوى غيبية هي التي تؤثر على عملية السير الحياتي للبشر؟ هذا ما تحاول الرواية أن تطرحه، إلا أنها لا ترد على أي تساؤل.
البطل في رواية "هم" هو المجنون؛ والآخرون - سواء كانوا شخصيات من الواقع أم من الخيال - يمثلون "هم"، وبين هذه التكوينات يحدث الالتباس.
لم يورد الكاتب اسم المجنون في كل صفحات الرواية، وإنما عرفناه بصفته هذه: "المجنون" كبقية الشخصيات في الرواية.
بدا الأمر وكأن جدته وعمّه وضعا له طريقة ما في الحياة؛ فلم تُجدِ وسائل الأب والأم والأطباء والمشعوذين في إثنائه عن ذلك. عمه الذي يعد أقرب الكائنات إليه أصيب بالجنون؛ لأنه قتل عن طريق الخطأ والد أحد "العرسان" يوم الاحتفال ببندقيته "الزاكي كرام"، وحين أصيب بالغيبوبة على إثر ذلك صحا وفوق جسده نقوش مبهمة من تلك النقوش التي لا تعني سوى الكائنات الخفية التي سكنت روحه للتو واللحظة. ويوم وفاته تسلل المجنون الذي لم يكن سوى طفلٍ يومها إلى تابوته في إحدى الغرف، وكشف عن صدر عمه المليء بالنقوش، ثم مرر أنامله التي تشربت جنون العم.
أما جدته لأبيه فقد راحت تبرر لابنها أسباب جنونه، ومن ذلك أنه ربما قد أصيب بالعين، ولكي تدعم تبريرات ابنها المجنون الذي ستُنسخ روحه إلى ابن أخيه - بدأت تكيل الحكايات المعروفة في المنطقة، التي تدل على أن الأرواح الشيطانية موجودة بشكل أو بآخر، ويسكنون في كل ركن وفي كل زاوية. كمية الضربات والركلات والصفعات التي تلقفت طفولة المجنون كلها كانت تشي بتاريخ مديد من الفوضى والجنون الذي سيكونه ذلك الطفل في المستقبل. كل القنوات الداعمة في العمل الروائي تضخ باتجاه المجنون الكبير "الراوي".
ينتقل ربّ الأسرة إلى العاصمة التي لا يسميها السارد، لأنه غير معنيّ بالأسماء؛ فوضعه النفسي وحالته المركبة في تكوينها لم تتح له فرصة للاهتمام بالأسماء. عرّفه والده على شخص آخر - بدون اسم أيضًا - يلقب بالأستاذ، تعرض للملاحقة البوليسية، وأُودع السجن لمدة تسعة أشهر، خرج على إثرها مسكونًا بالعوالم الغريبة؛ أو بـ"هُم". لم يستمر البطل كثيرًا في العاصمة؛ حيث إنه انتقل مع أسرته إلى مدينة أخرى خارج العاصمة وجدّته مَعهم، وفي تلك المدينة سكنوا دارًا قديمة تسمى "العامرة"، تقع على رابية مسكونة بالأشباح، إلا أن العائلة الجديدة لم تكن تعرف ذلك، يقول البطل في وصفها: "قشعريرة وهالة من الهيبة والرهبة انتابتني، إذ تجتاز بي قدماي لأول مرة؛ كأني أدخل مقبرة". ص72.
وعلى الرغم من الشائعات التي سمعتها الأسرة من الجيران، إلا أن أحدًا لم يكن ليصدق ذلك، أصرّ الأب تحديدًا على النكران؛ حيث إنه مَثّل جَانب العقل والاعتدال، والآن ها هي الظروف قد تهيأت ليستلم الابن راية الجنون، فبعد وفاة جدته في الدار نفسها وغياب التسابيح والأدعية، بدأ الابن يستمع إلى شخير فظيع في الدار لا يعرف مصدره، وهنا يبدأ المجنون، الذي ورث عمه، بالهذيان والصراخ، وبدأت أمه تستمع إلى نقاشاته ووساوسه التي أقلقتها، يقول: "تطرق أمي الباب مرة أخرى مستفسرة عمن أحادث، أجيبها بأن لا أحد". ص80
راحت الأم تلحّ على الأب، طالبة الانتقال من دار الشؤم هذه؛ إلا أن الأب رأى بأن يعرض ابنه على طبيب البلدة؛ يتعرف البطل في تلك الأثناء على بنت الجيران، وأخرى أرملة، إلا أن الشخير يعود ليتعالى على مسامعه، وفي هذه المرة تذهب أمه لعرضه على أحد المشعوذين، الذي بدأ يجرب وسائله في إخراج الزار من الجسد المعتل؛ ولكن لا فائدة. يتخرج من الثانوية العامة وسط هذا الضجيج الشبحي، ويعمل في خدمة التدريس الإلزامية، في إحدى القرى البعيدة، فتلاحقه الأشباح. يساعده الأب بعد ذلك في الانخراط بالجامعة، لكنه قبل ذلك يعرضه على طبيب أعصاب، أمدّه ببعض الأدوية والمهدئات التي لم تنفع شيئًا، فقد اشتكى زملاؤه في السكن من أحاديثه الجانبية مع كائناته وهذيانه المستمر عن أحداث وهمية.
في الجامعة تعرّف على أعز أصدقائه، الذي اشترك معه بدون قصد في حب فتاة الجامعة، ومن أجلها سيدور بينهما صراعٌ خفيّ، ولكن سيأخذها أحد أبناء المشايخ حال تخرجها. تموت والدته في تلك البلدة خارج العاصمة، ويتزوج والده بأخرى تضطهده هو وإخوته، ويفقد حبيبته الجامعية بعد ذلك؛ فيهزه الشوق إلى دار الأشباح التي ذهب إليها سيرًا على الأقدام، مصطحبًا القط "شوقر" والكلب "قطمير"؛ حيث ستدور حوارات مدهشة بينهم، وبالمقابل تتصاعد وتيرة "هُم" في الظهور على مسرح الرواية، كما يتصاعد ظهور الالتباس؛ خاصة حين يدخل الدار العامرة.
المجنون شخصية مركبة، حاضر وغائب؛ تجده أحيانًا منسابًا مع ثقافته الجامعية وقراءاته التي لا حدود لها، وأحيانًا غائبًا تائهًا في الطرقات، منجذبًا لعالم غير مدرك، ولعله أحيانًا عالم الحيوان والطير
يستخدم الكاتب تقنيات مبعثرة ليتحدى القارئ، مستشفًّا تساؤل أبي تمام: "ولماذا أنتم لا تفهمون؟"، ولعل هذا التحدي يبلغ ذروته حين يتساءل الراوي: وهل للمجانيين أذهان؟ ثم يقول: لِمَ كلما سألت عن "هُم" أحدًا، أجابني بالسؤال نفسه مَن هُم "هُم"؟ دائمًا يأتيني الجواب السؤال نفسه". ص264
ونرى هنا أن هذا البطل المجنون لا يسعى إلى الإجابة عن الأسئلة، وإنما يترك ذلك للتفاصيل. تردّ الرواية على هذا التساؤل الذي يشتت الإجابات ويجعلها تلتبس وتتقاطع مع الزمان والمكان والشخوص، طبقًا لتفكير شخص مجنون، فحكاية السحليتين والفتى الذي قتل الصغرى، ثم هبوب العاصفة واختفاء الفتى في شلال القرية، وذهاب والده إلى عالم الجن لإنقاذه...، هذه الحكاية سمعها الفتى من إحدى قريبات جدته، ولكنها في لحظة التباس تعود مرة أخرى لتصبح كما لو أنها حقيقة وليست خيالًا؛ فالأب الذي أنقذ ابنه من عالم الجن أصيب هو أيضًا، ومات متأثرًا بجراحه. المجنون شخصية مركبة، حاضر وغائب؛ تجده أحيانًا منسابًا مع ثقافته الجامعية وقراءاته التي لا حدود لها، وأحيانًا غائبًا تائهًا في الطرقات، منجذبًا لعالم غير مدرك، ولعله أحيانًا عالم الحيوان والطير. تتسرب من بين أصابعه الحياة الآدمية وهو ساهٍ؛ ينساه المجتمع، يتركه فريسة للشرود، كذلك الفتى الذي ذهب إلى الشلال واختفى، ولكن الواقع غير الحكاية؛ في الحكاية يذهب والده وعمه للبحث عنه؛ أما في الواقع فلننظر إلى هذا المقطع: "ناديته، تلفت من حوله، وكأنما لم يتوقع أن يكون هذا المجنون هو من يناديه، عاد ليمشي في طريقه، حين لم يعرف مصدر الصوت، ناديته مرة أخرى؛ فالتفت إليّ هذه المرة وقد تأكد أني أناديه. نظر إليّ مبتسمًا ابتسامة مجامل، وراح في حال سبيله". ص 224
هكذا يترك المجتمع المجنون يختفي في عالمه الداخلي، يغيب مدفوعًا بتجاهل "الحضور والالتباس". يتكثف الالتباس هنا حين تصبح الحكاية واقعًا والواقع حكاية، وأجدني مدفوعًا إلى الاستئناس برأي المرتاض حين قال: أما بالنسبة إلى اشتراك الرواية مع الحكاية والأسطورة؛ فلأن الرواية تغترف بشيء من النهم والجشع من هذين الجنسين الأدبيين العريقين، وذلك على أساس أن الرواية الجديدة أو المعاصرة بوجه عام، لا تلقى أي غضاضة في تغني نصها السردي بالمأثورات الشعبية والمظاهر الأسطورية والملحمية جمعاء(1).
الراوي في الرواية هو البطل، وهو ضمير المتكلم الذي يتخذ من عائلته مادة لتطوير السرد الحكائي، ابتداء من أرواح أجداده، وانتهاءً بعائلته الصغيرة أمّه وأبيه وإخوته، بالإضافة إلى جدته وعمه، الذي يمثل نقطة رئيسة في الروي. يستخدم الروائي تقنيّتي الراوي الداخلي والراوي الخارجي.
الراوي الخارجي هو ذلك الذي نرى فيه الكاتب وهو يتدخل في السرد، يتضح ذلك من مقدمات المقاطع والفصول؛ ويدرك القارئ بشكل واضح أن الروائي هو الذي يتحدث، وأن ما نقرأه من فلسفة وآراء وأفكار هي من بنات أفكار الكاتب؛ لأنك ستلحظ أن الكلام الملقى عليك هو في الحقيقة مما يلتبس الأمر فيه؛ لا شك أن لهذا الحديث قائل، ألا وهو السارد الخارجي (الروائي)، وهذا النوع من الروي غير موجود بشكل واضح هنا؛ لكنا قد نلحظه في عملية نقل السرد من شخصية الراوي إلى شخصية الصحفي، ليحدث هذا الالتباس الدقيق. من هو السارد إذن؟ ما نستطيع الإدلاء به أن هذا النوع من السرد يندرج ضمن تقنية الغياب، فهو راوٍ ولكن حضوره بعيد قليلًا عن الإيقاع السردي، ويمكن أن يلتقي مع الراوي العليم، الذي يطلق السرد على عواهنه فيتحكم بالروي والشخوص والأحداث، وقد يطلق أحكامًا جزافية، وأحيانًا منطقية.
أما الراوي الداخلي فهو الذي يتدافع ويتدفق في السرد بوصفه الراوي الرئيس، يستدعي ويستعرض آراء بقية الرواة والشخوص، مثل الأب والجدة والأشقاء والأستاذ وغيرهم "كثيرًا ما لاحظ منظرو السرد المكانة المتميزة للرواة بالقياس إلى الشخصيات المروية؛ لأن أفعال الراوي هي التي تخرج القصة حرفيًّا إلى حيز الوجود، ويحمل كلامه/ها مرجعية أكبر من كلام أي شخصية ومن منطلق بنيوي؛ فهذا يعني أن الراوي دائمًا يتخذ مستوى فوق الأحداث المروية عن طريق سرد تلك الأحداث(2).
تعد تقنية الالتباس واحدة من أبرع التقنيات التي استخدمها الروائي وليد دماج؛ خاصة أنها توافقت مع الثيمة الرئيسة، التي تنطلق منها رواية الجنون واللامنطق، ومن ذلك حكايات الأستاذ الذي كان يحكيها للبطل، والجنيات الفاتنات اللواتي يزرنه
البطل مجنون عاش طفولته في القرية، ولهذه القرية ملامح خاصة رواها المجنون منذ نعومة أظافره، فهي مسكونة بالجن؛ الذين يتوزعون في أمكنة محددة (كهف الجن، الصياد، نقيل الدواهي)، ومن ضمن تقنية الرّوي يستخدم الكاتب الحكاية الشعبية، وهو ما يعزز تعدد أصوات الرواة في الرواية، التي انبنت بقوة على حكايات أسطورية روتها الجدة؛ حكايات تضطلع بفكرة المخيال الشعبي والأسطوري، فيما يخص علاقة الإنسان بالعالم الماورائي، عالم الظلام والليالي المخيفة. ولكي يبرئ الروائي نفسه من ضمير المتكلم الملتصق عادة برواية السيرة، وضع تقديمًا في مستهل الرواية، يتكون من خمس صفحات أشار فيه إلى أن من يكتب الرواية ليس هو، وإنما أحد الصحفيين الذي رافق المجنون أثناء الدراسة الجامعية، بل أحد أصدقاء المجنون الخلص؛ حيث إنه وقع في غرام فتاة الجامعة، كما وقع في شراكها المجنون، ولكن لم يتزوج بها أي واحد منهما، وإنما ظفر بها رجل آخر. رجل ينحدر من الأسر المشيخية، التي عادة ما تستأثر بالمال والجاه والسلطة، والنساء أيضًا، وهو الأمر الذي حاولت الرواية تكريسه في ثلاثة مواضع على الأقل.
إن أقرب توصيف للالتباس هو "عدم التمييز بين شيئين؛ ويرى علماء النفس أنه اختلاط الأفكار بدون رابط"، هذا التعريف يقترب كثيرًا إلى ما نرمي إليه.
تعد تقنية الالتباس واحدة من أبرع التقنيات التي استخدمها الروائي؛ خاصة وأنها توافقت مع الثيمة الرئيسة، التي تنطلق منها الرواية هنا، وأقصد رواية الجنون واللامنطق ومن ذلك حكايات الأستاذ الذي كان يحكيها للبطل، الجنيات الفاتنات اللواتي يزرنه خاصة ليلتي الجمعة والإثنين، يقول: "كنت الوحيد الذي يصدقه، ربما لأنني أحببت أن أصدقه، بل وحتى لقد رأيت كل ذاك بأم عيني! ولكن هل حقًّا فعلت؟". ص254
ومن ذلك أيضًا اليد التي تتكرر كثيرًا، وهي تفتح الأبواب، يقول: "كان الباب موصدًا، مددت يدي أريد أن أفتحه، ولكنني فقدت الإحساس به. وإذا بي كأن يدي تخترقه أو تتخلله، بل إن ذلك يحدث، نعم. هل صرت شبحًا أو محض روح من تلك الأرواح الهائمة أو المحررة؟". ص 210 نلاحظ هنا استخدام أداة التشبيه كأن، ثم يتساءل: "هل صرت شبحًا؟".
تدخل الرواية عميقًا في المجتمع حين تتخذ من أسرة البطل أساسًا متينًا ورافعًا دراماتيكيًّا، في تطور اللغة السردية، تقوم أم البطل بمراقبة ابنها؛ لأنها تسمع أحاديثه في الليل مع كائن مجهول يسميه الراوي كائن الشخير، وعادة ما تطرق عليه الباب حين تسمعه. وفي إحدى المرات سمعت هذا الحديث:
"- تشكو من عدم قدرتك على النوم، بينما لا تتورع عن إيقاظي
- لكنها غرفتي؟!
- وغرفتي أيضًا.
- من أنت؟
- أنت!". ص238 هكذا يلتبس الأمر عليه دائمًا، وقد حدث معه حين ذهب لخطبة فتاة الجامعة التي أحب، ليجد نفسه يقوم بخطبتها لصديقه، وحدث معها الالتباس نفسه حين عاد إلى البلدة، والتقى بفتاة قدر أنها فتاة الجامعة، فالتبس علية الأمر بين فتاة البلدة وفتاة الجامعة، وراح يتعامل معها على هذا النحو، ثم حين وصل الدار المعمورة لم يلحظ اختفاء أهله، بل تعامل مع الدار وكأنها عامرة بجدته التي تقرأ القرآن، والحقيقة أنها قد توفيت، وأبيه الذي يقرأ جوار مكتبته، وهو في الحقيقة غائب، وأمه التي ماتت اعتقد بأنها منهمكة في إعداد الطعام، هذا بالإضافة إلى الحوارات التي كانت تدور بينه وبين الكلب قطمير، كما لو أنه أحد الأصدقاء الحميمين، والحقيقة أنه حوار من طرف واحد.
..................
هامش
3- ماريون جيمنش، ترجمة: ربيع ردمان ومنير أحمد علي، الجنوسة وعلم السرد، مجلة الثقافة العالمية، العدد 32، يناير - فبراير 2016، ص41.
4- سيزا قاسم، القارئ والنص "العلامة والدلالة"، الهيئة العامة المصرية للكتاب، مكتبة الأسرة، 2014.